• لندن

  • الجمعة، ٨ سبتمبر ٢٠٢٣ في ٩:١٧ م
    آخر تحديث : الجمعة، ٨ سبتمبر ٢٠٢٣ في ٩:١٧ م

وزير المهجرين اللبناني لـAWP: موجات النزوح الأخيرة من سوريا دوافعها اقتصادية لا أمنية

(وكالة أنباء العالم العربي) - قال وزير المهجرين بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين إن ما يجري اليوم من عمليات عبور غير شرعي للحدود من سوريا هو نزوح اقتصادي بأعداد "كبيرة جدا".

وأضاف شرف الدين لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الجمعة "تم توقيف حوالي 8 آلاف سوري حاولوا دخول الأراضي اللبنانية بطرق غير شرعية، وهناك غيرهم الكثير الذين دخلوا ولا نعرف أعدادهم الحقيقية".

وقال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هيكتور حجار في تصريحات تلفزيونية هذا الأسبوع إن لبنان لن يسمح بتسجيل أي نازح جديد في مفوضية اللاجئين.

وأضاف حجار أن "الشعب السوري شعب شقيق ومطالبتنا بعودة النازحين إلى بلادهم ناتجة عن حالة الاستقرار في قسم كبير من سوريا".

وأوضح شرف الدين أن السبب الرئيسي وراء ازدياد عمليات النزوح هو "تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا بسبب الحصار والعقوبات الغربية عليها، وكلها أمور أدت إلى إفقار الشعب، ولم تترك أي أثر على النظام السوري أو أدت إلى إضعافه".

* لبنان مرهق

وقال شرف الدين إن لبنان "بلد صغير، ويعاني من أزمة اقتصادية، وباتت نسبة النازحين حوالي 50% من عدد السكان تقريبا، إضافة إلى أن البنية التحتية ليست مجهزة وغير معدة لتلبية احتياجات هذا العدد الكبير من السكان".

وأضاف "الدعم الاقتصادي لمادة القمح بشكل أساسي ولباقي المواد الاستهلاكية على مدى 11 عاما أرهق ميزانية الدولة اللبنانية".

وتابع الوزير اللبناني "نحن والشعب السوري شعب مظلوم، ونكن له كل الاحترم، لكن الوضع بات فوق قدرتنا على التحمل، وله تداعيات اقتصادية كبيرة علينا".

وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، سجل لبنان بين 2012 و2021 نحو 100 ألف ولادة، 40 بالمئة منها لسوريين.

* مخاوف أمنية

وعبر شرف الدين عن وجود مخاوف أمنية كبيرة بعد موجات النزوح الأخيرة من سوريا.

وقال "نتخوف حاليا من حالة الفلتان الأمني الذي يشهده الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا، خاصة في شمال البلاد، فقد دخل مئات النازحين السوريين عبر طرقات غير شرعية إلى لبنان دون مبرر، لأنه لا يوجد حرب في سوريا بل بذريعة الأوضاع الاقتصادية السيئة".

وأشار شرف الدين إلى أن "الجهات الأمنية والجيش اللبناني بكل إمكانياته المحدودة جدا، يعمل على ضبط الحدود؛ لكن بوجود 8 آلاف جندي فقط على الحدود التي تمتد على طول 358 كيلومترا، هذا الرقم لا يكفي، بل نحتاج على الأقل 40 ألف عنصر للسيطرة على الشريط الحدودي مع سوريا".

ويسلك مئات السوريين طرقات جبلية باتجاه لبنان، مجتازين معابر غير رسمية يفوق عددها 35 معبرا على امتداد حدود يبلغ طولها 394 كيلومترا. وتُقدر أعداد النازحين السوريين في لبنان بأكثر من مليونين.

* ضغوط دولية

على صعيد حل أزمة اللاجئين في لبنان، لفت شرف الدين إلى أن هناك "ضغوطا دولية مباشرة سياسية واقتصادية ومعنوية تمارس علينا، أدت إلى إحباط أي جهد لحل الأزمة".

وأوضح أنه اقترح خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، "ضرورة تشكيل وفد لبناني رسمي لزيارة سوريا، ليس فقط من أجل مناقشة ضبط الحدود، بل أيضا لبحث العودة الآمنة للاجئين ومكتومي القيد وخدمة العلم وتبادل المساجين".

وقال "نحتاج إلى قرار رسمي لبناني من أجل الوصول لذلك، وهذا هو مأخذنا على حكومتنا، وهذا الأمر الذي أدى لوقوع خلافات بيني وبين رأس الهرم في السلطة".

واعتبر شرف الدين أنه "في غياب أي حل دولي لعودة اللاجئين، فإن الأمر بات بيننا وبين سوريا، ونحتاج إلى أن نزورها، ونناقش كل الملفات بشكل مفصل، ونضع بروتوكولا لذلك، وإلا فإن المشكلة ستراوح مكانها".

وأطلقت مديرية الأمن العام اللبناني خلال السنوات القليلة الماضية عددا من رحلات العودة الطوعية إلى سوريا لمئات النازحين، في خطوة اعتبرها بعضهم مهمة للمساعدة في حل أزمتهم، فيما اعتبر آخرون أن العودة غير آمنة وأبدوا تخوفهم من تعرضهم لمضايقات أمنية لدى عودتهم إلى سوريا.