مربو النحل في تونس يلجؤون للذكاء الاصطناعي لمواجهة آثار التغير المناخي
(وكالة أنباء العالم العربي) - لمواجهة آثار التغيرات المناخية السلبية، لجأ العديد من مربي النحل في تونس إلى الذكاء الاصطناعي لحماية خلايا النحل وتطوير الإنتاج.
ويعاني مربو النحل في تونس من مشاكل عديدة منها موت النحل وتلف الخلايا وتراجع الإنتاج بسبب موجة الجفاف التي تضرب البلاد منذ سنوات.
لكن مهندسين تونسيين طوروا جهازا يعتمد على الذكاء الاصطناعي يساعد على اختيار أنواع ملكات نحل قادرة على التأقلم مع التغيرات المناخية.
وقال خالد بوشوشة المدير العام لشركة (ايريس) المتخصصة في تكنولوجيا تربية النحل مبتكرة الجهاز "ابتكرنا جهازا هدفه مساعدة مربي النحل على حماية الخلايا من السرقة ومتابعة حالتها في الصيف والشتاء عبر قراءة مستويات الحرارة والرطوبة وميزان الخلية".
ويوضع الجهاز في خلية الملقحات ويجمع معلومات عن درجة الحرارة والرطوبة والوزن وكثافة الملقحات عبر مستشعرات، ثم يرسل الإحداثيات إلى لوحة تحكم في جهاز كمبيوتر مركزي يحلّل بدوره المعلومات.
وأضاف بوشوشة "الجهاز يوضع في خلية النحل لقراءة المعطيات والمعلومات وتحليلها وتنبيه المربي في حال وجود مشاكل لمعالجتها وإعطائه بعض الحلول".
وتابع قائلا "في المرحلة الثانية يتم استخدام الكم الهائل من المعلومات لاختيار النحلة الملائمة في المكان الملائم. النحلة القادرة على التأقلم مع الحرارة العالية ومع نقص الغذاء والأدوية".
وأوضح بوشوشة أنه بفضل الجهاز الجديد أصبح من الممكن اختيار أفضل الخلايا المقاومة للحرارة والرطوبة "ونقوم بتحسين نوعية الخلايا مرة بعد مرة".
واستطرد قائلا "نعتبره حلا مهما جدا لمشاكل التغير المناخي الذي يمس العديد من القطاعات منها قطاع تربية النحل".
واعتبر وليد نقارة، وهو واحد من مربي النحل في بنزرت بشمال البلاد، أن الجهاز يساعد المربين على مواجهة التغيرات المناخية.
وقال لوكالة أنباء العالم العربي "هناك مشكل في إنتاجية خلايا النحل. هناك خلايا ذات إنتاج جيد مقارنة بخلايا أخرى واكتشفنا أن ذلك يعود إلى اختلاف في الجينات الحيوانية لملكات النحل".
وأضاف "نشاهد اليوم التغيرات المناخية الكبيرة التي تؤثر على الإنتاج ومقاومة الأمراض. نستخدم تكنولوجيا تساعدنا على مواجهة السرقة وتبعث معطيات عما يحدث داخل الخلية والتدخل في الوقت اللازم".
ومضى قائلا "تحليل المعطيات التي يرسلها الجهاز تجعلنا قادرين على انتخاب ملكات تعطي أفضل إنتاجية ومقاومة للأمراض وقادرة على التأقلم مع درجات الحرارة العالية".
ويقدر إنتاج تونس من عسل النحل بنحو ثلاثة آلاف طن سنويا، في حين يبلغ عدد المربين حوالي 12 ألفا.