• دمشق

  • الخميس، ٢ مايو ٢٠٢٤ في ١٠:٠٧ ص
    آخر تحديث : الخميس، ٢ مايو ٢٠٢٤ في ١٠:٠٧ ص

إصابات الرشح والحرارة والسعال في سوريا.. متحور كورونا الجديد أم إنفلونزا عادية؟

(وكالة أنباء العالم العربي) - في أواخر العام الماضي، عاد الحديث بقوة عن فيروس كورونا مع إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتشار المتحور الجديد (جيه.إن 1) وارتفاع معدلات الإصابة به في أنحاء العالم.

وفي سوريا، تضاربت الأنباء عن انتشاره في البلاد بين مختلف الفئات العمرية وعن وجود أعداد من الوفيات، تلك الأنباء التي أثارت الخوف والفزع من تكرار تجربة كوفيد-19 القاسية ونفتها الحكومة السورية.

وتحدث عضو اللجنة الاستشارية السورية لمكافحة فيروس كورونا الدكتور نبوغ العوا لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) فقال إن المتحور (أوميكرون جيه.إن 1) ظهر في البلاد منذ نحو ثلاثة أشهر وإنه يشكل 70% من الإصابات المنتشرة حاليا تحت مسمى (الكريب) أو (الإنفلونزا).

وأكد العوا، وهو عميد سابق لكلية الطب البشري في جامعة الشام الخاصة، أنه ما من عائلة في سوريا إلا وشهدت إصابة، لكنها تعتقد أنها إصابة بالإنفلونزا العادية نظرا لتشابه الأعراض التي تتجلى بارتفاع درجة الحرارة وألم في الأجهزة التنفسية العلوية كالبلعوم واللوزتين والحلق مع سعال جاف يشتد خلال الليل.

لكنه أشار إلى أن تأثير المتحور الجديد على الرئتين أقل من بعض السلالات الأخرى، وأن مضاعفاته على المصابين تختلف باختلاف درجة المناعة، وأكد أن من النادر أن تصل الإصابة إلى الرئة إلا لدى أصحاب المناعة الضعيفة كالمسنين ومرضى الربو.

ولفت العوا إلى أن المتحور الجديد ينتقل عبر الرذاذ أو التعامل عن قرب مع المصاب، مضيفا "عدد الحالات زادت نتيجة إهمال قواعد وإجراءات الوقاية الشخصية وبسبب أماكن الازدحام ومنها الجوامع" التي شهدت حضور جموع كبيرة من المصلين خلال شهر رمضان.

وقال إنه وثَّق بشكل شخصي حالتي وفاة فقط نتيجة وصول الفيروس إلى الرئة، نافيا ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي على لسانه من تسجيل 15 حالة وفاة بمتحور (جيه.إن 1) خلال أسبوعين.

وحذَّر من تناول الدواء بشكل عشوائي، خاصة استخدام بعض المضادات الحيوية التي قال إنها تحد من مناعة الجسم وتقوّي الفيروس.

* نفي رسمي

وقال الدكتور العوا "أكبر الدول التي تمتلك قطاعا صحيا حديثا ومتطورا وجدت صعوبة في مواجهة جائحة كورونا عام 2019، فكيف الحال في القطاع الصحي بسوريا في ظل العقوبات الاقتصادية والقسرية المفروضة عليه".

من جهتها نفت وزارة الصحة السورية أنباء تواترت عبر صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي عن وفيات ناجمة عن فيروس كورونا "جملة وتفصيلًا".

وقالت الوزارة في بيان نشرته الشهر الماضي إنها تتلقى يوميا تقارير عن الوضع الوبائي من مديريات الصحة، والتي تسلط الضوء على الحالات الصحية التي تمت مراجعتها في المرافق الطبية، وإن هذه التقارير تظهر استقرارا في منحنى الانتشار وشدة الأمراض.

وأشار البيان إلى أنه من خلال الرصد والمتابعة، لم يظهر أي ارتفاع في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، مع تسجيل حالات بسيطة تلقت العلاج في المنزل، دون تسجيل أي حالة وفاة.

كما أكدت الوزارة أن حالات الإصابة بالإنفلونزا تتماشى مع الحدود الطبيعية.

