• غزة

  • الخميس، ٦ يونيو ٢٠٢٤ في ٥:١٢ ص
    آخر تحديث : الخميس، ٦ يونيو ٢٠٢٤ في ٦:٠٣ ص

خطة بايدن لوقف إطلاق النار في غزة: هل هي الفرصة الأخيرة أمام حماس وإسرائيل لإنهاء الحرب

(وكالة أنباء العالم العربي) - لا شيء أكثر من الريبة والشك لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل منذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة الماضي خطته المكونة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وبينما تنظر حماس إلى الإدارة الأميركية كشريك في الحرب على غزة، يرى الإسرائيليون أن ما يحدث هو تحول في موقف إدارة بايدن من الحرب الإسرائيلية على القطاع.

ودفع الشك حماس وإسرائيل إلى التعامل بحذر مع مقترح الرئيس الأميركي، الذي قال إنه مقدم من إسرائيل، والذي يتضمن وقف إطلاق النار لستة أسابيع مبدئيا مع انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية وإطلاق سراح بعض الرهائن، ثم التفاوض عبر الوسطاء من أجل وقف الحرب على نحو كامل.

وفي الوقت الذي رحبت فيه حماس مبدئيا بما عرضه بايدن، يقول إسرائيليون إن حماس نجحت في إقناع الإدارة الأميركية بأن هذه الحرب يجب أن تتوقف.

ويعتقد مطلعون على المفاوضات التي جرت على مدار الأشهر الماضية أن العرض الذي قدمه بايدن هو الفرصة الأخيرة، واعتبروا أن التحركات المصرية والقطرية، وبيان مجموعة السبع وبيانات الدول الأوروبية والجهات الدولية والإقليمية الأخرى التي تدعو الطرفين إلى قبول المقترح، تصب كلها في اتجاه أن الفرصة الأخيرة باتت مطروحة على طاولة الفرقاء.

وعلى الرغم من الجلبة التي أحدثها عرض بايدن في إسرائيل، وافقت حكومة المجلس الحرب على المبادرة، وفق اعتقاد محللين، رغبة في وضع حد للخلافات الداخلية، بالإضافة الى ضغوط أهالي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة على الحكومة الموسعة وكذلك مجلس الحرب.

ويبدو أن حماس تنتظر ردا من قيادة الحركة في غزة لتكوين موقف واضح وكامل للخطوة التالية بعد اقتراح بايدن.

وقد يكون هذا هو الخط الأخير في دائرة التفاوض الثنائي إذا ما تم التوافق على البدء في تنفيذ الاتفاق، إذ سيعزز فشل مبادرة بايدن الحرب الإسرائيلية على غزة وسيشجعها على دخول المناطق المكتظة بالسكان في رفح ومخيمات المحافظة الوسطى، وربما إعادة رسم خارطة "اليوم التالي" الذي ما زالت الولايات المتحدة تعتقد أنه يجب أن يكون دون تدخل إسرائيلي مباشر.

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية يوم الأربعاء إن الحركة ستتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف الحرب بشكل شامل والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وتبادل الأسرى.

وأضاف في بيان نشرته حماس أن الحركة "تدير المفاوضات متسلحة بموقفها هذا الذي يمثل إرادة الشعب ومقاومته".

اختلافات

قالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن المقترح الجديد الذي تلقته حماس يختلف في فقرتين فقط عن المبادرة التي أعلنت الحركة موافقتها عليها في السادس من مايو أيار الماضي.

ويأتي الاختلاف الأول في موعد التفاوض على الوقف الشامل لإطلاق النار، حيث تم تعديله ليكون في المرحلة الثانية للاتفاق على أن يبدأ التفاوض في الأسبوع الثالث من المرحلة الأولى.

ووفق المبادرة الجديدة، فإن وقف إطلاق النار سيستمر حتى من دون الإفراج عن رهائن في حال لم يتم التوصل لاتفاق سريع بشأن وقف شامل لإطلاق النار.

أما الاختلاف الثاني فيتعلق بحق إسرائيل في الاعتراض على أسماء الأسرى الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، وتم الاستعاضة عن هذه النقطة في الاقتراح الأميركي بزيادة أعداد الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل أسير مدني إسرائيلي أو مجندة في المرحلة الأولى.

