• شبوة

  • الأحد، ٢١ يوليو ٢٠٢٤ في ١١:٢٤ ص
    آخر تحديث : الأحد، ٢١ يوليو ٢٠٢٤ في ١١:٢٤ ص

تسرب نفطي أمام سواحل شبوة اليمنية يهدد رزق الصيادين في المنطقة

(وكالة أنباء العالم العربي) - اضطر صالح علي الجعش إلى قطع مسافة طويلة بعيدا عن مكانه المعتاد للصيد أمام سواحل مديرية رضوم بمحافظة شبوة في جنوب شرق اليمن بسبب تسرب نفطي أدى إلى تلوث المياه ونفوق كائنات بحرية في المنطقة.

وتعيش سواحل منطقة عين بامعبد في مديرية رضوم كارثة بيئية بعد تسرب كميات كبيرة من النفط الخام على امتداد مئات الأمتار بسبب تهالك أنبوب نفطي يصل بين حقول الإنتاج في منطقة عياذ غرب محافظة شبوة إلى ميناء التصدير بمنطقة النشيمة المطلة على البحر العربي.

وقال الجعش "نحن كصيادين تضررنا بشكل كبير من هذا التسرب. نعيش على رزقنا من الشواطئ في منشأة النشيمة. لنا فترة كبيرة لم نشاهد أي جهة مسؤولة جاءت (لمتابعة الأمر) على أرض الواقع ورؤية هذا الخلل أو تشرح ما يحدث".

وأضاف "نحن كصيادين هذا التسرب ألحق بنا ضررا بشكل كبير جدا مما جعل البقع (النفطية) تظهر في بعض الأسماك كما أدى إلى هجرة بعض الأسماك من محيط النشيمة وجعلة. هذا أجبر الصيادين على قطع مسافات طويلة في ظل غلاء الأسعار والوقود وما شابه ذلك. اضطررنا أن نغادر وأن نقطع مسافات بعيدة عن مساكننا وموطننا".

ويطالب الصيادون بوقفة جادة لمعالجة الآثار الكارثية للتلوث البيئي أمام سواحل شبوة وما لحق بالمنطقة من أضرار في الحياة البحرية وسط مخاوف من مخاطر مستقبلية حال عدم تدارك ومعالجة الأمر سريعا.

وناشد الصياد فارس بامبعاد الجهات المختصة بسرعة التدخل لمعالجة آثار التسرب النفطي ومنع امتداد التلوث إلى أماكن أخرى في البحر الذي يعتبر مصدر رزقه الوحيد هو وأولاده.

وقال بامبعاد بنبرة يغلب عليها الحسرة والألم "هناك أضرار جراء هذا التسرب النفطي. بالتأكيد يؤثر على البحر والصيادين وعلى المشترين وعلى المواطنين أيضا".

وذكر صيادون في المنطقة أن بقعا نفطية تشكلت على سطح الماء قرب سواحل مناطق عين بامعبد وجلعة وبئر علي التي تعتبر موطنا أساسيا للطيور المهاجرة والعديد من الكائنات البحرية.

كما أشار صيادون إلى انتشار رائحة الديزل في المنطقة الساحلية بشكل مفاجئ بينما كانت كتل من النفط الخام تتكدس على الشاطئ إلى جانب الطيور والأسماك النافقة.

وحذر الناشط المجتمعي محمد عابد من خطورة التسرب النفطي وما تسبب فيه من أضرار صحية وبيئية على المدى القريب، واتهم الجهات المختصة بأنها لم تتحرك بسرعة وجدية قبل أن تتفاقم الأزمة.

وقال "ما حدث من تسرب نفطي في سواحل شبوة بمنطقة عين بامعبد هو كارثة بيئية على البيئة البحرية مما ألحق ضررا كبيرا بشريحة الصيادين التي تعتبر أن الصيد هو المصدر الوحيد لرزقها".

وأضاف "من هنا نطالب، نحن أبناء مديرية رضوم ومحافظة شبوة، بتكثيف الوعي ومطالبة الجهات المسؤولة بالإسراع في معالجة هذا التسرب وإصلاح الأمر حتى لا يتسع إلى ضرر أكبر وينتقل إلى أماكن أخرى ويؤثر بشكل أكبر على البيئة البحرية وينزل إلى الشعاب المرجانية وإلى غيرها من الأحياء البحرية".

ويؤثر التسرب النفطي سلبا على إنتاجية المصائد ويؤدي إلى العزوف عن شراء الأسماك خوفا من أخطار التلوث كما يتسبب في توقف الصيد في المناطق الملوثة خوفا من تلف معدات الصيادين الذين يعتمدون بشكل أساسي على مهنتهم في كسب قوتهم اليومي مع تنوع الأحياء البحرية أمام سوحل شبوة.