• غزة

  • الثلاثاء، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ في ١:٤٢:٣٧ م
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ في ١:٤٢ م

عودة عناصر حماس للظهور في شمال قطاع غزة رسالة بأن الحركة ما زالت موجودة

(وكالة أنباء العالم العربي) - بعد أكثر من مئتي يوم على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بدأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في نشر قوات شرطة ودفع رواتب جزئية لبعض موظفيها في مدينة غزة وشمال القطاع في المناطق التي انسحبت منها قوات الجيش الإسرائيلي، وفقا لشهود تحدثوا إلى وكالة أنباء العالم العربي (AWP).

وتشير عودة حماس إلى الظهور في شمال القطاع إلى أن الحركة ربما ترغب في أن تبعث رسالة بأنها ما زالت موجودة وتمارس دورها على الأرض، على الرغم من الضربات الجوية والبري والبحرية الإسرائيلية التي سوت غالبية مناطق القطاع الأرض وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 35 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وقالت مصادر ميدانية في شمال غزة لوكالة أنباء العالم العربي إن هناك حضورا للإدارة المدنية التابعة لحماس، ونوعا من فرض للنفوذ الأمني من قبل عناصر مرتبطة بالحركة في بعض مناطق شمال القطاع.

وذكرت المصادر أنه يتم توزيع رواتب ومساعدات من خلال بعض الأشخاص المعروفين لدى حماس، فيما يبدو أنها مظاهر سيطرة واضحة للحركة.

وقال مصدر أمني فلسطيني في قطاع غزة "المقاومة تتبع سياسة إشغال الجيش الإسرائيلي قدر الإمكان في محاولة ثنيه عن دخول رفح".

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه "أعددنا العدة في رفح، لكن الحفاظ على مقدرات المقاومة أولوية لذلك نعمل في مناطق خان يونس وشمال القطاع بشكل كبير"، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تستطع القضاء على قدرات الفصائل الفلسطينية في تلك المناطق.

وتابع قائلا "هذا لا يعني أننا نخاف من معركة رفح، بل على العكس نحن في كامل الجهوزية لها، ولن تغير نتيجتها واقع الميدان، ولن ينال (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو أي مكسب من خلالها".

وقال المحلل السياسي أحمد رأفت إن مظاهر وجود عناصر أمنية تابعة لحماس هي رسالة من الحركة مفادها أنها ما زالت موجودة وتبسط سيطرتها على الأرض.

وأضاف "هذا النشاط الميداني الذي تقوم به عناصر حماس مرهون بالنتائج النهائية للحرب، والذي يحدد إذا ما كانت حماس ستصبح جزءا من الحكم في القطاع في اليوم التالي للحرب أو لا".

وتابع قائلا "هناك ضغوط أميركية على إسرائيل للتنازل، وقد يكون جزء منها مرتبطا بسلاح المقاومة وأثمان معينة لعودة حماس لحكم قطاع غزة باتفاق ومن خلال وسطاء".

ويرى رأفت أن فكرة اجتياح رفح بدأت تتلاشى.

ولجأ ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني إلى المدينة الواقعة على الحدود مع مصر باعتبارها الملاذ الآمن الأخير بعد أن اقتحم الجيش الإسرائيلي كافة مناطق القطاع تقريبا. وتهدد إسرائيل منذ أسابيع باجتياح رفح لملاحقة مقاتلي حماس، لكن مساعيها تواجه تحذيرات دولية بسبب وجود عدد ضخم من المدنيين في البلدة الصغيرة.

ومضى رأفت يقول "فكرة اجتياح رفح تعقيداتها كبيرة جدا، والأثمان ستكون كبيرة على المنطقة، ونتنياهو يصارع الآن، فهو يسعى لإطالة أمد الحرب للحفاظ على مصالحه السياسية.

"عودة عناصر حماس إلى شمال غزة رسالة لنتنياهو أن أكبر أهدافه - القضاء على حماس - لم يتحقق".

ويعتقد المحلل السياسي عدنان الصباح أن ظهور علامات تشير إلى عودة سيطرة حماس في مدينة غزة وشمال القطاع رسالة بأن الحركة ما زالت موجودة وستبقى مشاركة في حكم غزة حتى بعد انتهاء الحرب.

وقال الصباح "حماس ترى أنها في حال غابت عن المشهد فستكون بمنزلة من يتآمر على ذاته وتنفذ إرادة إسرائيل".

وأضاف متحدثا عن احتمال اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح "رفح منذ البداية كانت الفزاعة، فهي تتعرض لقصف بشكل يومي دون اجتياح بري... منطقيا إسرائيل لا تريد اجتياح رفح، لأنها لا تدرك نتائجه".

وتابع قائلا "إسرائيل بدأت القتال في بيت حانون شمال قطاع غزة منذ أشهر، وما زالت تقاتل هناك، وعادت عناصر حماس إلى المنطقة رغم أن إسرائيل أكدت سيطرتها وإنهاء وجود حماس، لكن الآن نرى عناصر حماس حاضرين عسكريا، وفي إطار سلطوي، وإسرائيل لن تدخل رفح بالصورة التي تروج لها".