مسؤول أممي لـAWP: ليبيا تسمح بدخول اللاجئين السودانيين لكن المساعدات التي تقدم لهم محدودة
(وكالة أنباء العالم العربي) - قال جاكومو تيرينزي، رئيس تطوير البرامج والدعم بالمنظمة الدولية للهجرة، إن ليبيا تعد وجهة رئيسية لتدفقات اللاجئين والمهاجرين، مضيفا أنها تسمح بدخول اللاجئين السودانيين وتقدم لهم مختلف أشكال المساعدة، غير أن هذه المساعدات أصبحت محدودة في الفترة الأخيرة وتتطلب دعما إضافيا.
وقال تيرينزي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الاثنين "ليبيا وجهة رئيسية وبلد عبور أساسي لتدفقات الهجرة الكبيرة التي تشمل اللاجئين والمهاجرين، بسبب موقعها الجغرافي والحدود البرية المفتوحة مع الدول المجاورة".
وأضاف "وعلى الرغم من أن ليبيا موقعة على اتفاقية اللاجئين، إلا أن اللاجئين وطالبي اللجوء يُعتبرون مهاجرين غير شرعيين ولا يعترف القانون الليبي الحالي بوضعهم كطالبي لجوء أو لاجئين".
وتابع قائلا "ومع ذلك، تسمح السلطات في شرق وغرب ليبيا بدخول اللاجئين السودانيين إلى البلاد، بعد التأكد من حالتهم الصحية، وتقدم لهم مختلف أشكال المساعدة عبر السلطات المحلية على مستوى البلديات".
وأردف "كما تسمح السلطات للأطفال السودانيين بالالتحاق بالمدارس، وتتغاضى عن إجراءات التسجيل".
وأشار إلى أن "الجالية السودانية في ليبيا تشارك بنشاط في مساعدة اللاجئين الوافدين حديثا وأسرهم، لكن في ظل تزايد عدد السودانيين الوافدين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وخاصة بعد نوفمبر 2023، أصبحت المساعدات والخدمات المقدمة محليا من خلال المرافق العامة محدودة وتتطلب دعما إضافيا".
كان رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، أسامة حماد، قد قال يوم السبت إن البلاد تشهد موجة نزوح كبيرة من السودان.
وأضاف حماد أمام المؤتمر الدولي الأفريقي الأوروبي للهجرة غير الشرعية في بنغازي "نحذر من دخولهم (النازحين) مسارات الهجرة غير الشرعية"، وأكد استعداد الحكومة والجيش للتعاون في تنفيذ الخطط الدولية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ليبيا ودول شمال أفريقيا هي دول عبور للمهاجرين وطالبي اللجوء بمختلف أسبابه القاصدين دول جنوب أوروبا.
وحول أعداد النازحين السودانيين الذين دخلوا ليبيا منذ اندلاع الحرب، قال تيرينزي "حتى أبريل 2024، تم الإبلاغ عن وجود أكثر من 719 ألف مهاجر في ليبيا وفقا لمنظومة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية، وتم تسجيل أكثر من 62 ألف لاجئ وطالب لجوء لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من بينهم أكثر من 36 ألف شخص (أو 60% من الأفراد المسجلين) من السودان، مما يجعلهم أكبر فئة مسجلة لدى المفوضية".
وأضاف "وتقدر المنظمة الدولية للهجرة إجمالي عدد السودانيين في ليبيا بحوالي 136455 فردا، وفقا لأحدث بيانات لمنظومة تتبع النزوح الخاصة بالسودانيين".
خدمات صحية
وحول الإجراءات التي اتخذتها منظمة الهجرة الدولية للتعامل مع تدفق النازحين السودانيين إلى ليبيا، قال تيرينزي "منذ بداية الأزمة، قدمت المنظمة مجموعة واسعة من الخدمات الإنسانية في قطاعات متعددة للسودانيين في جميع أنحاء ليبيا".
وأوضح قائلا "في قطاع الصحة، قدمت فرق الرعاية الصحية الأولية المتنقلة التابعة للمنظمة مؤخرا خدمات الرعاية الصحية الأولية إلى 812 سودانيا في إجدابيا والكفرة وغدامس، وأحالت 26 مهاجرا سودانيا للحصول على خدمات الرعاية الصحية الثانوية ومتابعة طبية في المستشفيات. وحتى نهاية أبريل، قامت فرق الرعاية الصحية الأولية التابعة للمنظمة بمساعدة 28643 سودانيا بخدمات الصحة منذ بداية النزاع في أبريل 2023".
وأضاف "وفي مجال الدعم النفسي والاجتماعي، قدم فريق الدعم النفسي والاجتماعي، منذ بداية الأزمة في أبريل 2023، خدمات إلى 2300 سوداني للتغلب على التحديات النفسية والاجتماعية".
ومضى قائلا إن المنظمة تقدم أيضا خدمات الاستشارات للسودانيين المتضررين من النزاع والذين يحتاجون إلى مساعدة، كما تنظم حوارات مجتمعية منتظمة وجلسات توعية وأنشطة ترفيهية بانتظام مع السودانيين.
ومنذ بداية أزمة السودان، قدم فريق الحماية التابع للمنظمة الدولية للهجرة الدعم إلى 6016 سودانيا، 66% منهم من النساء والفتيات.
وفيما يتعلق بأبرز التحديات التي يواجهها النازحون في ليبيا، قال تيرينزي "تقوم وكالات مثل المنظمة الدولية للهجرة واليونيسف بتوسيع نطاق وجودها تدريجيا من خلال وجود موظفين وطنيين وشركاء تنفيذيين في الكفرة وإجدابيا".
وأضاف "لكن لا يزال الافتقار إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل منهجي ودون عوائق يشكل تحديا للاستجابة الفعالة للاجئين".
وشدد على أن "معظم اللاجئين في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية بسبب الطبيعة الصعبة للطرق من تشاد والسودان، بالإضافة إلى أن العديد منهم عانوا من الحرب قبل فرارهم من السودان".
وتابع قائلا "يحتاج العديد من اللاجئين إلى دعم عاجل وتحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات، بعد أن فروا من السودان صفر اليدين".
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان من العام الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة، في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من ستة ملايين شخص نزحوا داخليا في السودان، في حين فرّ ما يقرب من مليوني شخص إلى البلدان المجاورة؛ ووفقا لمنظمة اليونيسف، فإن حوالي 19 مليون طفل في السودان ليسوا في المدارس.