استنفار أمني في العراق بعد إطلاق قوات سوريا الديمقراطية سراح مقاتلين من داعش
(وكالة أنباء العالم العربي) - استنفر العراق قواته على الحدود مع سوريا والمناطق القريبة منها خشية تسلل مقاتلين من تنظيم داعش جرى إطلاق سراحهم من سجون قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تسيطر على شمال شرق سوريا.
وأبلغ ضابط رفيع المستوى في المخابرات العراقية وكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الأربعاء "بعد إطلاق سراح المئات من الإرهابيين من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا... تم اتخاذ تدابير سريعة على الحدود والمناطق القريبة منها".
وأضاف "خطة الاستنفار ستركز على نشر الكمائن والسيطرة على الأراضي والمناطق النائية، وستكون هناك حملات تفتيش للمناطق التي تعتبر حاضنة للإرهاب والكهوف الموجودة في الصحراء".
وتابع قائلا "بحسب ما أعلن أنهم أطلقوا سراح 180 إرهابيا، لكن تقاريرنا تشير إلى أكثر من 400 من عناصر تنظيم داعش حتى الآن، وهناك مئات آخرين بانتظار الإفراج عنهم".
وذكرت تقارير أن قرار الإفراج عن مقاتلين من التنظيم المتطرف الذي أصدرته قوات سوريا الديمقراطية يوم الاثنين يأتي تنفيذا لقرار عفو اتخذته الإدارة الذاتية التابعة لها في شمال شرق سوريا عن المدانين بجرائم وفق قانون مكافحة الإرهاب المنتظر أن يستفيد منه أكثر من ألف معتقل.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية، التي يغلب عليها الأكراد، شريكة رئيسية للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الذي سيطر على أجزاء واسعة وأعلن دولة خلافة في العراق وسوريا في 2014 قبل أن يهزمه التحالف الدولي في 2017.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على ما يقرب من ربع مساحة الأراضي السورية في شمال شرق البلاد، وتعتقل في سجونها أكثر من عشرة آلاف من مقاتلي داعش، بحسب تقارير.
واتهم ضابط المخابرات العراقية، الذي تحدث إلى وكالة أنباء العالم العربي بشرط عدم الكشف عن اسمه، الولايات المتحدة باستخدام مقاتلي داعش للضغط على الحكومة العراقية بهدف استمرار وجودها على الأراضي العراقية.
وأعلن العراق في يناير كانون الثاني أنه اتفق مع واشنطن على تشكيل لجنة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق من أجل وضع جدول زمني لإنهاء مهام التحالف والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية.
ويوجد عسكريون أميركيون، يعتقد أنهم حوالي 2500، بالإضافة لمئات العسكريين من دول أخرى في العراق بهدف مساعدته على منع عودة تنظيم داعش.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع العراقية أمس الثلاثاء بأن الوزير ثابت محمد سعيد العباسي يزور الولايات المتحدة لإجراء الجولة الثانية من مباحثات إنهاء مهمة التحالف الدولي.
ومضى ضابط المخابرات العراقية قائلا "نتوقع عمليات أمنية غير مألوفة بالتزامن مع مفاوضات إخراج القوات الأجنبية".
وأضاف "خلال المفاوضات مع التحالف الدولي أثاروا المشاكل الأمنية في ديالى، ومع بدء المفاوضات الحالية في واشنطن نتوقع منهم إثارة مشكلة قد تكون أكبر، لا سيما وأن إطلاق سراح هؤلاء كان بضغط من الأميركيين لاستخدامهم في عمليات داخل العراق".
وتابع قائلا "مشكلتنا أن مفاتيح الأمن العراقي بيد القوات الأميركية... وتضغط به على الحكومة لتمرير مخططاتهم السياسية والعسكرية في البلاد والمنطقة"، مشيرا إلى وجود عقبات تعترض سحب القوات الأميركية من العراق.
وأردف بالقول "عملية إخراجهم من العراق مهمة صعبة كونها تعني قطع شريان المجهود الحربي عن قواتهم في سوريا والتي تعتمد بشكل اساسي على خطوط مواصلات تبدأ من الكويت مرورا بالعراق إلى سوريا، وتستخدم قاعدة عين الأسد على الحدود مع سوريا معسكرا للتجمع البشري واللوجستي للقوات هناك".
وتكشف رسالة اطلعت عليها وكالة أنباء العالم العربي من قيادة عمليات الجزيرة (القيادة العسكرية للبادية الشمالية الواقعة بين مدينة الموصل والحدود مع سوريا نزولا إلى الحدود الأردنية) إلى قوات تابعة لها في المنطقة بعد يوم واحد من إطلاق قوات سوريا الديمقراطية سراح مقاتلين من داعش عن استنفار أمني لمنع أي تسلل للأراضي العراقية.
وشدد الفريق الركن بهاء العزاوي من وزارة الداخلية العراقية على ضرورة عدم التعامل بمبدأ حسن النية مع أي مشتبه به أمنيا.
وقال العزاوي، الذي سبق له تولي قيادة الشرطة في الموصل بمحافظة نينوى لعدة سنوات، لوكالة أنباء العالم العربي "أي شخص غريب يدخل عبر الحدود يمثل تهديدا لأمن العراق".
وأضاف "يجب متابعة هؤلاء (المطلق سراحهم) ووضعهم تحت المراقبة. أمن العراق لا يتحمل أي وجهات نظر. أي فرد من هؤلاء لا يفترض به حسن النية".
وسارع مسؤولو محافظة نينوى العراقية الواقعة على الحدود السورية إلى طمأنة العراقيين.
وقال محمد الكاكاني، رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء "نوجة رسالة اطمئنان إلى أهلنا في محافظة نينوى وإلى العراقيين جميعا، ونقول وضع المحافظة يختلف عن 2014، سنة 2014 لم يكن هناك وجود للقوات الأمنية ولا للحشد الشعبي (فصائل مسلحة معظمها شيعية)، وكان هناك تنافر بين الجهات الأمنية والدوائر الحكومية".
وأضاف "أما اليوم الوضع الأمني مستقر، والعلاقات السياسية قوية جدا، وهناك تعاون كبير بين القطاعات العسكرية والإدارة المحلية في محافظة نينوى".
وتابع قائلا "لا يوجد هناك أي خطر، ولا يوجد أي تسلل للأشخاص المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية".