• نينوى

  • الأربعاء، ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٣ في ١١:١٣:٣٤ ص
    آخر تحديث : الخميس، ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣ في ٩:٣٢ ص

العراق يصحو على حادث أليم في نينوى ويعلن الحداد العام

(وكالة أنباء العالم العربي) - عمت العراق يوم الأربعاء حالة من الحزن العام عندما تحول حفل زفاف بمحافظة نينوى إلى فاجعة سقط فيها مئات ما بين قتيل ومصاب بسبب استخدام الألعاب النارية في قاعة أنشئت من مواد سريعة الاشتعال.

وأظهر مقطع مصور تداولته مواقع التواصل الاجتماعي اللحظات الاولى لاشتعال الحريق إثر استخدام ألعاب نارية قرب منصة جلوس العروسين في الحفل الذي أقيم الليلة الماضية في بلدة الحمدانية بسهل نينوى بشمال العراق، وكيف أمسكت النيران بمفروشات القاعة ثم تصاعدت على الرغم من محاولات الحاضرين إطفاءها.

وأعلنت الحكومة الحداد العام في جميع أنحاء البلاد لثلاثة أيام على أرواح الضحايا، في حين أعلن محافظ نينوى نجم الجبوري الحداد في المحافظة لسبعة أيام.

واختلفت الأقوال فيما يتعلق بعدد الضحايا.

فقد أعلن اللواء سعد معن رئيس خلية الإعلام الأمني في تسجيل مصور من موقع الحادث وفاة 93 وإصابة 100 منهم 69 يعالجون في مستشفيات الموصل والحمدانية ومستشفى الجمهورية ومستشفيات محافظتي دهوك وأربيل"، مضيفا أن عدد الضحايا ربما يتغير.

وبعد قليل نقلت جريدة الصباح العراقية عن محافظ نينوى قوله إن عدد الضحايا ارتفع إلى 114 قتيلا وأكثر من 200 مصاب.

*  الأسباب

قال معن "التقرير الأولي من خلال الأدلة الجنائية والدفاع المدني يشير إلى عدم وجود شبهة جنائية بقدر عدم وجود إجراءات السلامة والأمان"، وأضاف أن "استخدام الألعاب النارية هو الذي أدى إلى الحادثة... والتحقيق مستمر".

وذكرت مديرية الدفاع المدني بوزارة الداخلية في بيان أن قاعة الأعراس كانت مغلّفة بألواح من مادة سريعة الاشتعال وإنها مخالفة "لتعليمات السلامة ومحالة إلى القضاء حسب قانون الدفاع المدني المرقم 44 لسنة 2013 لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى".

وأضافت "الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران".

وخلال تفقده مكان الحادث، أكد وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري أن "فرق الدفاع المدني تمكنت من إخلاء جميع المصابين في حادث حريق الحمدانية بمحافظة نينوى". وقال لوكالة الأنباء العراقية الرسمية إنه توجه إلى نينوى "للوقوف على تداعيات حادث حريق قاعات الأعراس في الحمدانية".

وقال أحد سكان الحمدانية "الحريق نشب بعد استخدام ألعاب نارية داخل قاعة الزفاف، مما أدى إلى اشتعال النار في السقف بسرعة ولم يمكن السيطرة عليها".

وأضاف قائلا لوكالة أنباء العالم العربي "ما زاد الطين بلة، هو أن مستشفى الحمدانية ومستشفيات الموصل كانت خالية من العلاجات اللازمة للإسعافات الأولية، الأمر الذي أدى لمزيد من الوفيات".

وتابع "بعد أن امتلأت مستشفيات نينوى بالمتوفين والمصابين، تم نقلهم إلى مستشفيات بغداد وأربيل".

* استنفار

وجّه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني وزيري الداخلية والصحة باستنفار كل الجهود لإغاثة المتضررين، وذلك بعد اتصال هاتفي بمحافظ نينوى للوقوف على تداعيات الحريق، بحسب بيان لمجلس الوزراء.

في حين دعا رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد إلى فتح تحقيق في الحادثة، وقال في تدوينة على منصة إكس "ما حصل لأبنائنا في قضاء الحمدانية فاجعة مؤلمة، وحادث اعتصر قلوبنا وقلوب كل العراقيين"، مؤكدا "ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث واتخاذ كافة إجراءات السلامة لمنع تكراره".

وأضاف "عميق مواساتنا وخالص تعازينا إلى ذوي الضحايا والشفاء العاجل للمصابين".

و أعلن قائد عمليات نينوى اللواء الركن عبد الله الجبوري، عن توقيف تسعة مشتبه بتسببهم في الحادث. وقال لوسائل إعلام محلية إن "التحقيقات جارية حول أسباب وحيثيات الحادثة".

وذكرت وكالة الأنباء العراقية أن النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي دعا الوزارات والجهات الساندة إلى استنفار طاقاتها لإنقاذ المصابين في الحادثة وإلى تعزيز الكوادر الطبية والصحية والتمريضية بالمحافظة، وإرسال الحالات الحرجة للعلاج خارج البلاد،

وطالب المندلاوي بإجراء تحقيق عاجل لكشف أسباب اندلاع الحريق ومحاسبة المقصرين.

* التعازي

قال مكتب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني في النجف الأشرف في بيان "المرجعية الدينية العليا تعرب عن بالغ الأسى والأسف لحادث الحريق المروّع الذي وقع في قضاء الحمدانية وأسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين".

وذكرت وكالة الأنباء العراقية نقلا عن البيان "المرجعية تقدم تعازيها للعوائل المكلومة وتبدي تضامنها معها".

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن تعازي المملكة ومواساتها لذوي ضحايا الحريق، وعبرت عن تضامن المملكة مع العراق وشعبه، وعن خالص تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

كما عبّرت ألينا رومانوفسكي سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق عن تعازيها وقالت "نقف جنبا إلى جنب مع جميع العراقيين في حزنهم على الضحايا والمصابين في مأساة حفل زفاف الحمدانية".

ونشرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تغريدة تعبر عن الشعور "بالصدمة والألم" بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح والإصابات الناجمة عن الحادث الذي وصفته بأنه "مأساة هائلة".

كما تقدمت بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق بالتعازي، وقالت في تغريدة "تعازينا الحارة لأهالي الحمدانية في أعقاب حادث الحريق المأساوي. أفكارنا مع العائلات المتضررة من هذه الخسارة المدمرة. نعلن تضامننا مع العراق ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين".

وعبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه للسلطات العراقية بحسب بيان للكرملين.

وتقدم أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتعازي لرئيس وزراء العراق وللعراقيين "للأرواح التي فقدت في الحريق المروع في نينوى". وأبدى في تغريدة التعاطف مع عائلات الضحايا والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.

وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن تعازيه لحكومة وشعب العراق، معلنا استعداد الدوائر الصحية والطبية الإيرانية لمعالجة المصابين، وفق ما ذكرته وكالة أنباء فارس.

وتقدمت كذلك المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق بالتعازي في الحادث مشددة "على ضرورة قيام الجهات المختصة بتسخير كافة الجهود والإمكانات لتقديم المساعدة الممكنة للضحايا وذويهم وفتح تحقيق عاجل في الحادثة ومحاسبة المقصرين".

وأضافت "نشدد على أهمية قيام دوائر الدفاع المدني والمساندة لها باتخاذ إجراءات صارمة بحق كافة المباني العامة والخاصة التي تخلو من شروط السلامة والأمان لمنع تكرار مثل هذه الحوادث".