وزير صحة دارفور يتهم الدعم السريع باستهداف خزان مياه أساسي بالفاشر لتهجير السكان والسيطرة عليها
بابكر حمدين، وزير الصحة بحكومة إقليم دارفور السوداني بابكر حمدين (المصدر: فيس بوك)
  • لندن

  • الثلاثاء، ٤ يونيو ٢٠٢٤ في ٤:٠٥ م
    آخر تحديث : الأربعاء، ٥ يونيو ٢٠٢٤ في ١٠:١١ ص

وزير صحة دارفور يتهم الدعم السريع باستهداف خزان مياه أساسي بالفاشر لتهجير السكان والسيطرة عليها

(وكالة أنباء العالم العربي) - اتهم وزير الصحة بحكومة إقليم دارفور السوداني بابكر حمدين قوات الدعم السريع بالسعي لتعطيل خزان مياه يمثل أحد المصادر الأساسية للمياه في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بهدف تعطيش السكان وإجبارهم على مغادرة المدينة حتى يسهل على الدعم السريع السيطرة عليها.

وقال حمدين، وهو حاكم إقليم دارفور المكلف، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الاثنين إن خزان (قولو) "كان خلال الأربعة أسابيع الماضية التي احتدم فيها القتال، والذي لا يزال قائما بشكل يومي في مدينة الفاشر، أحد أهداف ميليشيا الدعم السريع خلال محاولتها المستميتة للسيطرة على المدينة".

وأوضح أن الفاشر تتعرض "لحصار يمنع دخول الإمدادات كافة، سواء كانت صحية أو غذائية، ويقوم الدعم السريع بالقصف العشوائي لتدمير البنية التحتية مستهدفا المستشفيات وكل المرافق التي تقدم الخدمة بما فيها مصادر المياه".

وتابع قائلا "استهدف الدعم السريع خزان قولو، وهو أحد الخزانات المهمة لتغذية المدينة بمياه الشرب وهو المصدر الرئيسي الذي يغطي نسبة كبيرة من احتياجات مياه الشرب في المدينة، وحاولوا احتلال الخزان لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك بعد أن تصدت لهم قوى الكفاح المسلح".

كما اتهم حمدين قوات الدعم السريع بضرب "عدد من مصادر المياه في قرى غرب الفاشر، وهدفهم الرئيسي تعطيل خزان قولو حتى يعرضوا المواطنين للعطش مما يضطرهم للهروب من المدينة بحثا عن ملاذات آمنة في مناطق أخرى، ما يسهّل على (الدعم السريع) احتلال المدينة ونهبها ومن ثم السيطرة عليها".

وأشار إلى أن قوات الجيش وبالتعاون مع الحركات المسلحة أجبرت عددا من قوات الدعم السريع "على التقهقر والتراجع في عدد من المحاور، ويتعاملون مع المحاور الأخرى شرق الفاشر".

كانت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر قالت إن الخدمات الأساسية، مثل المياه والرعاية الصحية، معرضة لخطر التعطيل في مدينة الفاشر، وحذرت من تعرض خزان قولو للتلف والتدمير.

وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف إن النزاع على هذا الخزان "الذي يعد أحد مصادر المياه الرئيسية لحوالي 270 ألف شخص في المدينة والمجتمعات المجاورة يعرضه لخطر كبير من التلف أو التدمير".

وأضافت "سيؤدي ذلك إلى انقطاع المياه الآمنة والكافية عن العائلات والأطفال وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه في منطقة تعاني من الحرب أصلا، وسيكون الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد وضعف جهاز المناعة معرضين للخطر بشكل خاص".

وفي حديثه مع وكالة أنباء العالم العربي، قال حمدين إن على المجتمع الدولي أن يدين ما وصفها بجرائم قوات الدعم السريع بحق المدنيين في الفاشر وأن يلزم قوات الدعم "بالتوقف عن ممارسة مثل هذه الجرائم غير الإنسانية".

وعما إذا كانت هناك تجارب سابقة تم استخدام المياه فيها كوسيلة لتهجير السكان من مدنهم في السودان، أوضح حمدين أنه عندما دخلت قوات الدعم السريع مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور "استخدمت مثل هذا السلاح وكان أول ما بدأت به هو قطع إمدادات المياه وخاصة قطع الإمدادات الداخلة إلى القيادة، مما اضطر الجيش لحفر آبار جوفية طيلة الفترة التي كان يجابه فيها الميليشيا".

واتهم وزير الصحة بدارفور قوات الدعم السريع أيضا بأنها "دمرت مصادر المياه في اتجاهات أخرى مما أدى لنزوح أهل نيالا إلى الولايات القريبة، وتم بعد ذلك نهب المدينة".

وأردف بالقول "من المعلوم أن ما حصل من نهب للمدينة (نيالا) وتدمير للممتلكات والاعتداء على حقوق المواطنين في ولاية جنوب دارفور يفوق بكثير ما حصل في الخرطوم ويماثل ما حصل في الجزيرة".

وحول وسائل توثيق ما يحدث في الفاشر وحولها من انتهاكات، قال حمدين "أعتقد أن هذه الميليشيا توثق بجهل الكثير من جرائمها.. وهنالك جهات مدنية مختصة في السودان ترصد وتتابع هذه الجرائم وتوثقها والحكومة أيضا تقوم بالتوثيق وهناك جهات دولية تقوم بالتوثيق من خلال التقنيات".

وتفرض قوات الدعم السريع حصارا على مدينة الفاشر في مسعى للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من اجتياح المدينة التي تؤوي ملايين النازحين الذين فروا من مدن الإقليم المضطرب جراء الصراع.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان 2023 بعد خلافات حول خطط لدمج الأخيرة في الجيش في إطار عملية سياسية مدعومة دوليا كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات.