وزيران وأعداد كبيرة من الإسرائيليين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
صورة أرشيفية - الرواق الغربي للمسجد الأقصى في مدينة القدس (17 فبراير شباط 2024) – المصدر: AWP
  • القدس

  • الثلاثاء، ١٣ أغسطس ٢٠٢٤ في ٨:٠٦ ص
    آخر تحديث : الأربعاء، ١٤ أغسطس ٢٠٢٤ في ٨:٤٠ ص

وزيران وأعداد كبيرة من الإسرائيليين يقتحمون باحات المسجد الأقصى

(وكالة أنباء العالم العربي) - اقتحم وزيران إسرائيليان باحات المسجد الأقصى بالقدس صباح يوم الثلاثاء مع مئات اليهود تحت حماية الشرطة الإسرائيلية حيث أدوا صلوات تلمودية تحديا لإجراءات الوضع الراهن، مما أثار استنكار الرئاسة الفلسطينية والخارجية الأردنية.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن مئات "المستعمرين" الإسرائيليين اقتحموا باحات المسجد الأقصى ومن ضمنهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف.

ونقلت الوكالة عن دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى القول إن نحو 2250 إسرائيليا اقتحموا باحات المسجد وأدوا طقوسا تلمودية ورفعوا العلم الإسرائيلي "في مشهد غير مسبوق من عمليات الاقتحام". وتوقعت أن يقتحم آلاف المستعمرين المسجد الأقصى خلال اليوم.

وأضافت دائرة الأوقاف أن القوات الإسرائيلية عرقلت دخول المصلين المسلمين باحات المسجد ونشرت قوات كبيرة على أبوابه من أجل تسهيل عمليات اقتحام الإسرائيليين.

وقالت الوكالة إن بن غفير وفاسرلوف "اقتحما المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتجولا بالساحة الشرقية برفقة عدد كبير من عناصر شرطة الاحتلال". وأشارت إلى أن هذا هو الاقتحام السادس الذي يقوم به بن غفير منذ تولى منصبه أواخر عام 2022.

ونقلت صحفية (هآرتس) عن بن غفير قوله في أقدس المواقع وأكثرها حساسية في القدس "حققنا تقدما كبيرا فيما يتعلق بسيادة إسرائيل هنا. سياستنا هي السماح بصلاة اليهود". وأضافت أن الوزيرين مع عشرات اليهود تحدوا إجراءات الوضع الراهن بالصلاة والغناء.

وتأتي هذه الاقتحامات بعد دعوات من قبل متطرفين لاقتحام واسع للأقصى في ذكرى ما يطلق عليه الإسرائيليون "خراب الهيكل".

نتنياهو يرفض وبن غفير يرد

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات بن غفير بأن سياسته هي السماح بالصلاة اليهودية انتهاكا للوضع الراهن هناك. ونقلت صحيفة (تايمز اوف إسرائيل) عن مكتب نتنياهو قوله "تحديد السياسة في جبل الهيكل (الحرم القدسي) يخضع مباشرة للحكومة ورئيس الوزراء".

وأضاف "لا توجد سياسة خاصة لوزير محدد في الحرم القدسي – لا وزير الأمن القومي ولا لأي وزير آخر. وهذا هو الحال في ظل جميع الحكومات الإسرائيلية”.

وشدد نتنياهو على أن ما حدث في الحرم القدسي صباح اليوم "هو انحراف عن الوضع الراهن. سياسة إسرائيل في جبل الهيكل لم تتغير".

غير أن بن غفير رد قائلا "ما من قانون يسمح بالتفرقة العنصرية ضد اليهود في جبل الهيكل".

ونقلت عنه صحيفة (تايمز اوف إسرائيل) قوله في بيان "سياسة وزير الأمن القومي هي تمكين اليهود من حرية العبادة  في جميع الأماكن، بما في ذلك جبل الهيكل، وسيواصل اليهود القيام بذلك في المستقبل أيضا”.

إدانات

وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من "تداعيات الاستفزازات الخطيرة" بالمسجد الأقصى، محملا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذه الممارسات وخطورتها في استفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن أبو ردينة طالب الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري "لإجبار حكومة الاحتلال على وقف هذه الاستفزازات بحق الأماكن الدينية المقدسة، والحفاظ على الوضع التاريخيّ والقانوني في مدينة القدس، ووقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة، والاعتداءات في الضفة الغربية، إذا ما أرادت منع انفجار المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه".

وأدانت وزارة الخارجية الأردنية "إقدام وزيرين متطرفين من الحكومة الإسرائيلية وأعضاء من الكنيست" على اقتحام المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة "تزامنا مع اقتحامات المتطرفين الإسرائيليين وممارساتهم الاستفزازية".

وطالب الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة بموقف دولي واضح وحازم قائلا إن "استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها يتطلب موقفا دوليا واضحا وحازما يدين هذه الانتهاكات والخروقات ويوفر الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني في ظل استمرار الحكومة الإسرائيلية في عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية".

وأكد القضاة مجددا على أن "المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف كافة وتنظيم الدخول إليه".

وفي القاهرة، أدان بيان للخارجية المصرية اقتحام الوزيرين مع أعضاء في الكنيست الإسرائيلي ومئات المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين لباحات المسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلى داخله، تحت حماية من الشرطة الإسرائيلية، وتزامناً مع منع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى.

وشددت مصر على أن "تلك التصرفات غير المسؤولة والمستفزة تمثل خرقاً للقانون الدولى والوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف"، ويعكس استمرار تكرارها ووتيرتها سياسة ممنهجة يتم تنفيذها على الارض، وهو ما يستدعي العمل على وقف مظاهرها بصورة فورية، والالتزام بالحفاظ على الوضع القانوني القائم.

وأكد البيان ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدور فاعل في مواجهة "تلك الانتهاكات التي تهدف لتأجيج المشاعر" وإفشال جهود التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة.

وأدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات اقتحام المسجد الأقصى، مؤكداً أن "هؤلاء المتطرفين الموتورين يدفعون الأمور إلى حافة الهاوية، ويتعمدون استفزاز مشاعر مئات الملايين من المُسلمين عبر العالم".