مصر تطور مساجد تاريخية ومزارات لآل البيت من أجل تعزيز السياحة الدينية
(وكالة أنباء العالم العربي) - رافعا يديه بالدعاء، يجلس حسيب الرحمن متكئا على أحد الأعمدة داخل مسجد الحسين في القاهرة الذي اعتاد على زيارته مرة واحدة أسبوعيا منذ قدومه من إندونيسيا للدراسة في جامعة الأزهر.
تزخر ساحة مسجد الحسين بالزوار الذين يجمعهم حب آل البيت باختلاف لغاتهم وجنسياتهم ومستوياتهم الاجتماعية، مما يبعث بسكينة وطمأنينة تملأ القلوب، على حد قول حسيب الرحمن، الطالب في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، بينما كان يصف شعوره خلال زيارته للمسجد.
وأضاف حسيب الرحمن "قرأت عن تاريخ مسجد الحسين وكافة المساجد التاريخية الموجودة في مصر قبل القدوم لدراسة اللغة العربية والشريعة الإسلامية، وقررت زيارتها جميعا خلال فترة دراستي".
انتظر حسيب الرحمن دوره لالتقاط صور تذكارية أمام الضريح المطلي بماء الذهب، والذي خضع لعملية تطوير في الآونة الأخيرة، لتوثيق لحظات قد يدفعه الحنين إليها يوما ما.
وقال "أحب هذه الأجواء خاصة عقب صلاة الجمعة، وسوف أنهي دراستي العام القادم وأعود إلى بلدي. أتمنى زيارة مصر كل عام... لكن لا أعرف إن كان ذلك سيتحقق أو لا".
ونفذت الحكومة المصرية في الأشهر الماضية خطة لتطوير مسجد الحسين ضمن خطة أوسع لترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، ومنها مسجدا السيدة نفيسة والسيدة زينب.
وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مسجد الحسين بعد تطويره في أبريل نيسان بحضور سلطان طائفة البهرة الهندية مفضل سيف الدين.
* جهود حكومية
قال جابر طايع، رئيس القطاع الديني السابق في وزارة الأوقاف المصرية، إن هناك جهودا حكومية وأهلية لتطوير أضرحة ومزارات آل البيت بعد سنوات من الإهمال.
وبحسب بيانات وزارة السياحة والآثار، يوجد في مصر 351 مسجدا أثريا تم تطوير الكثير منها في إطار المشروع الذي أطلقته الحكومة لتطوير المنطقة التاريخية في القاهرة، كما تعمل جمعية مودة خيرية على تطوير مساجد لآل البيت في مختلف المحافظات.
وقال طايع عضو مجلس أمناء جمعية مودة "بدأت الجمعية في تطوير مسجد السيدة عائشة بتكلفة 20 مليون جنيه قابلة للزيادة".
وأضاف "الخطة تشمل تطوير كافة مساجد آل البيت والمناطق المحيطة بها في كل المحافظات... مما يجعلها مؤهلة لاستقبال الزوار".
وضمت قائمة المساجد التي تم تطويرها مسجد الحسين ومسجد عمرو بن العاص ومسجد السيدة نفيسة ومسجد الظاهر بيبرس ومسجد الحاكم بالله بالقاهرة، كما تم تطوير مساجد في محافظات أخرى منها مسجد السيدة فاطمة النبوية والسيدة رقية ومسجد سيدي شبل في المنوفية شمالي القاهرة، وفقا لبيانات وزارة الأوقاف.
* انتعاش
حققت مصر انتعاشا في مجال السياحة في الأشهر القليلة الماضية، واستقبلت سبعة ملايين سائح في النصف الأول من العام الحالي، وتسعى إلى الوصول إلى 15 مليون سائح بنهاية 2023.
وتستهدف الحكومة المصرية تحقيق نمو في القطاع السياحي بنسبة تصل إلى 30 بالمئة سنويا من أجل الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028.
وقال مجدي صادق، عضو غرفة شركات السياحة، إن مصر من الدول الواعدة في السياحة الدينية لما تملكه من مزارات دينية متنوعة، سواء إسلامية أو مسيحية أو يهودية.
وأبلغ صادق وكالة أنباء العالم العربي "هناك عملية تطوير كبيرة للمساجد التاريخية ومساجد آل البيت، وإعدادها لتكون مزارات دينية وسياحية مهمة في المستقبل يمكنها اجتذاب ملايين السياح سنويا".
وأضاف "حتى الآن لم نستفد بالشكل الكافي من سوق السياحة الدينية، ورغم الإعلان عن قرب السماح بدخول السائحين الإيرانيين، فمن غير المتوقع حدوث تغيير كبير بسبب تقييد دخولهم بمدينة شرم الشيخ فقط".
وأعلنت مصر في مارس آذار أنها ستسمح للإيرانيين الوافدين ضمن مجموعات سياحية بالحصول على تأشيرات عند الوصول إلى محافظة جنوب سيناء فقط، في خطوة تمهيدية لبحث إمكانية السماح لهم بزيارة أماكن أخرى في البلاد.
وقالت نقابة خدمات السفر الجوي والسياحة الإيرانية هذا الشهر إن الدفعة الأولى من السياح الإيرانيين ستتوجه إلى مصر في أغسطس آب.
ويرى صادق أن عوامل الجذب في السياحة الدينية في مصر لا تقتصر فقط على المساجد التاريخية.
ومضى قائلا "سيتم افتتاح مدينة التجلي الأعظم التي تضم مساجد ودور عبادة للأديان السماوية الثلاث، وتم الانتهاء من ثماني مناطق من مسارات العائلة المقدسة من أصل 23 منطقة"، إلى دعوة بابا الفاتيكان للحجاج المسيحيين بضرورة زيارة مسار العائلة المقدسة لإكمال الحج.
(الدولار يساوي 30.85 جنيه)