• تل أبيب

  • الأحد، ١٤ أبريل ٢٠٢٤ في ٧:١٨:٤٥ م
    آخر تحديث : الأحد، ١٤ أبريل ٢٠٢٤ في ٧:١٨ م

التصعيد الإيراني الإسرائيلي.. خيارات محسوبة للهجوم والرد عليه لا تشعل المنطقة

(وكالة أنباء العالم العربي) - رغم الدعوات التي يطلقها مسؤولون ووزراء إسرائيليون للرد بقوة على الهجوم الإيراني الذي تعرضت له إسرائيل الليلة الماضية، إلا أن التوقعات في إسرائيل لا تشير إلى احتمال تنفيذ ذلك وستظل خيارات الرد محدودة بما لا يؤدي لإشعال المنطقة وتوجيهها إلى حرب إقليمية وفق ما يتحدث به صناع القرار في إسرائيل خلف الكواليس.

وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت يوم الأحد إنها علمت من مصادر رفيعة ومطلعة أنه من غير المتوقع أن يتضمن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني غير المسبوق خطوة حربية في إيران نفسها، بل تحركات مشابهة لتلك التي سبق أن نسبت إلى إسرائيل في الماضي، وهي مرتبطة بالصراع غير المعلن في البرنامج النووي وتكثيفه في دول المنطقة، مثل عمليات الاغتيال المحدودة.

وتقول الصحيفة إن الضغوط الأميركية واضحة على إسرائيل لمنع جر المنطقة إلى حرب إقليمية.

وأضافت "يقدر المسؤولون الإسرائيليون أن الرد الإسرائيلي لن يأتي على الفور".

وكان مسؤولون إسرائيليون دعوا إلى هجوم قوي على إيران، وقال وزير الامن القومي ايتمار بن غفير أن المطلوب هو تنفيذ هجوم ساحق على إيران.

ويرسم المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور عدة سيناريوهات للرد بعد الهجوم الإيراني الذي وقع أمس بأكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ كروز، تم إسقاط 99% منها في الأجواء.

ويقول منصور لوكالة أنباء العالم العربي إن الولايات المتحدة هي العامل الحاسم في تحديد السيناريوهات القادمة وهي غير معنية بإشعال المنطقة وبالتالي ستكون بمثابة الفرامل التي تتحكم برد الفعل الإسرائيلي.

وأشار منصور إلى أن الأمور محصورة في بضعة سيناريوهات قد تستل إسرائيل إحداها للرد على الهجوم الإيراني.

وقال إن أحد السيناريوهات هو أن ترد إسرائيل بذات الطريقة الإيرانية بحيث يتم تنفيذ هجمات صاروخية يمكن لطهران ولا تؤدي إلى خسائر كبيرة. أما السيناريو الآخر فهو أن يكون الرد غير عسكري مثل الهجمات السبرانية، فيما يقفز سيناريو ثالث يتمثل بتنفيذ عمليات اغتيال محدودة.

وعن السيناريو الأخطر بحسب منصور هو أن يدير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ظهره للعالم وينفذ هجوما واسعا وقويا ضد إيران يؤدي إلى إشعال المنطقة.

ويضيف "يظل هذا السيناريو هو الأضعف لأن الأمر ليس بيد نتنياهو وحده فالولايات المتحدة تعمل بثقل كبير لمنع أي تصعيد كبير، والإدارة الأميركية تمتلك بالفعل القدرة للتأثير على الموقف الإسرائيلي".

وبحسب منصور فإن كل العمليات الدفاعية كانت منسقة بالكامل بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

لكن المحلل السياسي الإسرائيلي بن درور يميني يذهب في مقال له نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت إلى توقع خيارات أكبر بحيث تستغل إسرائيل الفرصة للقضاء على التهديد الإيراني المعلن دوما بالقضاء على إسرائيل.

وقال يميني "إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعلن مرارا وتكرارا أن هدفها هو القضاء على دولة أخرى، إنها لا تتحدث فقط، هي تفعل ذلك أيضا، ولعقود من الزمن ظلت إيران رأس الحربة في محور الشر".

وبحسب يميني فإن إسرائيل فشلت في محاولتها منع إيران من حيازة الأسلحة النووية، وهو ما يعني أن التهديد سوف يتفاقم في الأعوام المقبلة. وستشعر إيران بأنها أقوى بكثير.

وقال "ليس هناك ضرورة لانتظار إيران النووية حتى ندرك أن الضرر قد وقع بالفعل".

ويحذر يميني من السيناريو الأسوأ وهو أن تلجأ إيران إلى استخدام كل قوتها العسكرية ضد إسرائيل.

وأضاف "على الرغم من الدفاع الجوي الممتاز، سيكون من الصعب بعض الشيء التعامل مع 150 ألف صاروخ وقذيفة يتم إطلاقها، والضرر الذي سيلحق بإسرائيل سيكون من الصعب استيعابه".

ويدعو المحلل الإسرائيلي إلى وضع سيناريو آخر يتمثل في توجيه ضربة قاتلة للاقتصاد الإيراني، من خلال شل حقول النفط.