• لندن

  • الجمعة، ١ مارس ٢٠٢٤ في ٤:٣٠ ص
    آخر تحديث : الجمعة، ١ مارس ٢٠٢٤ في ٤:٣٠ ص

متحدّث حكومة الوحدة الليبية لـAWP: الخلاف السياسي لا يشلّ حركتنا الدبلوماسية وأمن السودان من أمننا

(وكالة أنباء العالم العربي) - اعتبر محمد حمّودة، المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية، أن الخلاف السياسي في بلاده "لا يشلّ الحركة الدبلوماسية" ولا يمنعها من السعي إلى مساعدة الدول الشقيقة، في إشارة إلى لقاءات عقدها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة مع الفرقاء السودانيين.

وقال حمودة في تصريح خاص لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن "التحديات السياسية التي تمر بها ليبيا تُلقي بظلالها... وقد تحد من إمكانية وجود حلول كبرى؛ ولكن دور ليبيا يظلّ فاعلا ومهما ولا يمكن التخلي عنه".

أضاف "ليبيا دولة قائمة، تشترك في حدود واسعة مع جيرانها، وتستقبل النازحين، ومؤسساتها فاعلة؛ ومسألة الخلاف السياسي الليبي لا تشلّ الحركة الدبلوماسية، أو لا تشل إمكانية عمل الدولة الليبية والقيام بواجباتها لنصرة ومساعدة إخوانها أثناء الضيق والحاجة".

وكان قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد وصل إلى العاصمة الليبية طرابلس لعقد لقاء مع الدبيبة بعد إعلان حكومة الوحدة توجيهها دعوة له لزيارة البلاد ضمن مساعي "تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية لإحلال السلام والاستقرار في السودان".

وقبل أيام، زار قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ليبيا، والتقى الدبيبة بعد دعوة مماثلة لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان، التي تشهد حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل نيسان الماضي.

وتواجه ليبيا نفسها دعوات لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة من أجل إنهاء النزاع في البلاد. وقد هدد مجلس الأمن الدولي أمس بفرض عقوبات على كل من يعرقل إجراء تلك الانتخابات التي طال انتظارها، وطالب جميع الأطراف بالمشاركة في المسار السياسي دون شروط.

في المقابل، اعتبر فتح الله السريري، عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أن إلغاء اجتماع كان مقررا عقده في تونس من أجل مناقشة تشكيل حكومة ليبيّة جديدة لم يؤثر على مخرجاته، وقال إن النتائج التي كانت مرجوّة منه قد تحققت بالفعل بحسب وصفه، مشيرا إلى إجراء لقاءات جانبية في تونس بدلا من الاجتماع.

أضاف "كانت التواصلات جانبيّة... اللقاء كان موفّقا، والنتائج المرجوّة مِنه أُنجِزت، وتحقق البيان ومحضر الاجتماع على التوافقات وعلى السير قدما نحو تشكيل حكومة ليبيّة موحدّة تُشرف على الانتخابات، مع الالتزام والتمسك بما أنجزته لجنة 6+6 في القوانين الانتخابية".

* تواصل مباشر

وقال حمودة إن الدبيبة وجّه الدعوتين للبرهان وحميدتي "من أجل التواصل والاستماع بشكل مباشر، وذلك بغية مساهمة ليبيا في دعم وجود حلٍ بين الأطراف المتنازعة في السودان. هذا نابع من العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين، وكذلك أواصر الأخوّة، وأن أمن السودان هو من أمن ليبيا والعكس صحيح".

أضاف "ليبيا منذ بداية الأزمة وهي تقف على مسافة واحدة بين الجميع، ودائما ما تُرجّح كفّة مساعدة إخوانها في السودان، وبالأخصّ - للأهمية - القصوى للوضع الإنساني... ليبيا تتشارك مع السودان في حدود مساحات كبيرة، وهناك حركة نزوح جماعية (سودانية) في اتجاه ليبيا أسوة بمصر".

وتابع "هذا يجعل هناك أهمية للتعاون بين جميع الأطراف من أجل توفير ممر آمن وإنساني لوصول الدعم ووصول المساعدات، خاصة في ظل الظروف الإقليمية وانسداد العديد من الممرات لدولة السودان، الممرات الأخرى في البحر الأحمر وغيرها، وهذا يزيد من إلحاح وأهمية إيجاد حلول، لنساعد بها إخواننا في السودان".

وكانت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا كشفت عن وجود أكثر من 13 ألف نازح سوداني، وحذّرت من تفاقم الأوضاع الإنسانية في مدينة الكفرة الليبية بسبب عدم قدرتها على استيعاب العدد الكبير من النازحين السودانيين، في ظلّ غياب التدخل الحكومي والجهات الدوليّة المعنية بالإغاثة واللاجئين والشؤون الإنسانية.

* مهمة صعبة

واعتبر حمودة أن المهمة التي تتطلع بلاده للقيام بها من أجل تقريب وجهات النظر بين الجانبين السودانيين "ملف ليس بالسهل... وتتداخل فيه العديد من الأطراف، ومن المهم جدا أن يكون التحرك فيه برويّة وبشكل يُراعي الخصوصية السودانية".

لكنه قال إن "ليبيا دولة جارة وتربطها علاقة وطيدة بالشعب السوداني وبالسلطات السودانية؛ وعليه، فإنه يجب التحرّك من خلال الدبلوماسيّة ومن خلال التواصل المُباشر للمساهمة في تقريب وجهات النظر والتوصل إلى حلول تُسهم في خلق مسارات إنسانية والوصول إلى هدنة حتى نحد من الأزمة التي يتعرض لها الشعب السوداني".

ورفض حمودة الإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأن تلك الجهود؛ غير أنه قال إن "الحل سينبع من الداخل السوداني؛ وكل هذه الجهود هي من أجل المساهمة وتهيئة الأوضاع حتى يستطيع الفرقاء السودانيون التوصّل إلى حل نهائي ودائم لوقف الحرب".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد دعا في بيان أطراف النزاع في السودان إلى وضع السلاح والانخراط في مباحثات سلميّة واسعة النطاق تؤدي إلى استئناف مسار عملية الانتقال الديمقراطي بقيادة مدنية.

وتنتهي مهمة بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان (يونيتامس) يوم الخميس.