قيادي في حماس لـAWP: الحركة لا تريد التفرد في إدارة حكم غزة
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوسف حمدان
  • لندن

  • الثلاثاء، ٢٣ يوليو ٢٠٢٤ في ٤:٣٦ م
    آخر تحديث : الأربعاء، ٢٤ يوليو ٢٠٢٤ في ٨:١٢ ص

قيادي في حماس لـAWP: الحركة لا تريد التفرد في إدارة حكم غزة

(وكالة أنباء العالم العربي) - قال يوسف حمدان، ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الجزائر، إن الإعلان الذي وقعته الحركة مع حركة فتح في بكين يوم الثلاثاء محطة مهمة وثمرة لسلسلة لقاءات ومبادرات للمصالحة الوطنية، مؤكدا أن حماس لا ترغب في "التفرد في إدارة الحكم بقطاع غزة".

وقالت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء إن الفصائل الفلسطينية ومنها حماس وفتح وقعت إعلانا يتضمن تشكيل حكومة توافق وطني.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن ممثلي 14 فصيلا فلسطينيا اتفقوا في ختام جولة حوار في بكين على "توحيد الموقف الفلسطيني في إطار منظمة التحرير لمواجهة حرب الإبادة الجماعية والعدوان الاسرائيلي وإنهاء الانقسام بما يحقق طموحات شعبنا في الوحدة والحرية والاستقلال الوطني".

وأبلغ حمدان وكالة أنباء العالم العربي (AWP) "الاتفاق جاء لإفشال كل محاولات فرض أي إرادة سياسية خارجية على شعبنا الفلسطيني. الاتفاق نص على موقف الحركة من مرحلة ما بعد (الحرب في غزة)... ونص على أن ذلك شأن فلسطيني داخلي وأن الحركة ليست معنية بالتفرد في إدارة الحكم في غزة، وأن غزة ستبقى جزءا من الوطن الفلسطيني وإدارتها تأتي في إطار توافق وطني فلسطيني".

وأضاف حمدان "أهم نقطة يمكن التوقف عندها في هذا الاتفاق هو أن المدخل لتمتين الموقف الفلسطيني وإعادة اللحمة الفلسطينية من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تتولى إعادة الإعمار وإدارة شؤون الحكم في غزة والضفة والقدس وتمهد للانتخابات العامة".

وبدأ الانقسام بين الحركتين الفلسطينيتين عندما سيطرت حماس على قطاع غزة في 2007 بعد أن طردت فتح من القطاع عقب مواجهة مسلحة سريعة، وذلك بعد عام واحد من فوز حماس على فتح في انتخابات برلمانية.

ولم تسفر محاولات سابقة من مصر والجزائر ودول عربية أخرى في الوصول لاتفاق مصالحة يمكن أن يفضي إلى إدارة موحدة للضفة الغربية المحتلة، التي تتمتع فيها السلطة الفلسطينية بحكم ذاتي، وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.

وقال حسام بدران، رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حماس وعضو المكتب السياسي للحركة، اليوم الثلاثاء إن تشكيل حكومة توافق وطني هو الحل "الأمثل والأنسب" للوضع الفلسطيني بعد الحرب.

وتشن إسرائيل حربا شعواء على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول سعيا للقضاء على حماس التي شنت هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل تقول السلطات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 وأسر ما يزيد على 250 رهينة. وأودت الحرب الإسرائيلية بحياة ما يزيد على 39 ألف فلسطيني في غزة وتسببت في ظروف إنسانية مروعة.

وأظهرت الصور التي بثها الإعلام الصيني لاجتماع الفصائل الفلسطينية حضور نائب رئيس حركة فتح محمود العالول وعضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق.

وفي وقت لاحق، قال محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية لوكالة أنباء العالم العربي إن مخرجات اجتماع الفصائل الفلسطينية في بكين لا تنهي الانقسام ولا تلبي طموح الشارع الفلسطيني في طي هذه الصفحة إلى الأبد، مؤكدا أن ما جاء في بيان الفصائل الفلسطينية هو تكرار لما تم الاتفاق عليه سابقا في موسكو والجزائر وغيرها من المدن التي احتضنت اتفاقات مصالحة.

لكن ممثل حماس في الجزائر يعتقد أن اتفاق الثلاثاء أسس وبني على حوارات سابقة بما يعطيه عوامل للنجاح.

ومضى حمدان قائلا "نحن نعتقد أن هذا الاتفاق اليوم أسس وبني على حوارات سابقة جرت بين الفصائل الفلسطينية في الجزائر وفي القاهرة أيضا عام 2011، ويأتي في سياق زمني تاريخي مهم من معركتنا تجاه الاحتلال في غزة على وجه الخصوص، وأيضا في الضفة الغربية والقدس... وهو رد عملي على قرار الكنيست بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية".

