• طمرة

  • الجمعة، ٥ يوليو ٢٠٢٤ في ٨:٥٨ ص
    آخر تحديث : الجمعة، ٥ يوليو ٢٠٢٤ في ٨:٥٨ ص

استياء واسع من تفاقم مظاهر العنف والجريمة بمناطق عرب بإسرائيل

(وكالة أنباء العالم العربي) - ما كان أحمد أبو حامد، الذي يعمل حفار قبور، ليتخيل يوما أنه سيحفر قبرا لأحد أبنائه الثلاثة عشر، إلى أن باغته مقتل اثنين منهما بينما كانا متوجهين إلى متجر للخضر يعملان به في بلدة جسر الزرقاء ذات الأغلبية العربية في إسرائيل، وعلى الرغم من شدة الألم أصر على أن يحفر قبريهما بيديه.

جريمة مقتل الشابين واحدة من مئات الجرائم التي ما انفك المجتمع العربي في إسرائيل يسجلها، وفجع بها الأب الذي يعيل أسرة كبيرة يجني دخلا لا يكفي لتلبية احتياجات عائلته، ففقد اثنين من أبنائه كانا يعينانه على نفقات الحياة.

قال والد القتيلين "ما حدث مع ابناي كرم ومصطفى، كانا يعملان في الساعة الواحدة أو الثانية عشرة ونصف، يحمِّلان الخضرة، ثم ذهبا ليفتحا المتجر، ولدى وصولهما إلى متجر الخواجا ليبدآ عملهما قتلا ".

وأضاف "هذا عملي هنا (حفر القبور)، هنا أعمل، أقول للذي قتلهما إذا أراد أن يغمض جفنه إنني حفرت لهما بكلتا يداي، لكن حسابه عند الله يوم الحساب، وليس من المحكمة، سيحاسب عند ربي، أب يحفر قبرا لولديه الاثنين، فليراني إذا كان يراني الآن، ليشاهدني وأنا أرفع القبعة، ليراني أحفر لهما بيداي ولست نادما والله، وحده الله من سيأخذ حقي".

ولا يزال الحزن يخيم على مدينة طمرة التابعة لمنطقة الجليل الغربي منذ مقتل الشاب أحمد خير ذياب (27 عاما) في الآونة الأخيرة إثر إصابته في إطلاق رصاص في السادس من يونيو حزيران الماضي حين كان جالسا في مكتبه بالمدينة.

ويشكو مسؤولون في المدينة مما يقولون إنه تقاعس الشرطة الإسرائيلية الذي تسبب بارتفاع معدلات الجريمة والعنف في المجتمع العربي وليس في المدينة فحسب.

وحمل نضال عثمان، عضو اللجنة الشعبية العربية في مدينة طمرة، مسؤولية ما يحدث للسلطات الإسرائيلية.

وقال "لا يمكن ألا نتحدث عن الجانب الآخر وهو مسؤولية السلطة، فنحن نعيش نتيجة ممارسات عشرات السنين ضدنا كجماهير عربية في هذه البلاد، وهي التمييز العنصري الذي تميز في تخصيص أقل ميزانيات مما نستحق، نحتاج بنى تحتية لأنا سيئة جدا سواء أ=كان في المباني أو في جميع الخدمات".

ومضى قائلا "عندما يتم إهمال مجتمع بشكل متعمد لا بد من أن يتغلغل إليه العنف والجريمة، وبالتالي المسؤولية هي على السلطة، لا بل المسؤولية الكبيرة على السلطة، لأن عمليا انتشار مجموعات الإجرام وقوتها وازدياد السلاح ليس بالمسؤولية المجتمعية المباشرة علينا، وإنما بالمسؤولية المباشرة على السلطة".

بدروه اعتبر المحامي بهاء كنعان وهو من أهالي مدينة طمرة أن الجريمة في المجتمع العربي لن تتوقف ما لتم تتوفر خطط مدروسة لمكافحتها على غرار ما فعلت الحكومة الإسرائيلية في المجتمع اليهودي.

وقال "على المجتمع العربي أن يفعِّل كل الأطر اللازمة حتى يشكل قوة رادعة لموضوع العنف، مع خطط مدروسة، على أن تكون خططا قريبة المدى، خططا طارئة لمنع ضحايا عنف يكون فيها ملاذ لإنسان يعاني من تهديد وتوفر له من يساعده، ولا أعوِّل على الشرطة (الإسرائيلية) ولكنها شريك يمكن التعاون معها للتعامل مع الجريمة".

وأضاف "ولكن أيضا يجب أن تكون لدينا خطط مدروسة لمدى بعيد، من خلالها يمكن استئصال ظاهرة العنف؛ هنا أوجه رسالة إلى الشرطة (الإسرائيلية)، ما نجح في الوسط اليهودي يجب أن ينجح في الوسط العربي".

ومضى قائلا "تقصير الشرطة واضح، كان هناك تفاعل من الشرطة أقصت من خلاله كل عالم الإجرام اليهودي وكانت تضربهم في مجالين نعاني منهما نحن، المجال الأول هو المجال الاقتصادي حين سحبت منهم كل الأموال التي كانت طبعا ليس لها أي مصدر عن طريق سلطة الضرائب والسجون، وبهذا الأمر انعدمت القوة المادية لعالم الإجرام ولم يعد قادرا على تجنيد مجندين ضعفاء، وتقريبا اختفى الإجرام وضعف بشكل كبير، لكن للأسف هرب قسم منهم (المجرمون) إلى الوسط العربي وأصبح العربي ملاذ لهم، واليوم الشرطة تستطيع أن توقف هذه الأمور بخطة مدروسة".