نقص أدوات النظافة ينذر بكارثة صحية في قطاع غزة المنكوب
(وكالة أنباء العالم العربي) - أضاف منع إسرائيل دخول كافة السلع إلى قطاع غزة منذ حوالي شهرين، وعلى رأسها أدوات النظافة، المزيد من المعاناة على ما يقرب من مليوني نازح فلسطيني في القطاع الذي تحول أغلبه إلى ركام في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف.
وتشهد الأسواق في جنوب قطاع غزة شحا في مواد التنظيف المحلية والمستوردة، مع ارتفاع في أسعارها في ظل انعدام المواد الخام التي تستخدم في تصنيعها.
وقالت تهاني العبادلة، النازحة من منطقة القرارة في شرق خان يونس، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "مع انعدام مواد التنظيف الأصلية التي تدخل إلى الأسواق، ألجأ إلى استخدام المنظفات المحلية التي نضطر لدفع المال لشرائها على الرغم من ضعف النتائج وانعدام البدائل".
وأضافت "قبل يومين اشتريت زجاجة معبأة بسائل أزرق اللون بسعر مرتفع وأقوم باستخدامها في الاستحمام وغسل الأطباق وتنظيف ملابس الأطفال المليئة بالطين والرمال نتيجة نصب الخيام على الأرض (لكن) من دون الحصول على نتيجة".
ويلجأ العديد من أصحاب متاجر أدوات النظافة إلى صناعة وإنتاج المنظفات بمواد محلية مع استمرار إسرائيل إغلاق كافة المعابر التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي.
ويقول رامز العمصي (29 عاما) الذي يفترش الأرض في منطقة مواصي خان يونس ويبيع منظفات محلية وأجنبية "البضاعة التي أفترشها نحصل عليها من المساعدات الإنسانية التي دخلت قبل فترة إلى المواطنين واضطروا لبيعها من أجل توفير الطعام والشراب لأطفالهم".
وأضاف العمصي الذي كان يعمل محاسبا في مدرسة بشمال قطاع غزة قبل الحرب "الجزء الآخر إما نقوم بشرائه من تجار قاموا بصناعة المنظفات بمواد محلية وبيعها لنا بأسعار مرتفعة حتى تصل إلى يد المستهلك بأسعار فلكية، أو من تجار استطاعوا إدخالها من الشمال عن طريق نازحين جاؤوا قبل فترة نحو جنوب قطاع غزة".
وتسببت الظروف المروعة التي يعانيها أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة بعد عشرة أشهر من الحرب الإسرائيلية المستعرة في رصد فيروس شلل الأطفال مجددا في القطاع، بحسب ما أكده المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أمس الأربعاء، محذرا من أن الأطفال في القطاع قد يصابون بالمرض قريبا إذا لم تتخذ تدابير وقائية بسرعة.
وقد يؤدي غياب أدوات النظافة إلى الإصابة بأمراض أخرى كذلك.
وقال يوسف أبو شعبان، النازح من منطقة الرمال في شمال قطاع غزة، إن أطفاله الثلاثة يعانون أمراضا جلدية، وظهرت بثور على أجسادهم في ظل انعدام النظافة الشخصية.
وأضاف أبو شعبان "أصيبت أجساد أطفالي بحساسية شديدة، وأمراض جلدية ظاهرة متمثلة في بثور كبيرة جدا نتيجة انعدام النظافة الشخصية، فالماء وحده وإن استطعنا توفيره لا يؤدي الغرض اللازم مع غياب مواد التنظيف الأساسية والارتفاع الكبير في أسعارها".
وتابع قائلا "كفاءة المنظفات المحلية في الأسواق ضعيفة جدا وكنا نضطر إلى شرائها في بادئ الأمر، لكن حتى المنظفات المحلية ارتفعت أسعارها بشكل جنوني... وأصبحنا نعتمد فقط على الماء في التنظيف أو مياه البحر".
وأصيبت هالة حمد من مدينة بيت حانون في شمال قطاع غزة بعدوى جلدية في يديها بسبب ما قالت إنها أدوات نظافة لا تخضع لرقابة عند تصنيعها في متاجر منتشرة في أسواق جنوب قطاع غزة.
وقالت هالة لوكالة أنباء العالم العربي "بعد ثلاثة أشهر متتالية من استخدام منظفات غسل الأطباق والملابس المصنعة محليا، بدأت التقرحات في الظهور على يدي وتمتد مع مرور الوقت والحرارة".
وأضافت "تطورت مع مرور الوقت لتخرج على شكل فقاعات حمراء اللون وأصبحت لا أستطيع استخدام الماء"، مشيرة إلى أنها لجأت مع زوجها إلى قص شعر أطفالهما خشية انتشار القمل.
وقال الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب إن القرار الإسرائيلي بمنع دخول أدوات النظافة "يُراد من خلاله التضييق على الوضع الإنساني في قطاع غزة، أما على المستوى الاقتصادي فالقطاع يعيش أوضاعا (صعبة) والقدرة التجارية والإنتاجية متهالكة في ظل الحرب".
وأضاف "هذه الأمور مجتمعة ستزيد من صعوبات الوضع التجاري والاقتصادي وقدرة القطاع التجاري على توفير مستلزمات الحياة اليومية للأسر الفلسطينية، وسيشكل أيضا المزيد من الضغوط على الأسر".