• شبعا

  • السبت، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:١٦:١٣ ص
    آخر تحديث : السبت، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:١٦ ص

أنامل حرفي تحول شظايا قذائف قديمة إلى قطع فنية في شبعا جنوب لبنان

(وكالة أنباء العالم العربي) - يمضي محمد ناصيف ساعات طويلة في ورشته ببلدة شبعا جنوب لبنان المتاخمة للحدود مع إسرائيل، وهو يصنع مجسمات من شظايا قذائف منفجرة جمعها من سفوح وقمم جبل الشيخ المتاخم.

يقول الحرفي الذي بقي صامدا في بيته وورشته ببلدته التي تشهد مواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إنه "مصر على الاستمرار بعمله الفني هذا الذي يحول شظايا الحرب وآلة القتل إلى فن وسلام".

ويروي محمد أن فكرة تحويل شظايا القذائف القديمة إلى مجسمات فنية جاءته عندما كان يعمل مع الكتيبة النمساوية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أندوف) عند قمم جبل الشيخ، حيث تمتلئ الأرض بشظايا القذائف المنفجرة والتي تعود إلى حرب 1973، حيث قرر المساهمة بتنظيف الجبل من الشظايا ومخلفات الحرب والاستفادة منها بتحويلها إلى قطع فنية.

وانكب ناصيف منذ عام 2008 على تحويل الشظايا التي جمعها إلى مجسمات مثل الأرزة اللبنانية، وشعار الجيش اللبناني، والأمم المتحدة، والمسجد الأقصى، وغيرها.

يختار الشظايا المناسبة التي تتوفر لديه بأحجام وأشكال مختلفة، يلحمها ببعضها لصناعة المجسم الذي يرغب به، ثم يصقلها ويلمعها.

يشير محمد إلى أن القطع الصغيرة تحتاج مجهودا ووقتا أكثر من الكبيرة معطيا نموذجا على ذلك بمجسم لشجرة أرز صغيرة استغرق العمل عليها بين ساعتين أو ثلاث ساعات.

يتمسك محمد بحرفته، وبأرضه معا، غير مبال من تراجع الإقبال على شراء القطع التي يصنعها جراء الحرب الدائرة في قطاع غزة والتي انعكست توترا وقصفا على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل، ولكنه يرى أنها ساهمت في تسليط الضوء على ما يقوم بها باعتباره كما قال "الإنسان الوحيد الذي يشتغل في صناعة هذه القطع الفنية المصنوعة من الشظايا".