محتوى إخباري يناسب احتياجاتك

(وكالة أنباء العالم العربي) - بحفنة من بذور "الملوخية" عثر عليها داخل قارورة تحت ركام منزل عائلته في بيت لاهيا بقطاع غزة، وبضعة بذور تساقطت من ثمار الفلفل بعد جفافها، والقليل من ثمار اليقطين والباذنجان نجت من أنياب الجرافات الإسرائيلية، بدأ يوسف أبو ربيع مشتلا زراعيا للمساعدة على إعادة استصلاح الأراضي المنكوبة.

يتحدر الشاب البالغ من العمر 24 سنة من عائلة توارثت العمل في الزراعة ببيت لاهيا، درس هو وشقيقه الهندسة الزراعية في جامعة الأزهر بغزة، وتسلحا بقوة إرادة وتعلق بأرضهم.

فما أن عادت العائلة من رحلة نزوح استمرت عدة أشهر إلى دورهم المدمرة في بيت لاهيا، حتى بدأوا البحث عن بذور تعيد الحياة واللون الأخضر إلى المدينة التي تشتهر بزراعتها وخصوصا للفراولة.

بدأ يوسف وشقيقه أولا بالبحث وجمع الأساسيات الزراعية من بين ركام بيوتهم والأراضي المجرفة، زرعوا ما تيسر في أكياس وأوعية على أسطح البيوت لتأمين اكتفاء ذاتي من إنتاج يقتاتون عليه، لكن المشهد سرعان ما بدأ يتغير مع عودة تدريجية للمزارعين.

وقال "عندما رأى العائدون ما نقوم به صاروا يطلبون أشتالا وبذورا، عندها قررنا أن نقيم مشتلا ننتج به للناس في الأوقات الصعبة".

أطلق يوسف على مبادرة إعادة إنتاج البذور والأشتال اسم "حنزرعها" لتكون بمثابة تحد لآلة الحرب والحصار ومحاولة لتوفير اكتفاء غذائي ذاتي يقلل من الاعتماد على المساعدات.

وأوضح "في البداية زرعنا محصول الفلفل الذي حصلنا على بذوره من محصول سابق كان مجففا بالكامل بسبب الحرب المستمرة. تساقطت البذور بسبب عدم الاهتمام وبدأت تنمو بسبب الأمطار فحصلنا على هذه الأشتال وزرعناها في هذا المشتل البسيط بين البيوت المدمرة".

زرع يوسف وشقيقه ما يقارب 10 آلاف غرسة من الباذنجان والفلفل وأكثر من 5 آلاف غرسة فراولة رغم أن موسم زراعتها قد مر لكنه مصر على حفظ بذورها للمحافظة على استمراريتها، ففراولة بيت لاهيا بالنسبة إليه مميزة.

يشير يوسف إلى عودة أكثر من عشرين مزارعا إلى بيت لاهيا كانوا قد نزحوا عنها بسبب الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

وقال إن المزارعين العائدين أعادوا استصلاح أراضيهم الزراعية ويزرعون فيها رغم الظروف الصعبة المتمثلة بشح المياه، والأسمدة، والمبيدات، والأشتال.