• غزة

  • الخميس، ١١ يوليو ٢٠٢٤ في ٢:٠٣ ص
    آخر تحديث : الخميس، ١١ يوليو ٢٠٢٤ في ٢:٠٣ ص

المجاعة المتفاقمة تجبر أهالي شمال قطاع غزة على تناول أوراق شجر التوت

(وكالة أنباء العالم العربي) - يجوب النازح الفلسطيني أبو أحمد الشنداري كل صباح رفقة أولاده الصغار أنحاء متفرقة من شمال غزة، على مقربة أحيانا من خطوط التماس مع قوات الجيش الإسرائيلي، ليعثر على ما يسد به رمق عائلته التي تتضور جوعا، فيعود أحيانا ببعض الأعشاب البرية التي لم تأت عليها أيادي النازحين أمثاله بعد، وأحيانا أخرى يرجع خالي الوفاض.

ومنذ أن أصبحت الأراضي البرية شبه مقفرة حتى من الأعشاب، لم يجد رب الأسرة سوى أوراق شجر التوت لتقتات عليها عائلته، مستغلا رشاقة أبنائه الصغار لتسلق الأشجار وقطف ما تيسر لهم من الأوراق ثم العودة بها لطهوها مع قليل من الأرز والبهارات.

وقال أبو أحمد "منذ الثامنة صباحا ذهبت إلى شرق جباليا كي أبحث عن شيء يستطيع أولادي أن يتناولونه، ولم أعثر سوى على ورق شجر التوت، لم أعثر على ورق الدوالي (ورق أشجار العنب)، فلم يعد من وجود لورق الدوالي، عثرت على أوراق التوت وجلبتها كي نتغذى عليها".

مضيفا "ورق شجر التوت لا يصلح للأكل، طعمه مر، تدبرت أموري لجلب القليل من الأرز وبعض البهارات ووضعنا هذه الأوراق في الماء الساخن وغليناها كي يتقبلها الأولاد، وعسى أن يتقبلها الأولاد، ما بيدنا حيلة، فطعام البهائم بدأنا بأكله، طعام البهائم نطعمه لأولادنا، ألا يكفي في المجاعة الأولى أنهم أكلوا الشعير والذرة والجزر التالف والأعلاف التي كانت تتغذى عليها البهائم والدواب في البرية؟ اليوم عدنا لمأساة وجوع أكثر من أي وقت مضى".

بدورها اعتبر ربة الأسرة فاطمة الشنداري أن الظروف التي أجبرت عائلتها على تناول أوراق شجر التوت هي دليل على أن مدينة غزة تعيش مجاعة هي الأصعب على الإطلاق.

موضحة "نحن نعيش في مجاعة، وهي مجاعة أصعب حتى من المجاعة التي مرت علينا قبل 3 أو 4 شهور، وما زالت مجاعة، ها نحن ذا نجلب ورق التوت غير الصالح لتناوله طعاما، وهو الذي تتناوله الدواب، نطعمه الآن لأولادنا، بينما ثمنه في السوق 60 شيكل (16 دولار تقريبا)، نطهوه كما الدوالي (ورق أشجار العنب) فنلفه لأولدنا ونطعمه إياهم رغم خلوه من أية فوائد صحية".

ومضت قائلة "نذهب لآخر الدنيا كي نجلب هذه الأوراق، ورق أشجار التوت، أولادي وزوجي ذهبوا إلى الموت كي يجلبوها، ولا يوجد لدينا مال، فلو لدينا بعض المال لكنت اشتريته من السوق، لكن لا مال لدينا، وثمنه 60 شيكل".

كانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، قد أفادت على منصة "إكس" أن جميع أنحاء قطاع غزة تشهد مجاعة ناتجة عن "التجويع الإسرائيلي المتعمد ضد الفلسطينيين".

مؤكدة أن "هناك مجاعة في جميع أنحاء غزة".

وقالت المسؤولة الأممية إن المجاعة جاءت "نتيجة للتجويع المتعمد الذي تمارسه إسرائيل وتستخدمه كجزء من حملة الإبادة الجماعية التي تشنها ضد الفلسطينيين".