قيادي بالجماعة الإسلامية في لبنان لـAWP: التنسيق قائم مع حزب الله وحماس على كافة المستويات
(وكالة أنباء العالم العربي) - قال بسام حمود، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان، إن هناك تنسيقا وتواصلا مع جماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على كافة المستويات السياسية والعسكرية، مضيفا أن قوات الجماعة "موجودة في الميدان".
وقال حمود لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن الجماعة الإسلامية وحركة حماس "يتبنيان نفس الفكر والمنهج، ولكن لكل منهما خصوصيته بما يعني القضايا الداخلية إن كان على المستوى اللبناني أو الفلسطيني، أما بما يعني القضية الفلسطينية والتي هي قضية الأمة فطبعا هنالك تنسيق وتعاون مع حماس ومع غيرها من الفصائل الفلسطينية".
وفيما يتعلق بالعلاقة مع حزب الله، قال حمود "نحن الآن في حالة حرب مع عدو مجرم، وهذا يتطلب رص الصفوف وتوحيد الموقف والتنسيق في الميدان تجاه هذا العدوان، أما القضايا السياسية الداخلية وموقف الجماعة الإسلامية منها فلا يزال كما عبّرت عنه سابقا".
ومنذ أكتوبر تشرين الأول 2023، اغتالت إسرائيل مسؤولين في الجماعة الإسلامية، من بينهم محمد بشاشة ومحمود شاهين خلال عملية استهداف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري بالضاحية الجنوبية لبيروت.
كما تم استهداف عدد من المسؤولين أثناء تنقلهم بسياراتهم، كان آخرهم محمد حامد جبارة المسؤول في "قوات الفجر"، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، والذي قُتل الأسبوع الماضي في استهداف سيارته على طريق بلدة غزة في منطقة البقاع بشرق لبنان.
ويشهد جنوب لبنان منذ أكتوبر تشرين الأول 2023، مناوشات عسكرية بين جماعة حزب الله وإسرائيل. وأعلنت الجماعة الإسلامية عن مشاركتها بإطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه مواقع إسرائيلية.
وقال حمود إن قوات الفجر "موجودة في الميدان وتقوم بواجبها".
وأضاف أن مشاركة الجماعة "في التصدي للعدوان الصهيوني على لبنان ومساندتها لأهلنا في غزة لها أثر كبير لدى الشعب اللبناني الذي يؤيد بطبيعته القضية الفلسطينية، وهذا بطبيعة الحال انعكس بشكل إيجابي على حضور الجماعة وتفاعل المجتمع معها، ولعل تشييع شهدائنا يعكس إلى حدٍ كبير شكلا من أشكال هذا الحجم من التفاعل".
المواقف السياسية
وخلال السنوات الماضية، حصل تباعد بين حزب الله والجماعة الإسلامية، بسبب اختلاف المواقف السياسية بينهما داخليا وخارجيا، بما يشمل مشاركة حزب الله في الحرب بسوريا وموقف الجماعة المعارض لها.
والتقى أمين عام حزب الله حسن نصر الله والأمين العام للجماعة الإسلامية محمد طقوش الأسبوع الماضي، وقال بيان مشترك عن اللقاء إنه "جرى خلاله التداول في التطورات السياسية والأمنية في لبنان وفلسطين، والتأكيد على أهمية التعاون بين قوى المقاومة في معركة الإسناد للمقاومة الباسلة في غزّة وأهلها الصامدين الشرفاء".
وقال حمود "الجماعة الإسلامية حزب لبناني ذو خلفية إسلامية تأسس عام 1964، وهو موجود في كل المحافظات اللبنانية ضمن بيئته السنيّة، وله حضوره السياسي والاعلامي، فضلاً عن مؤسساته الطبيّة والتربويّة والكشفيّة وجمعياته الخيريّة والطلابية، وله علاقات جيدة مع مختلف الطيف اللبناني".
وأضاف أن الجماعة "حرصت طوال الفترة الماضية في عز الأزمة السياسية اللبنانية على النأي بنفسها عن سياسية المحاور الداخلية والخارجية انسجامًا مع رؤيتها السياسية، واحتفظت لنفسها بهامش من الحركة يساعدها على التواصل مع جميع الفرقاء. أما بما يعني العمل المقاوم، الذي هو من صلب عقيدتها ورؤيتها السياسية، فهي تنسق مع جميع المقاومين ومن ضمنهم حزب الله".
وأوضح "الجماعة حزب لبناني وترفض أي علاقة مع أي طرف خارجي، ودعمها ذاتي ومن المناصرين والمؤيدين لنهج المقاومة وهم كثر".
ويمثل الجماعة الإسلامية في مجلس النواب، النائب عماد الحوت، الذي نجح في الانتخابات النيابية عام 2022 بعد ترشحه عن مدينة بيروت.
ويرى حمود أن من الطبيعي لأي حزب سياسي أن يسعى لتثبيت حضوره في كل المراكز والمؤسسات السياسية من خلال مشاركته في الشأن العام وخدماته التي يقدمها للمجتمع، مضيفا أن الجماعة تسعى لذلك شأنها شأن كافة الأحزاب الأخرى.
وأوضح قائلا "نحن من دعاة الشراكة في المرجعية السنيّة والوطنية ونرفض سياسة التفرد. أما موضوع الحضور في المجلس النيابي فهو مرهون بالقانون الانتخابي وبالتحالفات الانتخابية في حينها".
حرب غزة
وفيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قال نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان إن الجماعة تعتبر أن "الدفاع عن لبنان ومساندة غزة وشعبها هو واجب شرعي ووطني وإنساني وأخلاقي، تحتمه رؤيتها الوطنية والسياسية والاستراتيجية لمصلحة لبنان ومصلحة المنطقة".
واعتبر حمود أنه "لولا الدعم الأميركي الأوروبي المباشر (لإسرائيل) لكانت الأمور منتهية منذ أشهر".
وتابع قائلا إن هناك عدة أسباب لإطالة أمد الحرب على غزة "ومن ضمنها الفشل الصهيوني في تحقيق أي من الأهداف التي أعلنها بداية المعركة، وخوف (بنيامين) نتنياهو من اليوم الثاني لتوقف الحرب، ومسألة الانتخابات الأميركية".
وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وجماعة حزب الله وفصائل مسلحة أخرى في لبنان من جهة أخرى في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.