• لندن

  • الثلاثاء، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:٢٢:١٢ ص
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ في ٥:٢٦ ص

المدير الإقليمي لمنظمة (الإنسانية والإدماج) لـAWP: الأسلحة غير المنفجرة في غزة تمثل خطرا على مستقبل القطاع

(وكالة أنباء العالم العربي) - حذر فيديريكو ديسي، المدير الإقليمي لمنظمة (الإنسانية والإدماج)، من خطورة الكمية الكبيرة من مخلفات الحرب في قطاع غزة على المدنيين ومستقبل القطاع بعد انتهاء الحرب، مشيرا إلى أن عملية إعادة الإعمار ستكون خطيرة وتستغرق مدة طويلة.

وقال ديسي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الاثنين "كمية الأسلحة أو المخلفات الحربية غير المنفجرة (في قطاع غزة) كبيرة جدا، وتمثل خطرا حاليا على المدنيين وعلى المستقبل أيضا بعد انتهاء الحرب".

وأضاف "كما ستشكل خطرا على عمال البناء أيضا الذين سيعملون في إعادة بناء قطاع غزة، وبكل تأكيد ستكون عملية إعادة البناء خطيرة وطويلة وستحتاج إلى خبراء في إزالة الألغام والمخلفات الحربية (لتوفير بيئة) عمل آمنة للعمال والمدنيين".

وكان بير لودهامر، المسؤول في خدمة الأمم المتحدة المتعلقة بإزالة الألغام، قد قال إن إعادة غزة آمنة من الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق 14 عاما، مضيفا أن الحرب خلفت نحو 37 مليون طن من الركام.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة اليوم الاثنين إن إسرائيل ألقت أكثر من 75 ألف طن من المتفجرات على القطاع منها 7500 طن لم تنفجر.

ولقي ما يقرب من 35 ألف فلسطيني حتفهم وأصيب عشرات الآلاف ويعتقد أن آلاف الجثث ما زالت تحت أنقاض وركام المنازل المدمرة في قطاع غزة منذ بدأت إسرائيل حربها على القطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول، التي تسببت أيضا في ظروف إنسانية مروعة.

وقال المسؤول الأممي إنه من المستحيل تحديد حجم الذخائر غير المنفجرة في القطاع المكتظ بالسكان والذي تحولت غالبية مناطقه إلى أنقاض وركام بعد حوالي سبعة أشهر من القصف الإسرائيلي المكثف.

وأضاف أن كل متر مربع في قطاع غزة متأثر بالصراع يحتوي على نحو 200 كيلوغرام من الركام.

"عشرة بالمئة على الأقل من الذخيرة التي يتم إطلاقها يُحتمل ألا تكون قد انفجرت. وإذا جرى العمل بمئة شاحنة، فستستغرق إزالة الركام 14 عاما، أي 750 ألف يوم عمل".

ومضى ديسي يقول "نحن في منظمة الإنسانية والإدماج نتمنى أن يكون لنا دور في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب في المشاركة في عملية إزالة الركام وإزالة المخلفات، حيث نعمل في 50 دولة بالعالم، ونعمل تقريبا في عشر دول في مجال إزالة الألغام والمخلفات الحربية".

وأردف "لكننا نحتاج إلى تصاريح من السلطات الإسرائيلية والسلطات المعنية الفلسطينية ومن الجانب المصري والدول المجاورة لاستيراد الأجهزة المطلوبة حتى نستطيع العمل في القطاع بأمن وأمان، دون تعريض فريق العمل التابع لنا لأي خطر".

وردا على سؤال حول مدى تأثر حياة السكان في غزة بهذا الكم الهائل من الركام والأسلحة غير المنفجرة، قال ديسي "ما يؤثر على السكان حاليا ليس الركام، بل الأسلحة نفسها، والخطر الأول عليهم حاليا يأتي من السماء وليس من الأرض، فعمليات القصف تقتل يوميا ما بين 50 إلى 100 شخص".

وأضاف "نحتاج أولا إلى وقف إطلاق النار حتى يتوقف هذا القصف وينتهي هذا الموت".

"بالتأكيد سيؤثر هذا الركام على المدنيين، ولن يستطيعوا العودة إلى بيوتهم، فهناك الكثير من البيوت المدمرة تماما وأخرى شبه مدمرة وخطيرة، لأنه من الممكن أن يعود المدنيين إلى بيوتهم، وبعد أيام أو شهور تنهدم هذه البيوت على رؤوسهم".

وأردف "كما أن هناك مخلفات تحت الركام، وهذه أيضا تشكل خطرا على المدنيين، فمن الممكن أن يعودوا إلى بيوتهم التي تبدو في حالة مقبولة، لكنها محاطة ببيوت أخرى بها مخلفات حربية قد تنفجر بعد فترة. كل ذلك سيبطئ عملية رجوع المدنيين إلى بيوتهم".

* تحديات

يقول ديسي إن التحدي الأول الذي يواجه منظمته في قطاع غزة هو الحاجة إلى وقف إطلاق النار حتى تستطيع العمل بطريقة آمنة.

وأضاف "التحدي الثاني هو صعوبة الحصول على التصاريح للوصول إلى المناطق التي نرغب في العمل بها والتي تضم مدنيين بحاجة لمساعدات إنسانية، فعلى سبيل المثال، لا نستطيع حتى الآن العمل في منطقة شمال قطاع غزة بسبب وجود حواجز إسرائيلية و(افتقار) هذه المناطق للأمن".

وتابع قائلا "كما أن الشاحنات التي تحمل مساعدات والتي تأتي من القاهرة تحتاج من أسبوعين إلى ثلاثة حتى تصل إلى رفح بسبب الإجراءات البطيئة من قبل إسرائيل على الحدود".

وأردف "التحدي الثالث هو التمويل، رغم أن التمويل موجود حاليا بشكل مقبول، فإننا نحتاج إلى تمويل أكبر في المستقبل بعد انتهاء الحرب لاستخدامه في عملية إعادة إعمار القطاع وعودة المدنيين إلى بيوتهم".

ووفقا لديسي، تعمل منظمة (الإنسانية والإدماج) في قطاع غزة منذ 30 عاما، ولديها حاليا 50 موظفا تقريبا وحوالي 250 متطوعا في أكثر من مكان في القطاع.

"نعمل في قطاعات إعادة التأهيل وتمرين الأشخاص ذوي الإصابات أو الإعاقات، كما نعمل على توعية المدنيين بمخاطر المخلفات الحربية".

وأضاف "لدينا أيضا فريق يقوم بعمل فحوصات أو مسح في المناطق التي يشتبه في وجود مخلفات حربية بها، وإذا وجدوا بها مخلفات حربية يضعون عليها علامات الخطر حتى لا يقترب منها المدنيون وخاصة الأطفال".