تونسي يحوّل شغفه بصيد الأفاعي وتربيتها منذ الصغر إلى مورد رزق
(وكالة أنباء العالم العربي) - في منزله ببلديّة نعسان القريبة من تونس العاصمة، يُخرِج صائد الأفاعي التونسي بشير البجاوي بعض الحيّات من صندوق ويلاعبها بلطف دون خوف.
البجاوي، المُغرم بتربية الحيوانات البرية وصيد الثعابين منذ الصغر، قال في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إنه بدأ هواية اصطياد الأفاعي هذه في سن 19 سنة قبل أن يتطوّر الأمر وتتحول إلى مهنة.
ويتنقّل البجاوي (47 عاما) بين الجبال والأودية، متسلحا بملقط حديدي بحثا عن الأفاعي في مخابئها، قبل أن يتقدّم بهدوء وثقة للإمساك بها ووضعها في أكياس من القماش ليبيعها إلى مختبرات الأبحاث العلمية.
وقال "أنا مغرم بالحيوانات البرية ومغرم بصيدها ومغرم بصيد الثعابين منذ أن كان عمري 19 عاما وتطور الأمر إلى أن أصبحت في 2006 صائد أفاعي. أقوم ببيع الثعابين السامة لمعهد باستور للأبحاث لاستخدامها في الأبحاث واستخراج مضاد السم حتى يمكن مداواة من يتعرضون للدغات الأفاعي".
وأشار إلى أن هذا العمل يوفر له عائدا ماديا من حصيلة بيع تلك الثعابين، سواء السامة التي يشتريها المعهد، أو غير السامة التي يُقبل عليها هواة جمع الثعابين لاستعمالها في الديكور.
ويتلقّى البجاوي اتصالات مستمرّة من سكّان محافظات مختلفة لمساعدتهم في التخلّص من الثعابين أو الأفاعي التي قد تتسلّل إلى بيوتهم أو اسطبلات حيواناتهم أو مزارعهم.
وقال "أسعى دائماً إلى تطوير هذه المهنة وأصبحت معروفا لدى الكثير بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي حيث أصبحت أتلقى اتصالات من الكثير من الناس لمساعدتهم للبحث عن ثعابين بالمناطق السكنية وأصبحت أتنقل إلى كامل البلاد وأصبحت هذه مهنتي الأساسية" مشيرا إلى أنّه يُساعد الناس على تجنّب خطر التعرّض للدغات الأفاعي في مقابل حمايتها من القتل لأهميتها في المحافظة على التوازن البيئي، خاصة أنّ هناك عدة أنواع أصبحت مهددة بالانقراض.
ومن خلال عمله الممتد في هذه المهنة، اكتسب البجاوي خبرة كافية في التعامل مع الثعابين والأفاعي السامّة وغير السامة التي تعيش في مناطق مختلفة في أنحاء البلاد؛ ويؤكّد أنه لم يتعرض لأي لدغة منذ أن كان تعامله مع الأفاعي في طور الهواية.
وأصبحت عائلة البجاوي أيضا تمتلك خبرة في التعامل مع الأفاعي، وتفرّق بين السام منها وغير السام.
وقال الرجل إن زوجته تسهر على إطعام الثعابين التي يربّيها في المنزل. كمّا تسرّبت هواية صيد الأفاعي من البجاوي إلى ابنه الأكبر، البالغ من العمر 11 سنة، والذي يرغب في تطوير مهنة والده عبر تلقّي تدريبات على صيد الأفاعي وترويضها.