موسم البلدة في المكلا يجتذب اليمنيين هربا من قسوة الحرب وحرارة الصيف
زوار موسم البلدة في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت اليمنية يحتشدون على ساحل بحر العرب للاستمتاع بالمياه الباردة في أشد فترات السنة حرارة (17 يوليو تموز 2024)
  • المكلا

  • الجمعة، ١٩ يوليو ٢٠٢٤ في ٥:٠٦ م
    آخر تحديث : الأحد، ٢١ يوليو ٢٠٢٤ في ١١:٣١ ص

موسم البلدة في المكلا يجتذب اليمنيين هربا من قسوة الحرب وحرارة الصيف

(وكالة أنباء العالم العربي) - من بين مئات الزوار على شاطئ المكلا الرملي في محافظة حضرموت اليمنية، تجر فاطمة ابنها الأصغر أيمن، وهو من أصحاب الهمم، نحو منطقة أعمق في البحر بعد أن دفنت جسده في رمال الشاطئ عملا بنصائح الأطباء من أجل تفكيك أعصابه المتصلبة.

جاءت فاطمة إلى حضرموت من تعز في جنوب غرب اليمن الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، والتي نزحت إليها بعد أن فقدت منزلها الذي كان يقع في مناطق سيطرة جماعة الحوثي التي تقاتل القوات الحكومية منذ حوالي عشر سنوات.

وعلى الرغم من جميع الصعوبات، تصطحب فاطمة أطفالها إلى موسم البلدة، متمسكة بأمل شفاء طفلها، ورغبة في أن تشعر هي وأطفالها بالسعادة ولو قليلا في ظل الحياة الشاقة.

وقالت فاطمة لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "في هذه الأيام، نجد نحن وأطفالنا الراحة في أمواج البحر، ونستعيد بعضا من أرواحنا وحياتنا الطبيعية ومحاولة أخرى لعلاج أيمن من إعاقته بالطرق الطبيعية التي نصحنا بها الكثير من الأطباء".

وتحت أشعة شمس الصيف الحارقة على ضفاف بحر العرب، يتحول شاطئ المكلا إلى وجهة للشفاء والاستجمام كل عام في موسم البلدة، الذي يجتذب زوارا من كافة أنحاء البلاد وتحتفي به المدينة كموسم سياحي وعلاجي.

لكن الحدث السنوي، وهو ظاهرة طبيعية تنخفض فيها حرارة مياه بحر العرب لأقل من 15 درجة مئوية في أشد أشهر الصيف حرارة، ليس مجرد مناسبة تقليدية، بل فرصة للعديد من العائلات اليمنية الهاربة من قسوة الحرب وحرارة الصيف للبحث عن لحظات من السلام والراحة خلال الموسم البيئي الفريد.

وتحتفل المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، بهذا الموسم في 15 يوليو تموز من كل عام ولمدة 15 يوما.

زوار موسم البلدة في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت اليمنية يحتشدون على ساحل بحر العرب للاستمتاع بالمياه الباردة في أشد فترات السنة حرارة (17 يوليو تموز 2024)

ويعتقد اليمنيون أن المياه الباردة على سواحل المكلا في موسم البلدة تحمل علاجا طبيعيا للأمراض الجلدية، بما في ذلك تحسين البشرة وتأخير الشيخوخة ومعالمها في الوجه وغيرها من الفوائد الصحية.

ويقول مدير وحدة التغيرات المناخية البحرية في المكلا فهد بن شبرق لوكالة أنباء العالم العربي إن موسم البلدة "هو موسم سياحي تختص به سواحل المكلا دون غيرها من سواحل بحر العرب"، مشيرا إلى أن الظاهرة البيئية سببها رياح المحيطات العاتية والأمواج المرتفعة خلال هذه الفترة من العام والتي تدفع مياه البحر من أعماقه إلى السطح ثم نحو سواحل المكلا.

وتعمل السلطات المحلية في حضرموت على استغلال الزخم السياحي وتحويل موسم البلدة إلى مهرجان ثقافي وتجاري، مع زيادة الزوار الذين يأتون للمدينة في هذه الفترة من العام للترفيه والاستجمام والغوص في مياه البحر الباردة.

وقال نائب رئيس لجنة تنظيم مهرجان موسم البلدة في حضرموت يسلم بافطيم إن عدة تغيرات طرأت على الحدث السنوي، حيث كان يقتصر على كبار السن في السابق ولا يحمل أهمية سياحية واقتصادية للسكان والمحافظة.

وأضاف بافطيم "اليوم طرأت تغييرات كبيرة على موسم البلدة من خلال إقامة المهرجانات الرسمية وتكاتف السلطة المحلية في الترويج له وتأمين المشاركين ودعم الفعاليات والفرق الفنية المشاركة".

وأردف بالقول "خلال موسم البلدة تزداد حركة التجارة والشراء بشكل ملحوظ، ويتوافد السياح من مختلف أنحاء اليمن وخارجه، مما ينعش الأسواق ويزيد من الطلب على المنتجات والخدمات". لكن توجد تحديات أيضا.

وقال بافطيم إن الإمكانيات غير متوفرة لإقامة الفعاليات الترفيهية والفنية والثقافية على سواحل المكلا طيلة أيام موسم البلدة، واقتصرت على ثلاثة أيام فقط. كما أشار نائب رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان موسم البلدة إلى وجود تحديات أمنية أيضا بسبب الحاجة إلى تأمين الزوار بما يشمل فرق الإنقاذ البحري وخفر السواحل.

وتابع قائلا "هدفنا في الخطط الأمنية عدم تسجيل أي حدث أمني على الإطلاق، وجهزنا عشرة فرق من الغواصين على مدار الساعة لمراقبة الزوار في البحر".

ويعتبر موسم البلدة "شريانا حيويا" للاقتصاد المحلي في المكلا، بحسب بافطيم.

وقال "يمثل موسم البلدة مقصدا للأسر المنتجة في المكلا وغيرها لبيع منتجاتها المنزلية اليدوية في سوق خصص للمنتجات المحلية خلال الموسم لتشجيع الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة على الإنتاج".