وتعليقا على نفي وزارة الصحة وجود أي حالات وفاة بالمتحور الجديد من كورونا قال الدكتور العوا "الوزارة السابقة أنكرت في عز انتشار جائحة كورونا عام 2019 وجود إصابات حينها... ومن بين آلاف الإصابات كانوا يقولون لدينا إصابة أو إصابتان فقط، وعلى ما يبدو أن الوزارة الحالية تمشي على خطاها".

* التجمع بالمساجد في رمضان

مدير مستشفى المواساة في دمشق عصام الأمين صرَّح لوكالة أنباء العالم العربي بأنه تبين بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لعدد من المرضى الذين ترددوا على المستشفى أن البعض مصاب بالتهابات تنفسية شديدة وأن الأعراض الظاهرة عليهم تتماشى مع كورونا أو الفيروس المتحور، مشيرا إلى أن تجمع المصلين الكبير في المساجد خلال شهر رمضان ساهم في الانتشار.

ولفت إلى أنه لا يمكن علاج تلك اﻷعراض بأدوية الرشح والإنفلونزا وإنما بمدعمات المناعة وفيتامين د وبعض المسكنات، مضيفا أن معظم حالات الإصابة كانت خفيفة، "كما حدثت حالات وفاة نادرة بسبب مشكلات صحية يعانيها المريض".

ودعا الأهالي إلى الالتزام بسبل الوقاية اللازمة كعدم المصافحة واستخدام الكمامات والابتعاد عن الأماكن المزدحمة.

وأضاف الأمين أنه لا يوجد دليل على أن متحور كورونا الجديد هو الأكثر خطورة بين الفيروسات الأخرى، لذلك في حال الإصابة به يمكن أن يجري العلاج في المنزل والشفاء خلال 15 يوما.

وأكد "أغلب الحالات تتحسن بالراحة في المنزل وتناول مخفضات الحرارة البسيطة. حالات نادرة هي التي تخضع لبروتوكولات العلاج المعتادة".

وصنفت منظمة الصحة العالمية الفيروس (جيه.إن 1) المتحورَ عن كورونا على أنه "متحور محل اهتمام"، جراء "انتشاره المتزايد بسرعة".

وتُعرّف منظمة الصحة المتحورات "محل الاهتمام" بأنها السلالات المُقلِقة بما يكفي لتحفيز البلدان لإجراء بحوث وتحقيقات مكثفة حول المتحور وانتشاره مثل الدراسات المختبرية والفحوصات الميدانية.

وأعلنت المنظمة عن ارتفاع معدل الإصابة بالمتحور الجديد في جميع أنحاء العالم، إذ ارتفع بنسبة 52% في الفترة من 20 نوفمبر تشرين الثاني 2023 إلى 17 ديسمبر كانون الأول من العام. ونصحت بأخذ اللقاحات لتفادي الإصابة وتخفيف الأعراض وطالبت بالعودة إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل ارتداء الكمامات والتعقيم المستمر.

* الغذاء والرياضة

تحدث الشاب معين أبو شاش (23 عاما) لوكالة أنباء العالم العربي عن تجربته مع المتحور الجديد والأعراض التي رافقت فترة إصابته به. قال إنه شعر بفقدان حاسة الشم وبالصداع واحتقان الأنف وأصيب بالحرارة والإجهاد، وأكد أن فترة التعافي كانت أطول من الإصابات السابقة.

وعن صحته حاليا أجاب "أنا بخير وأمارس الرياضة يوميا، فالرياضة والأكل الصحي أيضا يغلبان المرض".

وبإلحاح شديد، دعا أبو شاش السوريين إلى التصرف بمسؤولية عند الإحساس بأعراض المرض والالتزام بتجنب التقبيل عند المصافحة وتفادي الحضور في أماكن الازدحام، بالإضافة إلى الاعتناء بنوعية الغذاء حتى يتمكن الجسم من محاربة الأمراض والتغلب عليها.

تتفق معه يارا عثمان (30 عاما) التي أكدت أيضا على ضرورة أخذ الانتشار السريع للمتحور (جيه.إن 1) على محمل الجد والعودة إلى الإجراءات الاحترازية خاصة ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي للحد من العدوى.

في المقابل، يعتبر الرجل الأربعيني رضوان صالح أن كورونا ومتحوراتها "مجرد كذبة" تسعى إلى تشغيل شركات الأدوية.

وأضاف "الناس لم يعودوا يتعاملون مع كورونا مثل بداياته قبل سنوات، وأصبحوا يعدونه نزلة برد موسمية".