• رفح

  • الأربعاء، ١٧ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:٥٥:٣٩ م
    آخر تحديث : الأربعاء، ١٧ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:٥٥ م

الروضة الملكية في رفح.. أطفال النزوح الفلسطيني يطلبون العلم ولو في خيمة

(وكالة أنباء العالم العربي) - لم يخطر في بال القائمين على المؤسسة "الملكية للتعليم" في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أن يروا كل ما بنته أيديهم على مر عقود مضت وقد سويت بالأرض بفعل الغارات وآلات التجريف العسكرية الإسرائيلية.

كان الهدف من المؤسسة قبل تدميرها في الحرب المتواصلة منذ شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي هو أن يدخلها الطالب طفلا في سن الروضة، ليخرج منها شابا مؤهلا لخوض غمار التعليم الجامعي بأساليب تعليمية ذكية ومتطورة، لكن ما كان مبان وصفوف استحال خيمة، شيدها صاحب المؤسسة في منطقة نزوح مكتظة بمدينة رفح جنوب غزة تحت مسمى المؤسسة ذاتها، عله يتمكن من تعويض ما فات الأطفال من أشهر الدراسة بفعل الحرب.

وأوضح حسن جبر الشلح، مالك ومدير الروضة، أن "الحلم كان عبارة عن مؤسسة تعليمية نأخذ بها الطفل من عمر 4 سنوات ونكمل تعليمه حتى السن الجامعي، هكذا كان الحلم قبل أن يدمره الاحتلال".

مضيفا "بسبب آلة الحرب وطائرات الاحتلال ودباباته وتجريفهم للمكان انقطع الأطفال عن التعليم بسبب الحرب لمدة 7 شهور، فلم يهن علينا أن يظل الأطفال دون تعليم طوال هذه الفترة ولا نعرف إلى متى هذه الحرب ممكن أن تمتد، فاضطررنا أن نخرج في تفكيرنا إلى خارج الصندوق ونستوحي أن بإمكاننا إكمال التعليم حتى لو في خيمة، بظل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها".

ومضى قائلا ""جاءتنا فكرة أن هذه الخيمة ستحمل الاسم ذاته للملكية، وكلمت طاقم الفريق التدريسي وطاقم العمل كاملا وطرحت عليهم الموضوع كمبادرة شخصية وفكرتها تدور حول تعليم أطفال المخيمات داخل مناطق النزوح، رحبوا جدا بالفكرة وجميعهم أبدوا استعدادهم لتقديم يد العون".

مردفا "بدأنا بعون الله في الفكرة هذه من بداية هذا الأسبوع، والحمد لله كل شيء سار على ما يرام معنا على الرغم من كل الصعوبات التي واجهناها في ظل شح الإمكانيات اللازمة لأساسيات التعليم، لكن فكرة أن الطفل يجلس في خيمة كي يكمل تحصيله العلمي فلن تجدوها إلا في مكان واحد هو فلسطين، في غزة بالذات".

وتعلو أصوات الأطفال داخل الخيمة مرحا وترديدا لما يمليه عليهم المدرسون الذين دأبوا على تدريس أطفال النزوح الفلسطيني دونما استراحة، من بين هؤلاء الطفلة الفلسطينية النازحة جوري التي أكدت أنها تواظب على الحضور في صفوف روضة الخيمة الدراسية حيث تتعلم القراءة والكتابة وتفعل كل ما يبعث على السعادة.

كانت مصادر رسمية فلسطينية قد أكدت أن قرابة 620 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم منذ بدء الحرب الإسرائيلية قبل ما يزيد على 6 أشهر، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية ويواجهون ظروفا صحية صعبة.