• خان يونس

  • الخميس، ٧ مارس ٢٠٢٤ في ٥:٥٨:٤٦ ص
    آخر تحديث : الجمعة، ٨ مارس ٢٠٢٤ في ٦:٤٨ ص

انسحاب القوات الإسرائيلية من وسط خان يونس للمرة الأولى منذ بدء الحرب

(وكالة أنباء العالم العربي) - تصرخ النازحة الفلسطينية أم أمير أبو طيبة باكية طلبا للمساعدة، لا أثر لابنها منذ 3 أشهر وتناشد العالم ليقتفي أثره، طفلتها جائعة كذلك وليس بوسعها توفير الطعام لها، أما آخر مكان نزحت إليه كان مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة فقد سوت القوات الإسرائيلية معظم مرافقه بالأرض، ليمسي العراء مسكنها وابنتها.

مناشدة أم أمير جاءت بعد انسحاب الدبابات الإسرائيلية من كافة أحياء وسط خان يونس، وذلك بعد نحو 5 شهور على بدء الحرب، تركت خلفها دمارا هائلا طال مئات المنازل والمتاجر والأسواق الشعبية، وغيّرت معالم المدينة وأحالت معظمها ركاما، وعلى وجه الخصوص مستشفيا الأمل وناصر اللذان لم يعودا صالحين للأهداف التي أُقيما لأجلها.

تقول أم أمير بصوت يخرج بشق الأنفس "كنا ننتظر رحمة ربنا، ابني لم يظهر، مضت 3 أشهر على اختفائه، لا أعرف أين هو، نناشد الصليب الأحمر والأمة العربية والأمة الإسلامية وكل من قال لا إله إلا الله أن يرأفوا بحالنا وينظروا إلينا".

مضيفة "ابنتي أنهكها الجوع ولا تنفك تطلب الطعام، لا أستطيع توفير شئ لها، أبدأ بسؤال الناس، ومن بين كل 50 شخصا أجد أحدا يتحسن علينا ببعض الطعام، تحسن أحدهم علينا بعلبة حمص لطفلتي".

وتواصل القوات الإسرائيلية اقتحام عشرات المباني السكنية في مدينة حمد السكنية غرب خان يونس، حيث نسفت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية عشرات المنازل في محيط المدينة وبلدة بني سهيلا شرقها، واعتقلت ما يزيد على 100 فلسطيني بينهم فتيات وأطفال، وفق الإعلام الحكومي في غزة.

ووصف باسم الهندي، أحد سكان حي الأمل المدمّر، الوضع في غزة بأنها أرض منكوبة غادرتها الحياة بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ قرابة 5 أشهر، قائلا "نحن وصلنا إلى مرحلة تفتقر لمقومات الحياة والمعيشة، ما من صرف صحي ولا كهرباء، الحياة معدومة".

وأضاف "نحن بعد هذه الحرب لا نعرف ما الذي يجب علينا أن نفعله، لا توجد مقومات للحياة، حسبي الله ونعم الوكيل، لا توجد منازل، دمار شامل، غزة فعلا منكوبة، الشهداء مرميون في الشوارع الآن لا أحد قادر على أن يصل إليهم، حسبي والله ونعم الوكيل في كل من أوصلنا إلى المرحلة هذه، حسبنا الله عليه".

بدورها اعتبرت أم عبيدة أبو لحية، النازحة الفلسطينية المريضة التي كانت مقيمة في مجمع ناصر الطبي قبل تدميره، أن الوضع في المدينة مأساوي لأبعد حد، قائلة "الوضع مأساوي تماما، لا توجد مياه ولا كهرباء، نغسل بالمياه المالحة، ونشرب من المياه المالحة، لا توجد مياه نهائيا".

وتابعت "أنزلونا من المبنى الأول (في مجمع ناصر الطبي) ونقلونا إلى المبنى الثاني، وبعدها فتشونا ثم مكثنا في هذا المبنى عدة أيام ثم أتوا بنا وطلبوا أن نرفع أيدينا وطلبوا هوياتنا، من يريدونه اعتقلوه وأخلوا سبيل من لا يريدون".

كانت المدفعية الإسرائيلية قد كثفت من ضرباتها على قرية الشوكة شرق رفح، وحي الطائف بخان يونس، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والمسير فوق أجواء شمال وجنوب القطاع.

وفي وسط القطاع وشماله، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت المنازل ومنشآت أخرى في تل الهوى، والزيتون بمدينة غزة.