المركز الثقافي الإسلامي في لندن.. قبلة دينية وعلمية واجتماعية لأبناء الجاليات العربية والإسلامية
(وكالة أنباء العالم العربي) - يستقبل المركز الثقافي الإسلامي في العاصمة البريطانية لندن آلاف الزوار خلال شهر رمضان من كل عام، إذ تتنوع الخدمات التي يقدمها لأبناء الجاليات العربية والإسلامية من ندوات دينية وتثقيفية ووجبات إفطار.
وبات المركز الذي تأسس قبل نحو 80 عاما قبلة لجميع الجاليات العربية والإسلامية، كما يلعب دورا كبيرا في الحياة الاجتماعية للجالية المسلمة في لندن.
وقال أحمد الدبيان مدير عام المركز "المركز الثقافي الإسلامي ومسجدنا المركزي أحد المؤسسات الإسلامية الكبيرة في بريطانيا وفي الوسط الأوروبي، وهو مؤسسة قديمة تم تأسيسها سنة 1944".
وأضاف "في البداية كان المركز يغطي الجوانب الدينية مثل إقامة الصلوات وعقود الزواج، ونحو ذلك، ولكن مع توسع احتياجات الجالية الإسلامية، ومع توسع المجتمع وبروز احتياجات جديدة، وتزايد أعداد الأقليات الإسلامية في الغرب، تنوعت الاحتياجات".
ويلعب المركز دورا كبيرا في الحوار والتقريب بين الأديان.
وأوضح الدبيان "هناك علاقة للمركز مع الجاليات اليهودية والكنائس المسيحية على اختلاف أصنافها، وكذلك الأقلية الهندوسية والسيخية الموجودة في بريطانيا".
وطوال شهر رمضان يتحول المركز إلى ملتقى لأبناء الجاليات العربية والإسلامية الذين حرموا من الاستمتاع بالأجواء الرمضانية التقليدية في بلدانهم، حيث يتم تنظيم الاحتفالات والحلقات الدينية وكذلك الندوات التي تسهم بالتعريف بالدين الإسلامي واللغة العربية.
وأشار فيصل إسماعيل أحد أئمة المركز "في رمضان يزيد إقبال الناس بكثرة على المركز، ويكون هناك جو أسري جميل وخاصة وقت الإفطار، حيث من الله على المركز وعلى الوافدين إلى المركز بنعمته وفضله بتقديم طعام الإفطار لهم يوميا".
ويتسع المسجد التابع للمركز لخمسة آلاف مصلٍ، كما يضم مكتبة تحوي أكثر من مائة ألف كتاب في مختلف العلوم والفنون، كما تقدم محاضرات علمية متخصصة.
وقال أمين المكتبة زياد ونيس إن المركز يقدم "سلسلة محاضرات شهرية، متخصصة في علوم اللغة والأنثروبولوجي (علوم الإنسان)، ونحاول أن نبعدها عن الدين، لأن هذا ليس دور قسم المكتبة، فهناك قسم الأئمة وهم من المتخصصين في موضوع الفقه وغيره".
ويقدم المركز مجموعة من النشاطات في شهر رمضان، منها تقديم وجبات الإفطار للصائمين، والتي تتجاوز 1200 وجبة في كل يوم، وأصبحت فرصة للم شمل الأصدقاء والجيران.
وقالت زائرة تدعى آمنة "نحن نأتي هنا في المركز الثقافي منذ عشرين عاما وهو ليس جامعا فقط، هنا نتعرف ونتحدث ونحل مشاكلنا ونشعر كأننا في بلد مسلم وبلد عربي".
وتضيف "الجميع هنا يأتون للإفطار في المركز لنتعارف حتى الأطفال يأتون إليه فهو أشهر الجوامع في لندن".
ووضع تصميم المركز المهندس البريطاني فريدريك جيبيرد، وتم تأسيسه عام 1944 كمركز مؤقت، وأعيد بناؤه وتوسعته في عام 1978، وأصبح يضم مدرسة تستوعب ما يقارب 390 طالبا من أكثر من 22 جالية.