زراعة الأرز تعود إلى حقول الديوانية في العراق بعد سنوات من التوقف
(وكالة أنباء العالم العربي) - اكتست حقول قضاء غماس في محافظة الديوانية العراقية باللون الأخضر مع عودة زراعة الأرز إليها بعد غياب استمر سنوات بسبب ندرة المياه وموجة الجفاف التي أصابت المنطقة.
بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالأرز وفق نجاح مهدي، مدير شعبة زراعة غماس نحو 51 ألف دونم، وتم توفير الأسمدة واليوريا للفلاحين لضمان موسم وفير، متوقعاً أن يصل إنتاج الأرز هذه السنة إلى ما يقارب 150 ألف طن.
في المقابل وجد الفلاحون الذين أقبلوا على زراعة الأرز مشكلتين أساسيتين، أولهما انقطاع التيار الكهربائي الذي يشغل مضخات الري عند نهر الفرات، والثانية تتمثل بعدم فعالية المبيدات الحشرية التي وفرتها وزارة الزراعة ما اضطرهم إلى شراء مبيدات من السوق بأسعار مرتفعة.
قال محمود صالح، مزارع ومسؤول الفلاحين بمنطقة النغيمي إن "المبيدات الزراعية التي زودتنا بها الدولة والتي نكافح بها الآن لا تقضي على الدغل والديدان، الأمر الذي اضطرنا لشراء مبيدات من الأسواق التجارية بأسعار باهظة بمبالغ من 50 ألف إلى 100 ألف دينار نستعملها من أجل ضمان إنتاجية أكبر".
وأعرب المزارع حسن الزيادي صاحب أرض في قضاء غماس عن غبطته بتمكنه من زراعة أرضه بالأرز بعد أن ظلت بورا طوال أربع سنوات، ولكنه اشتكى من انقطاع التيار الكهربائي.
وقال "مرت أربع سنوات وأرضنا بور، لم نزرع الشلب (الأرز)، هذه السنة قالوا لنا (وزارة الزراعة) أن نزرعه وإنهم سيوفرون لنا الماء، ولكنهم قطعوا عنا الكهرباء."
وأعرب الزيادي عن قلقه من أن يحترق الزرع من قلة المياه وشدة الحر لعدم تمكنه من ري الأرز الذي يحتاج إلى وفرة المياه، قائلاً "في هذا الوقت الذي تتطلب الأرض فيه اهتماما وسقاية قطعوا عنا الكهرباء، الأمر الذي يهدد زرعنا بالتلف وسيؤثر علينا سلباً. نحن الفلاحون تعبنا ولا نستطيع تحمل المزيد من الخسائر".
من جهته أفاد حسين الفتلاوي وهو صاحب أرض زراعية غرسها أرزا أن انقطاع الكهرباء جاء على خلفية عدم تسديد الفلاحين لفواتير متراكمة عليهم منذ سنوات.
وقال "بدأت مديرية كهرباء الديوانية بقطع الأسلاك العائدة للمضخات بحجة عدم دفع الفواتير المتراكمة، قطعت عنا الكهرباء بسبب الديون، فالفلاح لم يسدد ديونا منذ أربع سنوات لأنه لم يكن هناك زرع يوفر له دخلا".
وأضاف قائلا "إذا لم تتوفر الكهرباء لتشغيل المضخات الموجودة عند النهر لا يمكننا ري المزروعات، فهذا الزرع مرهون ويحتاج للماء والكهرباء".