• غزة

  • الأربعاء، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ في ٩:٥٢:٠٨ ص
    آخر تحديث : الأربعاء، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤ في ٩:٥٢ ص

مهندس أجهزة طبية: المعدات في غزة خارج الخدمة بمستشفيات العالم وحياة المرضى مهددة

(وكالة أنباء العالم العربي) - قال مهندس أجهزة طبية أردني خلال زيارة لغزة إن المعدات المماثلة لتلك الموجودة في القطاع خرجت عن الخدمة في المستشفيات والمراكز الطبية حول العالم محذرا من أن غياب بعضها في كثير من الأحيان كأجهزة التعقيم يهدد حياة المرضى.

وأكد الأستاذ المشارك بقسم الهندسة الطبية بالجامعة الهاشمية عثمان الصمادي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن الأجهزة المتوفرة في مستشفيات غزة قديمة ولم يعد لها وجود في الدول التي تملك القدرة على تطوير معداتها بما في ذلك الجارتان مصر والأردن وحتى الضفة الغربية.

وشدد على ضرورة استبدال وإحلال كامل منظومة الأجهزة الطبية بالقطاع نظر لغياب أدوات ومعدات أساسية للتشخيص وإجراء العمليات الجراحية مثل أجهزة التعقيم والرنين المغناطيسي وغيرها.

وتساءل الصمادي "الجميع يدرك أن هذه الأجهزة الطبية أساسية واستراتيجية وتمثل سمع وبصر ويد الأطباء خلال أعمالهم التقليدية والجراحية، فكيف يمكن لمنطقة تشهد حربا ألا تكون فيها مثل هذه المعدات؟".

وحذر من الافتقار للتعقيم في مستشفيات القطاع قائلا "يكفي أن أجهزة التعقيم وآلياته التي تعد أساسية بمستشفيات العالم مصطلح غير موجود بغزة، فالأطباء يبرعون في إجراء عمليات جراحية ناجحة لكن غياب التعقيم يؤدي إلى نتائج عكسية تتسبب بوفاة المرضى".

وعزا الصمادي التراجع الشديد في تطوير المعدات الطبية وصيانتها، إلى الحصار المفروض على قطاع غزة منذ قرابة عقدين، الأمر الذي يحرم الجهات الصحية من إدخال احتياجاتها ويمنعها من تحسين منظومتها، خاصة وأن في السنوات الثلاث الماضية لم تسمح إسرائيل بإدخال بعض القطع الضرورية لأجهزة أساسية على حد قوله.

وضرب الأستاذ الجامعي مثلا بجهاز الأشعة المقطعية بمستشفى غزة الأوروبي الذي تعطل لفترة طويلة رغم أهميته خصوصا خلال الحرب، لتعثر كل الجهود لإدخال قطعة غيار بسيطة حتى يعود للعمل.

وقال إنه تمكن خلال زيارته لغزة مع فريق طبي وإنساني عبر مؤسسة (رحمة حول العالم) من إصلاح جهاز الأشعة وتشغليه خلال ساعات.

وأشار إلى أن في الأحوال الطبيعية كان يجب أن يكون هذا الجهاز خارج الخدمة منذ عشر سنوات، مؤكدا أن العثور على قطع غيار لصيانته وصيانة بقية الأجهزة مهمة صعبة، فقد جرى الحصول عليها عبر البحث عن معدات مماثلة تم الاستغناء عنها في مخازن الشركات لأن إنتاجها توقف منذ سنوات.

الصمادي وهو أول مهندس أردني وعربي متخصص بالهندسة الطبية يزور القطاع منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول، شدد على أن القطع التي أحضرها الفريق أتاحت تشغيل بعض الأجهزة التي عجز الأطباء عن الاستفادة منها خلال الفترة السابقة.

وأوضح أن الفريق الإنساني الذي يعمل ضمنه أجرى دراسة بمعاونة الأطقم الطبية الفلسطينية المختصة للبنية  التحتية الطبية لتحديد الاحتياجات عبر نظام متكامل ومهني يوفر قاعدة بيانات تشمل كل المستلزمات، لافتا إلى أن المنظومة المتفق عليها ستحدد أولويات قطع الغيار والأجهزة المطلوبة لكل الجهات الراغبة بالمساعدة بطريقة تتسم بالشفافية والكفاءة.

ويرى الصمادي أن الحديث عن تدهور القطاع الصحي في غزة بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول "غير دقيق مطلقا، لأن المنظومة الصحية تواجه عائقا كبيرا في الحفاظ على مقدراتها وصيانتها من جهة أو تطويرها من جهة أخرى منذ سنوات طويلة" معتبرا أن الحرب الأخيرة كشفت عن حالة الانهيار والتدهور غير المسبوق للقطاع الصحي.

وأصدرت وزارة الصحة في قطاع غزة بيانا اليوم الثلاثاء مع مرور 200 يوم على بدء الحرب قالت فيه إن 80 بالمئة من مستشفياته خارج الخدمة.

وذكرت أن عدد الضحايا منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول ارتفع إلى 34183 قتيلا بالإضافة إلى 77143 مصابا.