ستاندرد آند بورز تتوقع نمو قطاع التأمين الإسلامي بالخليج 15–20% في 2024
(وكالة أنباء العالم العربي) - توقعت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيف الائتماني أن ينمو قطاع التأمين الإسلامي في منطقة الخليج بما يتراوح بين 15 إلى 20 بالمئة في 2024، لتتجاوز إيراداته 20 مليار دولار.
وأضافت الوكالة في تقرير اطلعت عليه وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن ذلك يأتي بعد نمو قوي لإيرادات شركات التأمين الإسلامي خلال الفترة بين 2022 – 2023.
وذكرت أن عام 2024 سيكون عاما مربحا آخر للقطاع، مضيفة أن صافي أرباح شركات التأمين الإسلامي في دول الخليج بلغ بالفعل مستوى قياسيا عند مليار دولار تقريبا في العام الماضي بفضل تعديلات في الأسعار وارتفاع عوائد الاستثمار.
وقالت إنه من المتوقع أن تواصل شركات التأمين الإسلامي في دول مجلس التعاون الخليجي الاستفادة من عدة عوامل مواتية على مدى الستة إلى 12 شهرا قادما.
وذكرت أن العوامل المواتية تشمل أوضاعا اقتصادية إيجابية تؤدي إلى زيادة الطلب على التأمين بفضل الاستثمارات الجارية في مشروعات البنية التحتية والنمو السكاني والمبادرات التنظيمية.
لكن ستاندرد آند بورز لفتت إلى أن أرباح هذا القطاع قد تتأثر سلبا خلال 12 إلى 18 شهرا المقبلة من وجهة نظرها نظرا لاشتداد المنافسة وتراجع عوائد الاستثمار الناتجة عن الخفض المتوقع لأسعار الفائدة والمزيد من التقلبات المحتملة في أسواق رأس المال.
وأضافت أن أرباح شركات التأمين الإسلامي قد تتراجع جراء ذلك بشكل حاد في 2025 إذا لم تتمكن من الحفاظ على الانضباط في عمليات تقييم المخاطر للأصول المؤمن عليها.
وأشارت الوكالة في الوقت نفسه إلى تزايد المخاطر الجيوسياسية، وقالت إنه على الرغم من توقعها بان تظل آثار الحرب بين إسرائيل وحماس محصورة في المنطقة، فإنها تلاحظ أن خطر التصعيد الإقليمي آخذ في الارتفاع.
وأضافت "على الرغم من أن هذا ليس التصور الأساسي، فإن التصاعد الإقليمي ربما يضعف ثقة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقا، بما في ذلك منطقة مجلس التعاون الخليجي، ويقلص آفاق النمو، ويؤثر سلبا على محافظ الاستثمار لشركات التأمين في دول الخليج".
وقالت وكالة التصنيف الائتماني إن الاندماج في قطاع التأمين يظل أمرا يتسم بالزخم. وأوضحت أنها بينما تتوقع أن تظل الأوضاع الائتمانية ككل لشركات التأمين الإسلامي مستقرة على مدى 6–12 شهرا قادمة، فإن الاندماج بين تلك الشركات سيظل على الأرجح مسألة مهمة إذ تواصل العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم الإعلان عن أرباح ضعيفة نسبيا.
وأضافت أن نحو خُمس شركات التأمين الإسلامي في السعودية وحوالي الثلث في الإمارات قد اندمجت في السنوات القليلة الماضية.
السعودية تتفوق على بقية الأسواق
من ناحية أخرى، قالت الوكالة إنها تتوقع أن يواصل السوق السعودي للتأمين الإسلامي قيادة النمو في الإيرادات في منطقة الخليج مثلما فعل على مدى العامين الفائتين.
وأضافت أن ذلك يرجع إلى أن السعودية، أكبر سوق للتأمين الإسلامي في المنطقة، تواصل الاستفادة من النمو الاقتصادي الأكثر ارتفاعا. وفي الوقت ذاته، تمضي السلطات قدما في خفض عدد المركبات غير المؤمن عليها واستحدثت تغطيات إلزامية للتأمين الصحي، ما تمخض عن ذلك طلب إضافي على التأمين ودخل من الأقساط.
باقي الأسواق
وقالت الوكالة إن إيرادات شركات التأمين في دول الخليج بخلاف السعودية انخفضت إجمالا ثلاثة بالمئة تقريبا في 2023 مضيفة أن السبب الرئيسي لذلك هو تراجع الدخل من الأقساط التأمينية في الإمارات ثاني أكبر سوق للتكافل في الخليج وذلك جراء الاندماج في القطاع وضغوط على أسعار التأمين أثرت على قطاع التأمين على السيارات وغيره.
لكن ستاندرد آند بورز قالت إنه على الرغم من ذلك، فإنها تتوقع أن ينمو قطاع التكافل في الإمارات 15 – 20 بالمئة في 2024، إذ زادت أسعار التأمين على السيارات بشكل كبير على مدى الاثني عشر شهرا المنصرمة خاصة عقب الفيضانات الكبيرة التي شهدتها دبي وأجزاء أخرى من الإمارات في وقت سابق من العام الجاري.