وقالت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيث ستكني لوكالة أنباء العالم العربي يوم الأربعاء إن إسرائيل أكدت لواشنطن استعدادها لتنفيذ الصفقة التي اقترحها بايدن، ودعت حماس إلى قبول الصفقة أيضا.

وأضافت "مصر وقطر ستعملان على ضمان تنفيذ حماس لالتزاماتها، وستعمل الولايات المتحدة على ضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها"، مشيرة إلى أنه ما زالت هناك جملة من التفاصيل التي يجب التفاوض بشأنها للانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية من الصفقة.

تصريحات متناقضة

في إسرائيل، تصدر تصريحات متناقضة للمسؤولين بين مؤيد ومعارض لإنهاء الحرب.

وبعد أن أعلن بايدن خطته لإنهاء الحرب يوم الجمعة، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا أكد فيه التزامه بتحرير المحتجزين في قطاع غزة، مؤكدا أن الحرب لن تتوقف دون القضاء على حماس.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية يوم الأربعاء "أي مفاوضات مع حماس لن تتم إلا تحت إطلاق النار".

ويعارض وزراء ينتمون إلى اليمين المتطرف مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش أي صفقة تؤدي لوقف الحرب على غزة.

ويقول رئيس قسم الأبحاث السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يوسي كوبرفاسر إن خريطة الطريق لإنهاء الحرب في غزة التي قدمها الرئيس الأميركي على أساس اقتراح إسرائيلي تعكس الطريقة المختلفة التي يرى بها كل طرف أهدافه.

وأضاف في تحليل نشرته هيئة البث الإسرائيلية "تستطيع حماس أن تزعم أنها حققت إنجازا مهما، فقد نجحت في إقناع الإدارة الأميركية بمطالبة إسرائيل بوقف الحرب وإبقاء حماس في السلطة في القطاع، وهو هدفها الرئيسي منذ السابع من أكتوبر".

وأشار كوبرفاسر إلى أن فرص فرض ذلك على إسرائيل زادت من خلال نشر مقاطع فيديو للمختطفين ومواصلة أنشطتها العسكرية على الأرض.

وقال "أصبح هذا الإنجاز ممكنا بفضل نهج الرئيس بايدن الذي يعتبر إنهاء معاناة سكان غزة والإفراج عن المختطفين وتحسين فرص إعادة انتخابه هي الأهداف النهائية".

ويعتقد كوبرفاسر أن بايدن بذل جهدا كبيرا في إقناع الإسرائيليين بدعم توجهاته، انطلاقا من افتراض أن قوة حماس تضررت بشدة ولن تتمكن من استعادتها.

ومضى يقول "وبالإضافة إلى ذلك، زعم الرئيس الأميركي أن هذه الخطوة قد تجلب الهدوء في الشمال، وتحسن مكانة إسرائيل الإقليمية والدولية وتعزز القدرة على التعامل مع التهديد الإيراني".

وتابع قائلا "المتغيرات تجعل من الممكن أن تكون الحكومة الإسرائيلية وغالبية الإسرائيليين على استعداد للمضي قدما في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، مع التكاليف الباهظة التي ينطوي عليها تنفيذها، وفتح مناقشات حول المرحلتين الثانية والثالثة، لكنهم يرفضون قبول طلب إنهاء الحرب واستمرار حكم حماس".

وفي المقابل، يرى كوبرفاسر أن حماس لا تقبل اقتراح الوسطاء شفهيا وتصر على صياغة صريحة لإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، وليس فقط من المناطق السكنية، مشيرا إلى أن الخلافات السياسية في إسرائيل تعمل لصالح حماس وتضعف موقف إسرائيل أمام الولايات المتحدة.

وأضاف "أثبتت إسرائيل في عرضها المقدم مؤخرا استعدادها لدفع ثمن باهظ مقابل إطلاق سراح المختطفين.

"ويرجع ذلك إلى أهمية الإفراج السريع عنهم والحاجة إلى تجنب التوتر غير الضروري مع الحكومة الأميركية. وعليها أن تستغل ذلك أمام الأميركيين والساحة الدولية بشكل عام، لكن في الوقت نفسه توضح أن هذا لا يعني أنها مستعدة لتحمل الضرر الذي يلحق بمصالحها الأمنية".