سكان بورتسودان يلجؤون إلى "السقا" وحفر آبار في منازلهم لمواجهة نقص المياه الصالحة للشرب
المصدر: AWP - بائع على عربة يجرها حمار تحمل مياها صالحة للشرب إلى سكان مدينة بورتسودان في ولاية البحر الحمر بالسودان (29 أكتوبر تشرين الأول 2023)
  • بورتسودان

  • الثلاثاء، ٣١ أكتوبر ٢٠٢٣ في ١٠:٠٣ ص
    آخر تحديث : الأربعاء، ١ نوفمبر ٢٠٢٣ في ٨:١٢ ص

سكان بورتسودان يلجؤون إلى "السقا" وحفر آبار في منازلهم لمواجهة نقص المياه الصالحة للشرب

(وكالة أنباء العالم العربي) - يكابد سكان مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في شرق السودان مشقة كبيرة في الحصول على مياه الشرب، ويعتمدون أساسا على مياه محطات التحلية التي تصل غالبا عبر شاحنات أو براميل محمولة على عربات تجرها الحمير، خاصة في الأحياء الشعبية على أطراف المدينة.

ولا تغطي شبكات المياه العمومية معظم أحياء المدينة التابعة لمحافظة البحر الأحمر، والتي استقبلت أعدادا كبيرة من الفارين من الحرب المستعرة في الخرطوم منذ أكثر من ستة أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الأمر الذي زاد من الضغط على موارد المدينة بما في ذلك المياه الصالحة للشرب.

وبعد اندلاع الصراع في منتصف أبريل نيسان، نقلت معظم المؤسسات الحكومية وعلى رأسها مجلس السيادة السوداني أنشطتها مؤقتا إلى بورتسودان، بعد أن تحولت الخرطوم إلى ساحة معارك وتعرضت البنية التحتية للتدمير جراء القصف المدفعي والضربات الجوية.

تقول مريم موسى، وهي ربة منزل في بورتسودان، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن أسرتها تعتمد بشكل أساسي على شراء مياه الشرب من أصحاب العربات التي تجرها الدواب، أو من يسميهم السكان المحليون (السقا) الذين يجوبون الأحياء لبيع المياه للمواطنين.

وتشكو مريم من التكلفة الباهظة لأسعار المياه التي تضغط على ميزانية الأسرة، قائلة "مياه الشرب غالية شديد (جدا). نشتري يوميا برميل مياه بثلاثة آلاف جنيه (خمسة دولارات تقريبا)، وهو مبلغ كبير ويضغط على مصروفات البيت".

وقال أحد سكان المدينة ويدعى سعيد يوسف "موضوع المياه استراتيجي وحيوي ويشغل جميع سكان الولاية"، مشيرا إلى أن واحدة من مشاكل بورتسودان أن المياه تصلها من مصادر الآبار الرئيسية التي تغذي سد أربعات في شمال غرب المدينة والتي تضم 38 بئرا، أكثر من نصفها معطل.

ويبعد سد أربعات حوالي 35 كيلومترا شمال غربي بورتسودان، ويعد حوض خور أربعات المصدر الرئيسي لإمدادات المياه الصالحة للشرب للمدينة البالغ تعداد سكانها 517 ألف نسمة تقريبا.

وأوضح يوسف قائلا إن أزمة المياه جعلت الناس يلجؤون إلى حفر آبار في منازلهم، لكنها تجلب مياها مالحة. وأضاف "أنا في بيتي حفرت بئرا نستخدمها للوضوء والحمام ونظافة البيت... لكن بالنسبة للشرب وغسل الملابس نشتري (مياه عذبة)".

وأكد سعيد أن "هناك مشكلة كبيرة جدا" في مصادر المياه الموجودة، في الوقت الذي تتأثر فيها الآبار بكميات الأمطار ""فكلما قل هطول الأمطار قلت مياه الآبار".

ومن بين الحلول التي اقترحتها الحكومة، وفقا ليوسف، تحلية مياه البحر الأحمر لتغذي المدينة بأكملها، أو توصيل خط مياه إليها من نهر النيل في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل التي تبعد 492 كيلومترا عن بورتسودان.

ويرى سعيد أن هذه المقترحات يمكن أن تحل مشاكل مياه بورتسودان "لكن للأسف كلها وعود تصطدم بحائط التمويل".

* حلول متوسطة المدى

أكد مدير هيئة مياه ولاية البحر الأحمر عمر عيسى أن الولاية تحتاج إلى مزيد من محطات التحلية لسد العجز الذي تعاني منه في المياه الصالحة للشرب، واعتبرها حلولا متوسطة المدى في الوقت الحالي.

وقال عيسى لوكالة أنباء العالم العربي إن ولاية البحر الأحمر تعرضت لضغط كبير بسبب استقبالها عددا كبيرا من النازحين من العاصمة بسبب الحرب، الأمر الذي "ضغط على جميع مواردنا في الولاية بما فيها المياه النقية".

في غضون ذلك، ذكرت دراسة أعدها المدير السابق لهيئة مياه البحر الأحمر مبارك فتح الرحمن أن "ولاية البحر الأحمر ذات مصادر مياه قليلة مقارنة بولايات السودان الأخرى وذلك بسبب الطبيعة الجيولوجية للولاية".

وكشفت الدراسة التي اطلعت عليها وكالة أنباء العالم العربي أن محطات التحلية في ولاية البحر الأحمر وعددها عشر تعاني عجزا في مصادر المياه النقية بنسبة تفوق 50 في المئة.

وأوصت بصيانة وتأهيل مصادر المياه التي تغذي محطة أربعات وصيانة محطات التحلية وإنشاء محطات جديدة، فضلا عن استخدام مياه الآبار المالحة للأغراض الأخرى مع ضمان سلامتها من الناحية العضوية. كما شددت الدراسة على ضرورة إيجاد طريقة لتوصيل مياه النيل إلى ولاية البحر الأحمر.

وحذرت من أن عدم توافر المياه النقية يزيد من انتشار الأمراض مثل الملاريا والحساسية، فضلا عن غياب الطرق السليمة للتخلص من الفضلات لعدم توفر المياه.

(الدولار يساوي 733 جنيها سودانيا في السوق الرسمية)

(الدولار يساوي 1000 جنيه سوداني في السوق الموازية)