• حلب

  • الثلاثاء، ٦ أغسطس ٢٠٢٤ في ١٢:٥٨ م
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٦ أغسطس ٢٠٢٤ في ١:٠١ م

صابون الغار الحلبي.. صناعة صامدة منذ مئات السنين بطريقتها التقليدية في المدينة السورية

(وكالة أنباء العالم العربي) - تُعد صناعة صابون الغار إحدى أقدم الصناعات في مدينة حلب السورية، وهي صناعة حافظت على طريقتها التقليدية التي تعود إلى مئات السنين، على الرغم من التطور الكبير الذي شهدته الصناعات المختلفة، فضلا عن أنها تلقى رواجا كبيرا بفضل مكوناتها الطبيعية، حيث تُصنع من زيت الزيتون والغار.

ويقول هشام جبيلي، وهو صاحب مصبنة (مصنع لإنتاج الصابون) في حلب: إن صناعة صابون الغار الحلبي تعود إلى ما قبل نحو 2000 عام، وإن طريقتها التقليدية التي كانت تتبع قبل نحو 800 سنة عام ما زالت كما هي.

ويوضح أن وجود شجرة الزيتون وشجرة الغار في الريف السوري وحول حلب هو ما جعل هذه الصناعة تظهر في حلب، إضافة إلى الطقس، الذي يعتبر جافا.

يضيف: "الطقس في الشتاء يكون باردا وجافا، الأمر الذي يُساعد في تصلب الصابون المصنوع من زيوت طرية، إذ إن زيت الزيتون يعتبر زيتا طريا. أما في الصيف، يكون الطقس حارا وجافا، وهو الأمر الذي يساعد على جفاف الصابون وتحوله من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر، وهو ما يُعرف بعملية الأكسدة".

وصناعة صابون الغار الحلبي هي صناعة موسمية، تمتد لثلاثة أشهر في السنة فقط - بين شهر نوفمبر تشرين الثاني وفبراير شباط - حيث يكون الطقس باردا ويكون زيت الزيتون "حديث العصر ودسما" بحسب وصف جبيلي.

وتبدأ أولى مراحل تصنيع صابون الغار الحلبي بتلقي الزيتون وسكبه داخل وعاء كبير، ثم إضافة الماء وزيت الغار، حيث تطهى هذه الخلطة بعد ذلك لمدة تتراوح بين اليومين والثلاثة أيام حتى تكتسب القوام المطلوب. بعد ذلك، يتم صب هذا المزيج على بُسط على الأرض، حيث يترك في برودة الليل ليجف ويكتسب قواما صلبا، وعند هذه المرحلة يُقطّع ويُختم.

لكن بتقطيع صابون الغار الحلبي لا يكون إنتاجه قد اكتمل بعد، إذ يتعين بعد ذلك ترتيبه في مكان جاف بطريقة تسمح بتخلل الهواء إليه حتى يجف تماما، وتمت عملية تجفيف الصابون هذه إلى نحو ثمانية أشهر، حتى بدء دورة صناعة جديدة في أغسطس آب من العام التالي.

ولأنه يتكون من زيت الزيتون وزيت الغار، يقبل عليه الناس باعتباره منتجا طبيعيا لا يحتوي على أي مواد كيميائية، سواء أصباغ أو معطرات، حيث يكون زيت الغار هو مصدر رائحة الصابون الزكية، وزيت الزيتون مصدر اللون.

ويقول جهاد وسوف، وهو أحد زبائن محل لبيع الصابون في مدينة حلب، "نختار صابون الغار لشهرته ولاستخدامه في تنظيف البشرة والشعر؛ وتُعتبر حلب مدينة معروفة بصناعة صابون الغار منذ القدم".

أما يوسف صباغ، صاحب المحل، فيقول إن هناك الكثير من أنواع صابون الغار، وإن الصابون الحلبي التقليدي هو الأشهر عبر مئات السنين داخل سوريا وخارجها، موضحا أنه "كلما كانت القطعة أقدم كلما ارتفعت جودتها".

أضاف: "تختلف نسبة زيت الغار حيث تُقاس بنسبة أربعة في المئة للبرميل الى أربعة في المئة لكل ثمانية براميل".