في الوقت ذاته تتوقع الوكالة أن تعلن شركات التأمين الإسلامي في البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر عن معدلات نمو أكثر تواضعا بنسبة تتراوح بين خمسة وعشرة بالمئة.
النصف الأول
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز إن نتائج شركات التأمين الإسلامي في النصف الأول من العام تشير إلى أن صافي الربح قد يتحسن بشكل أكبر هذا العام، بعد أن أعلنت الشركات عن نتائج قياسية في 2023.
وأضافت أن صافي الربح المجمع للقطاع زاد إلى نحو 967 مليون دولار في 2023 من نحو 100 مليون دولار في 2022. وذكرت أن التحسن كان مدفوعا بشكل أساسي بالسوق السعودية، التي تحسنت فيها نتائج أنشطة التأمين وزاد الدخل من الاستثمار إلى حوالي 690 مليون دولار في 2023، من نحو 345 مليون دولار في 2022 مما ساهم بشكل كبير في إجمالي الأرباح.
كما أشارت ستاندرد آند بورز انها لاحظت وللمرة الأولى أن جميع شركات التأمين المدرجة السعودية البالغ عددها 25 أعلنت عن تحقيق صافي ربح في 2023 وذلك بعد عامين صعبين في 2022 و2021 حين اعلن ما يزيد عن نصف شركات التأمين السعودية عن تكبد خسارة صافية.
لكن الوكالة قالت إن الإيرادات وصافي الأرباح لم يتوزعا بالتساوي في أنحاء القطاع. وأوضحت أن أكبر خمس شركات من بين 25 شركة مدرجة في السعودية حققت نحو 73 بالمئة من إجمالي إيرادات التأمين في 2024 ارتفاعا من 69 بالمئة في 2022.
وتهيمن أكبر شركتين للتأمين في السعودة وهما شركة التعاونية لخدمات التأمين وبوبا على حصة سوقية إجمالية بنحو 55 بالمئة في 2023.
وأضافت أن تركز الأرباح يتسم بنهج مماثل، إذ حققت أكبر خمس شركات نحو 81 بالمئة من إجمالي الأرباح في السعودية في 2023.
السوق القطرية
وذكرت وكالة التصنيف الائتماني أنه على غرار السنوات الماضية، كان سوق التأمين التكافلي في قطر هو الأكثر ربحية في نتائج أنشطة التأمين في منطقة الخليج في 2023. وبلغ متوسط المعدل المجمع (للخسارة والتكاليف) ما يقل عن 80 بالمئة في 2023. وكلما انخفض هذا المعدل المجمع فإنه يشير إلى ارتفاع ربحية نشاط التأمين.
وفي السعودية، تحسن المعدل المجمع إلى نحو 95 بالمئة في 2023 مقارنة مع ما يزيد عن 100 بالمئة في 2022، حين تكبد ما يزيد عن ثلثي شركات التأمين خسائر في أنشطة التأمين.
وعلى الرغم من أن السوق السعودية أعلنت عن زيادة في صافي الربح إلى نحو 588 مليون دولار في النصف الأول من 2024 من نحو 450 مليون دولار تقريبا خلال نفس الفترة من 2023 إلا أن 14 من 45 شركة تأمين سعودية مدرجة سجلت انخفاضا في أنشطة التأمين والأرباح في منتصف 2024 مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي مما يشير إلى تزايد المنافسة.
مخاطر جيوسياسية
من ناحية أخرى، قالت ستاندرد آند بورز إن التصعيد الإقليمي للحرب بين إسرائيل وحماس قد يسبب اضطرابا في كامل منطقة الخليج اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وحتى في أنظمتها المصرفية، مضيفة أن ذلك إضافة إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي يمكن أن يقوض نمو الإيرادات ويزيد تقلبات الاستثمارات لشركات التأمين الخليجية التقليدية والإسلامية على حد سواء.
وقالت إنها ترى أن من شأن صراع ممتد، وهو ليس تصورها الأساسي، أن تكون له تداعيات واضحة على قيم الأصول وعوائد الاستثمار، مشيرة إلى أنه في مثل هذا السيناريو، تتوقع أن تتعرض تصنيفاتها لضغوط فيما يتعلق بشركات التأمين التقليدية والإسلامية ذات رأس المال الأقل وشركات التأمين المنكشفة بشكل ملموس على الأسهم والأصول الأخرى عالية المخاطر.
المنافسة
وأضافت أن المنافسة القوية وتزايد المطالب التنظيمية قد أديا بالفعل إلى العديد من الاندماجات مع توقع حدوث المزيد في المستقبل.
وقالت إن الاندماج أمر شائع بشكل خاص بين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في السعودية والإمارات، لافتة إلى أنه خلال السنوات الخمسة إلى الستة الفائتة، تقلص عدد شركات التأمين السعودية المدرجة بحوالي 20 بالمئة إلى 27 شركة من 34 شركة.
وتتوقع ستاندرد آند بورز غلوبال أن تستمر الاندماجات وبالأخص في السعودية والإمارات والكويت في ظل أن العديد من شركات التأمين الإسلامية لا تزال عاجزة عن الوفاء بمتطلبات رأس المال الخاصة بالملاءة المالية.