• عمّان

  • الثلاثاء، ٢ يوليو ٢٠٢٤ في ٥:٢٥ ص
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٢ يوليو ٢٠٢٤ في ٥:٢٥ ص

أسر أردنية تعلن "حالة طوارئ" منزلية من أجل الثانوية العامة

(وكالة أنباء العالم العربي) - هدوء تام وصمت مطبق، وأبواب وشبابيك مغلقة تماما.. هكذا يبدو منزل سهام الرباع منذ عدة أيام، وسيستمر حتى منتصف الشهر الحالي، عند انتهاء امتحانات الثانوية العامة التي تقدمت لها ابنتها عبير.

وقالت سهام، التي تعيش تجربتها الأولى كأم لديها ابنة طالبة بالثانوية العامة، إنها "أعلنت حالة الطوارئ" المنزلية بهدف خلق أجواء هادئة لابنتها قبل الامتحانات.

وأوضحت أنها وقبل أسبوع من بدء امتحانات الثانوية العامة في المملكة، التي انطلقت في السادس والعشرين من الشهر الماضي، أوقفت جميع الأنشطة العائلية، وبات تركيزها بالكامل منصبا على دعم ابنتها في المذاكرة والمراجعة.

يشاركها زوجها مشاعر القلق والتوتر، ويقول "هذه ابنتي الكبرى وإذا كان تحصيلها جيدا في التوجيهي سينعكس على بقية أشقائها، لذلك أشعر بالقلق منذ أن بدأت عامها الدراسي"، معتبرا الثانوية العامة من أهم مراحل الطالب التعليمية والتي ترسم نتائجها حياته المستقبلية.

وبحسب وزارة التربية والتعليم يشارك نحو 190 ألف طالب وطالبة في امتحانات الثانوية العامة بكافة الفروع الأكاديمية والمهنية.

حالة التأهب تلك عادة ما تكون السمة العامة في البيوت الأردنية خلال فترة الامتحانات وما قبلها. وهربا من هذه الأجواء المشحونة، قرر علي رحال، وهو في الثلاثينات من العمر، ويعمل معلما في إحدى مدارس العاصمة عمان، عدم الذهاب في عطلة نهاية الأسبوع إلى منزل أسرته في مدينة عجلون بشمال المملكة، حتى ينهي شقيقه الأصغر امتحانات التوجيهي.

واسترجع علي خلال حديث مع وكالة أنباء العالم العربي الوضع في المنزل عندما تقدم لامتحان الثانوية العامة في عام 2008، مشيرا إلى أن الإجراءات "الأبوية" كانت أقل حزما في حينها، حيث كان بإمكانه الخروج من المنزل واستقبال الأصدقاء، ومشاهدة التلفزيون، على عكس ما يحصل اليوم مع شقيقه.

تهيئة الأجواء

ويقول أستاذ علم الاجتماع السلوكي، محمد الجريري، إن حالة التوتر والقلق في المنازل في فترة امتحانات الثانوية العامة تسبب ضغطا نفسيا كبيرا على الطالب، الذي يخشى الإخفاق أمام الأسرة، معتبرا أن منح الأبوين الأبناء الثقة بقدراتهم يساعدهم على تجاوز الامتحانات بسلاسة ويسر.

وأوضح الجريري أن المطلوب من الأب أو الأم "ليس حبس أنفاس الطالب، ومنعه من ممارسة أي نشاط"، بل يكمن السر في تهيئة الأجواء الاجتماعية، والنفسية المناسبة.

وأضاف "يجب ألا تكون ليلة الامتحان عبارة عن دراسة كاملة للمنهاج، بل أن تخصص للمراجعة، وهذا الأمر يجنب الطلبة حالة الخوف والتوتر من الإخفاق أمام أسرهم".

ولا تخلو أي دورة امتحانات للثانوية العامة من مخالفات أو اعتراضات على طبيعة الأسئلة، الأمر الذي يخلق حالة توتر أيضا في أروقة ومكاتب وزارة التربية والتعليم، التي تتأهب بدورها لمنع وقوع مشكلات خلال فترة الامتحانات، خاصة ما يتعلق بمحاولات "الغش"، كما يقول أمين عام الوزارة نواف العجارمة.

وأضاف العجارمة أن أهمية امتحان الثانوية تأتي من كونه مرحلة مفصلية بحياة الطالب الدراسية، وبناء على تحصيله يتضح مستقبله العلمي "لذلك نكون حريصين على إخراج دورات التوجيهي بأفضل شكل، وتجنب أخطاء الدورات السابقة".

وأوضح لوكالة أنباء العالم العربي أن الوزارة اتخذت مجموعة من الإجراءات منها ما كان متبعا في السنوات السابقة وأخرى جديدة، لتجنب وقوع أي مخالفات، من بينها الاتفاق مع هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، لحجب تطبيقات المراسلة بمختلف أنواعها خلال فترة إجراء الطلبة للاختبار، حفاظا على نزاهة الامتحانات، وكذلك منع إدخال الطلبة أية أجهزة إلكترونية إلى قاعة الامتحان، مثل الهواتف النقالة والساعات الذكية.

لكن تلك الإجراءات لم تمنع وقوع اعتراضات خلال الأيام الأولى. فقد نفت الوزارة صحة تسريبات مزعومة لصور أوراق امتحان اللغة العربية انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، وقالت إنها ستلاحق ناشري ومروجي تلك الصور.

وفي امتحان الرياضيات أيضا، نشر مجموعة من المعلمين مقاطع فيديو على منصات التواصل يؤكدون فيها وجود سؤال من خارج المنهج، مما دفع الوزارة إلى إحالة الأمر إلى لجنة تعليمية متخصصة للتحقق من ذلك.