• القاهرة

  • الثلاثاء، ١٩ ديسمبر ٢٠٢٣ في ٦:٠٨:١٥ ص
    آخر تحديث : الثلاثاء، ١٩ ديسمبر ٢٠٢٣ في ١٠:٥٩ ص

المعلقات الشعرية العشرة تصدر بالإيطالية لأول مرة في اليوم العالمي للغة العربية

(وكالة أنباء العالم العربي) - صدر أمس الاثنين عن منشورات موتا، وهو القسم المختص باللغات الأجنبية في منشورات المتوسط بمدينة ميلانو الإيطالية، كتاب (المعلقات العشرة-الشعر العربي قبل الإسلام)، تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية، وبدعم من مبادرة ترجم التابعة لهيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية.

وقال ناشر الكتاب الشاعر خالد الناصري، مدير دار المتوسط، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن هذه هي المرة الأولى التي تصدر بها المعلقات العشرة كاملة باللغة الإيطالية وفي كتاب واحد.

وأضاف "لدينا مشروع قديم لتأسيس دار نشر مهتمة بنشر التراث العربي ضمن خطط الدار في التوسع، وذلك لأسباب عديدة منها إدراكنا أن هناك نقصا عاما فيما يتم ترجمته إلى الإيطالية من الأدب العربي المعاصر، ناهيك عما يترجم من كتب التراث".

وأوضح الناصري أن الكثير من ترجمات التراث العربي إلى اللغة الإيطالية مأخوذة من الترجمات الفرنسية، وقال "رأينا أن هذا أمر معيب وينبغي أن نعمل على إتاحة ترجمات إلى الإيطالية دون لغة وسيطة، لذلك بدأنا المشروع  بالمعلقات التي تمثل أول نماذج الشعر العربي في حالته التأسيسية، وسنعمل قريبا على نشر أول ترجمة إيطالية لكتاب الحيوان للجاحظ".

أعد الكتاب يولاندا غواردي، أستاذة اللغة العربية وآدابها في جامعة تورينو، وحسين بنشينه، أستاذ اللغة العربية والترجمة النشطة في المعهد العالي للوسطاء اللغويين في ميلانو. وشارك الاثنان في ترجمة المعلقات.

وذكرت دار المتوسط في بيان أن ترجمة المعلقات صدرت في طبعتها الإيطالية بمقدمة وضعها الشاعر الإيطالي البارز دافيدي روندوني، أحد أبرز شعراء العالم المعاصرين.

وجاء في المقدمة "المعلقات رحلة مزدوجة رائعة تأسر قارئ هذا الكتاب الممتلئ بالعجائب والمعرفة بالسحر والأخبار، كما تظهر لنا في هذا الكتاب النواة الأصلية للشعر العربي والشعراء العرب قبل الإسلام بكل قوتها المبهرة".

أما الشاعر الإيطالي إيميليانو غريبري فكتب يقول "الشعر (الحقيقي) خالد. إنه الشعر الذي يعطي لما يأتي وبفضل هؤلاء الشعراء من الرحالة والجوالين فإننا نسافر اليوم في الفضاء في اللحظة الأبدية الهائلة".

وقال الناصري "سنواصل مهمتنا في التعريف بالتراث الأدبي العربي داخل أوروبا".

وأشار إلى أن دار المتوسط أتاحت مسودات من ترجمة المعلقات إلى الإيطالية أمام عدد من الشعراء والأدباء الإيطاليين المعاصرين لقياس درجات تفاعلهم مع الترجمة.

وأضاف "الانطباعات التي وصلتنا كانت مشجعة جدا"، مشيرا إلى أن "الدار قبل أن تبدأ عملها شرعت في تشكيل مجموعة عمل لوضع التصور الأفضل للتعامل مع مقترح ترجمة المعلقات، واستغرقنا نحو 11 شهرا في معالجة النصوص وتدقيقها".

وأوضح قائلا إن الدار بعد ذلك قامت بتدقيق الترجمة وتصويبها بإعطاء الترجمة إلى محررين إيطاليين لتحرير النص وتخليصه من أي "جفاف أكاديمي" يمكن استشعاره.

وتابع "منحنا هؤلاء نصائح وخبرات ثمينة ساعدتنا على إصدار ترجمة بحجم طموحنا وفي أفضل صورة ممكنة. اطلع بعض الشعراء الإيطاليين خلال شهور العمل على بعض الترجمات لإدراك حساسية النصوص ومدى تأثيرها من حيث المتعة والفائدة وكانت النتائج محفزة للغاية".

وأردف "كما تولت لجنة علمية من محرري الدار وفريقها الاستشاري مسؤولية التأكد من دقة سير العمل ضمت وائل فاروق أستاذ اللغة العربية والتواصل بجامعة ميلانو الكاثوليكية والروائي والمترجم يوسف وقاص".

وقال وائل فاروق، أستاذ اللغة العربية والتواصل في جامعة ميلانو الكاثوليكية، إن الترجمة "جيدة جدا وكتب مقدمتها أحد أبرز شعراء إيطاليا المعاصرين وذكر فيها أن المعلقات تراث إنساني عظيم لا يقل في عظمته عن الإلياذة والأوديسا".

واعتبر فاروق أن ترجمة المعلقات الشعرية إلى اللغة الإيطالية حدث ثقافي كبير.

وأضاف "كان من المعيب جدا تأخر صدور هذه الترجمة كل هذه السنوات، كما أن ترجمة التراث العربي سيساعد على تحرير العرب وثقافتهم من الصور النمطية التي تكونت عنهم منذ سبعينيات القرن الماضي والتي يتم ربطها دائما بالتطرف الديني".