وردا على سؤال عن التحديات التي يمكن أن تواجهها الحكومة المؤقتة المنشودة، قال حمدان "ما زال أمامنا تحديات كبيرة في هذا المشوار لا سيما في التطبيق العملي لما اتفقت عليه الفصائل في بكين.

"تجاربنا في الجزائر وفي غيرها من العواصم تؤكد أن الإدارة الأميركية والاحتلال يتدخلون لإفشال وتعطيل ما نتفق عليه عند استحقاق التنفيذ، لذلك لو لاحظنا في نص الاتفاق الإشارة إلى أهمية الانفكاك عن الهيمنة الأميركية المنفردة والمنحازة للاحتلال، وبالتالي لدينا تحديات كثيرة تتعلق بالتنفيذ سواء على مستوى الانطلاق باجتماعات الإطار الوطني أو مشاورات تشكيل الحكومة".

وتحدث حمدان عن طبيعة عمل الحكومة المؤقتة المفترض أن يتمخض عنها إعلان بكين، وقال "الاتفاق يتحدث عن حكومة وطنية مؤقتة، بمعنى أن لديها مهمة زمنية محددة و مهام إجرائية تقوم بها (في) إدارة شؤون الحكم في هذه المرحلة في غزة والقدس والضفة، وتولي إعادة الإعمار في قطاع غزة وتوحيد المؤسسات الفلسطينية والتمهيد والإشراف على الانتخابات العامة".

وتابع قائلا "الوصول لتشكيل الحكومة بكل الأحوال سيكون بتوافق فلسطيني، وأيضا هو ما كانت قد ذهبت إليه الحركة من أنه المدخل الأنسب للوحدة الوطنية. واليوم الفصائل المجتمعة في بكين تبنت هذا الموقف، وبكل تأكيد سيكون هناك خطوات تتعلق بالمشاورات و(بالتوقيت الزمني) لتنفيذ هذا الاتفاق".

وسئل حمدان عن الواقع الميداني في قطاع غزة حاليا وتأثير ذلك على تشكيل حكومة توافق وطني، فقال "لا شك أن هذا الاتفاق جاء في إطار هذه المعركة... وصمود شعبنا الفلسطيني أمام محاولات تهجيره وما ارتكب في حقه.

"هو محطة مهمة في مسار الجبهة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال. نحن نتحدث عن مسار لتمتين هذه الجبهة في الوقت الذي تجري فيه هذه المعركة على الأرض ويخوض شعبنا الفلسطيني معركة صمود في وجه محاولات التهجير القسري... وشطب القضية الفلسطينية دوليا ومحاولة فرض مسار التطبيع على المجموعة العربية".

وأضاف "لذلك نحن نعتقد أن هذه المحطة في تاريخ مسار الحوار الفلسطيني... يجب ألا (تصرف) الأنظار عما يجري على الأرض".

وشدد حمدان على مرونة حماس في المفاوضات القائمة حاليا مع إسرائيل من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، على الرغم من استمرار القتال.

وقال ممثل حماس في الجزائر "في نفس الوقت تبدي الحركة مرونة في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار من أجل الوصول لاتفاق يوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني... هذا مسار يأتي بالتوازي مع هذه المسارات التي ذكرت سابقا.

"مهم جدا أن نكون كفلسطينيين لدينا رؤية واحدة تجاه المعركة وتجاه تثمين تضحيات شعبنا وصمود شعبنا... وأن كل محاولات شطب القضية الفلسطينية وفرض مسار التطبيع على المجموعة العربية كلها لن تفلح في فرض واقع يتعلق بالقضية الفلسطينية".

وأكد حمدان أن مسار المفاوضات مع إسرائيل يأتي بجانب مسار المصالحة واتخاذ موقف موحد ضد إسرائيل.

ومضى القيادي في حماس يقول "نعتقد أن هذا المسار أيضا له أهمية خاصة فيما يتعلق بالمسار التفاوضي، لأن الاحتلال بالتوازي مع حديثه عن وفد يذهب إلى الدوحة ووفد يذهب إلى القاهرة (من أجل مفاوضات وقف إطلاق النار)، يقوم الكنيست بالمصادقة على قرار يمنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم.

"وبالتالي لا بد من أن يكون هناك موقف فلسطيني موحد، ونحن دعونا إلى سحب اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالاحتلال ونعتقد أنه آن الأوان لمراجعة كل العلاقة مع هذا الاحتلال على قاعدة حق الشعب الفلسطيني في المقاومة... وبالتالي هذا المسار من شأنه أن يخدم جهود الوصول لاتفاق وتمكين الموقف الفلسطيني".