• دير البلح

  • الجمعة، ٢٦ يوليو ٢٠٢٤ في ٥:٥١ ص
    آخر تحديث : الجمعة، ٢٦ يوليو ٢٠٢٤ في ٥:٥١ ص

وسط خيام النزوح وأهوال الحرب.. دير البلح تحتضن فعاليات مهرجان القدس السينمائي الدولي

(وكالة أنباء العالم العربي) - بساط أحمر صنع من الأكياس البلاستيكية امتد بين خيام النزوح في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة نحو ساحة الميدان المدمرة، سار عليها النازحون الذين انتابهم الفضول إزاء ما يجري هناك، لينتهي بهم المطاف إلى فعالية متواضعة توسطتها شاشة تعرض أفلاما لمخرجين محترفين وهواة.

في هذه الساحة التي طفحت بالدمار ونصبت بمحيطها الخيام، قرر منظمو مهرجان القدس السينمائي الدولي إقامة فعاليات الدورة الاستثنائية الثامنة من المهرجان تحت شعار "مبدعون رغم اللجوء"، بالتعاون مع جمعية رؤية شبابية ووزارة الثقافة الفلسطينية، على وقع أصوات الطيران الحربي الإسرائيلي والقصف المتقطع وأهوال الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

عرض المهرجان 11 فيلما من أفلام مشروع "من المسافة صفر"، أنجزها مخرجون من مختلف مناطق القطاع خلال الحرب، في حين سيختتم المهرجان في 29 من الشهر الجاري بأحد عشر فيلما آخرين من أفلام المشروع ذاته، الذي ضم 22 فيلما، أنتجها وأشرف عليها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي رفقة فريق عمل متخصص من داخل القطاع بظروف بالغة الصعوبة والتعقيد.

وأوضح عز الدين شلح، رئيس مهرجان القدس السينمائي الدولي، أن "مهرجان القدس السينمائي الدولي يقام بشكل سنوي في غزة، لكن نتيجة للحرب انقصف المركز الذي كنا نستضيف فيه فعاليات المهرجان وبقينا مصممين على ضرورة إقامة المهرجان".

وأضاف "كنا نحضِّر للدورة الثامنة ثم اندلعت الحرب إلا أننا أصررنا على إقامة الدورة، وارتأينا أن هذا المكان، حيث مخيم النازحين الأفضل للانطلاق منه كي نرسل رسالتنا للعالم إزاء ما يحدث لنا من إبادة جماعية، بل وتعدت حدود الإبادة الجماعية".

بدوره قال المخرج وكاتب السيناريو الفلسطيني مصطفي النبيه والذي يشارك في المهرجان بفيلم وثائقي عما يعانيه أهالي القطاع "نتكلم هنا عن 22 فيلما ل22 مخرجا ما بين مخرجين محترفين ومواهب صاعدة، كل منهم قدم تجربته الإنسانية، كالمخرج باسل مقّوس الذي رسم الحرب والسلام في عمله عبر لوحات ذات علاقة بالسلام ورسم الحرب في الوقت ذاته، ضمن مزيج من الحرب والسلام".

مردفا "بالنسبة للفيلم الذي قدمته أنا تحت عنوان قرابين رويت فيه للعالم أننا نحن الشعب الفلسطيني تحول إلى قرابين، فسابقا كان الإنسان جميل يسخَّر قربانا للإله، ونحن اليوم كشعب مميز له حضارته وثقافته فقد تعامل العالم معنا على أننا قرابين".

وعبرت النازحة الفلسطينية باسمة أبو رزق عن سعادتها بحضور فعاليات المهرجان، قائلة "إننا سعداء الآن لوجود أفلام تتكلم عن الحرب، أفلام وثائقية توثق ما يجري لنا، وتُعرض هنا في ساحة الميدان، لكن كل ما يُصنع من أفلام لن يكون قادرا على نقل حقيقة ما يجري في قطاع غزة من نكبات ودمار وتهجير، حيث نقيم الآن في مراكز الإيواء، وعلى الرغم من ذلك نحن سعداء جدا لأنهم ينقلون الصورة على حقيقتها بشأن ما يجري لنا في قطاع غزة".