الشاعر السوريّ هاني نديم يجمع رثاء شعراء العالم لآبائهم في "خيمة الربّ"
كتاب جديد للشاعر السوريّ هاني نديم نشرته "دار نينوى" في العاصمة السوريّة دمشق تحت عنوان "خيمة الرب.. رثاء الآباء – نصوص من العالم"
  • القاهرة

  • الجمعة، ٢٨ يونيو ٢٠٢٤ في ١٠:٠٧ م
    آخر تحديث : الجمعة، ٢٨ يونيو ٢٠٢٤ في ١٠:٠٧ م

الشاعر السوريّ هاني نديم يجمع رثاء شعراء العالم لآبائهم في "خيمة الربّ"

(وكالة أنباء العالم العربي) - يجمع الشاعر السوريّ هاني نديم في كتاب جديد مجموعةً من النصوص والقصائد التي أبدعها الشعراء في رثاء الآباء من أنحاء العالم.

ينظر نديم إلى كتابه، الذي نشرته (دار نينوى) في العاصمة السوريّة دمشق تحت عنوان (خيمة الرب.. رثاء الآباء – نصوص من العالم)، بوصفه شهادة وفاء للآباء جميعا.

ويقول الشاعر في مقدّمة الكتاب "عملت على هذا المشروع عامين حتّى خرج كما أحبّ، فيه نصوص عظيمة ومربكة وغريبة عن علاقة الأبناء بآبائهم، من المكسيك حتى سنغافورة، والقسم الأعظم طبعاً للشعراء العرب منذ الجاهليّة لليوم".

وأّكد نديم في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أنّ الكتاب يضمّ حصاد سنوات طويلة من التدوين؛ فقد سأل في كل بلد زاره عن عيون النصوص الإبداعيّة المكتوبة في هذا الاتجاه.

واختار الشاعر، المولود في سوريا عام 1972، قصائد ترجمها عن عدّة لغات بمعاونة زملاء متخصصين وترجم بنفسه عن اللغة الإنجليزيّة عدّة نصوص تنسجم مع خياراته.

ويأمل نديم، المقيم في العاصمة السعوديّة الرياض، أن تكون الصياغات الشعريّة التي وضعها لتلك النصوص ملائمة بما يكفي لمشروعه الذي توصّل فيه إلى مجموعة هائلة من النصوص.

الرثاء مُلهما

يستعيد الشاعر ذكرى مروره في صحراء الرقة شرقي سوريا عام 1990، والتي ألهمته بفكرة الكتاب.

في ذلك الوقت، مر نديم على قرية كانت تضمّ مجموعة من البيوت المبنيّة بالطين طلبا للماء، فوجد رجلا خمسينيّا يبكي بدمع بلّل ثوبة العربيّ المطرز في ذلك الحرّ القائظ، فزاده الدمع الثوبَ تطريزا، بحسب وصفه.

حين تقدم ليسأل الرجل عن سبب البكاء، عرف منه أن والده قد مات وسقف الدار هُدم، قبل أن ينشد ذلك الرجل أبياتا من الشعر الشعبي.

قال نديم "حين مات والدي فهمت معنى الشعر الذي أعقب بكاء الرجل في الرقّة واستعدتّ بكاءه الذي يفطر الحجر؛ وبعدها صرت أتابع نصوص مراثي الآباء التي كتبها أدباء العالم".

يصف مؤلّف الكتاب موت الأبّ بأنّه "ريح صرصر تشلع (تقتلع) الخيام وتكشف عورات الرجال، فتُعيدهم أطفالا" ويُهدي هذا الكتاب إلى "الشامات الكثيرة التي ظهرت على كفّ أبي قبل وفاته".

يضم الكتاب نصوصا وقصائد لأعلام الشعر العربي الحديث، مثل محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وصلاح عبد الصبور، وأحمد عبد المعطي حجازي، وفاروق جويدة، وفتحي عبد السميع من مصر، بالإضافة إلى نزار قباني وهنادي زرقة من سوريا.

كما يضمّ أشعارا لكلّ من الشعراء الفلسطينيين محمود درويش وسميح القاسم وإبراهيم نصر الله، والشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، والشاعرين اللبنانيين إيليا أبو ماضي وشوقي بزيع، والعراقيين شاكر لعيبي وكاظم غيلان.

أيضا، يضمّ الكتاب قصائد لأبي العلاء المعرّي وامرؤ القيس؛ ومن بين شعراء العالم، اختار الكاتب قصائد سيلفيا بلاث، وويليم بليك (إنجلترا) وأنطونيو ماتشادوا (إسبانيا) وإليدا ميرني (إيطاليا) وبينو مارشون (فرنسا) ويان زيجيا (الصين)، وشعراء من كولومبيا وهولندا وروسيا والولايات المتّحدة.

رابط خفيّ

لم يلتزم مؤلّف الكتاب في البناء بالتسلسل التاريخيّ أو المناطقيّ أو غير ذلك، وإنما وضع الأشعار وفق رابط خفيّ في قلبه، يرتبط بشعوره إزاء تلقّي النصوص.

ويقول "قدمّتها بكلّ حبّ؛ وأهديها لذكرى والدي ولكلّ محبي آبائهم في العالم".

يعدّ هاني نديم من أبرز الأصوات الشعرية المعاصرة في سوريا؛ وقد نشر ديوانه الأول وهو في عمر 17 عاما، وبعد ذلك توالت أعماله الإبداعيّة في الشعر والمسرح والدراما.

صدرت له أربع مجموعات شعريّة؛ كما تغنّت بأشعاره نخبة من أهم الأصوات العربية مثل أميمة الخليل من لبنان، ومكادي نحاس من الأردن، ولينا شاماميان من سوريا، و ريمة صقلي من المغرب.

ومن بين أبرز مؤلّفاته (كتاب الأصحاب، الحديث مع النباتات) وكتاب (بورتريهات حزينة من استوديو الأفراح) (كشك لبيع السجائر في وطن الدخان). وتتّسم كتاباته بالتقاط اليومي والعابر والاشتغال على المفارقة واللقطة الدراميّة والبناء البصري.