الروائية البحرينية أماني الطواش: تنامي الكتابة عن الماضي يعكس حالة الحنين لحقبة ما قبل اكتشاف النفط في الخليج
صورة أرشيفية - الروائية البحرينية أماني الطواش مؤلفة رواية (بنات جلنار) الصادرة عن دار سؤال للنشر (30 أبريل نيسان 2024)
  • المنامة

  • الثلاثاء، ٧ مايو ٢٠٢٤ في ٦:٤١:٠١ ص
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٧ مايو ٢٠٢٤ في ٦:٤١ ص

الروائية البحرينية أماني الطواش: تنامي الكتابة عن الماضي يعكس حالة الحنين لحقبة ما قبل اكتشاف النفط في الخليج

(وكالة أنباء العالم العربي) - تسرد رواية (بنات جلنار) للروائية أماني الطواش سيرة المجتمع البحريني قبل اكتشاف النفط، وتسترجع واقع النساء في أزقة المنامة القديمة لتكشف صور التعايش بين مختلف فئات المجتمع.

تستخدم الروائية البحرينية تقنية رواية الأجيال لتسليط الضوء على المتغيرات السياسية والاجتماعية وانعكاساتها على فكرة التعايش، كما تروي من خلال قصة (جلنار) وبناتها بطلات الرواية تاريخ العجم في البحرين والظروف التي مروا بها على مدى ما يقرب من قرن من الزمن.

وقالت مؤلفة الرواية في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن هناك اتجاها بين بعض الكاتبات في منطقة الخليج لتناول حقبة ما قبل النفط على أمل مواجهة التحولات التي تشهدها المنطقة.

وأضافت "من الطبيعي أن تكون العودة إلى الماضي ومحاولة فهمه واستيعاب تفاصيله ضرورية في هذه المرحلة، بعد أن أصبح السير لمواكبة الحداثة الاستهلاكية وعصرنة كل شيء أقرب ما يكون إلى الأعمال الوحشية "

وتابعت قائلة "قد تكون الروايات التي تشيع فيها صور الحنين إلى الماضي رد فعل لما يحدث في الحاضر، وحنينا إلى زمن سمعنا عنه لكننا نرغب في التمسك بأجمل ما فيه". 
 
وقبل كتابة الرواية، لجأت أماني الطواش إلى التعبير عما يؤرقها من خلال الممارسة الفنية وأعمال التجهيز، ثم وجدت نفسها تمضي نحو الكتابة السردية وتمزج بين السرد والتشكيل لإيصال رسائلها، أو كما تقول "على أمل تخطى التناقضات والقدرة على التعامل مع مأزق الهويات بما يشمله من صور التزمت والصراع".

وردا على سؤال بشأن رغبتها في كتابة تاريخ بديل للنساء في بلدها من خلال الرواية التي تغاير القصص السائدة عن مفهوم التعايش بين الطوائف هناك، قالت أماني الطواش "ظهر هاجس التمرد داخلي خلال تشكيل ملامح النساء في لوحاتي".

وأضافت "فقد آمنت منذ صغري بأن المرأة تعاني مع نفسها أولا، وبالذات إذا كانت تفتقر إلى الوعي الذي يمكنها من مواجهة الطابع الذكوري المهمين".

وتابعت قائلة "المرأة بصورة عامة تواجه خيارات صعبة لا مفر من مواجهتها، تبدأ لحظة إدراك تقلباتها الجسدية وحتى بعد الأمومة، ودائما ما تكون خياراتها المحدودة قاسية".

وأشارت إلى أن بطلات روايتها (بنات جلنار) هن ضحايا قرارات اتخذها الأزواج "ولم يكن هناك من مفر من الخضوع والالتزام بتلك القرارات رغم صعوبتها".

وعند إطلاق روايتها في فبراير شباط، قدمت الروائية البحرينية معرضا تشكيليا في المنامة تضمن عملا متعدد الوسائط.

وتعتقد أماني الطواش أن معرضها عكس تجربة طويلة دخلت في تفاصيلها لأربعة أعوام، فخلال الكتابة دخلت في عوالم بطلات روايتها، وانعكس ذلك على الإنتاج الفني، على حد قولها.

ومضت تقول "استعملت خامة الخيش كعنصر رئيسي للتعبير عن دهاليز الهوية، وتعمدت البحث عنها لأصف تعامل بطلات الرواية معها، ثم استخدمتها في لوحاتي".
 
تبرز الرواية مظاهر تعايش أهل المنامة مع الوافدين من الهويات المتنوعة قبل أن تنظم قوانين الجنسية الأوضاع.

وقالت الروائية البحرينية "مع صور التحديث ولدت تحديات عانى منها الجميع، ووضع التعايش محل اختبار من قبل الجميع ولم يعد من السهل اجتيازه، خصوصا وأن الانتماءات أحيانا تأخذ أصحابها إلى التعصب".