• القاهرة

  • الخميس، ١ فبراير ٢٠٢٤ في ٥:٤٧ ص
    آخر تحديث : الخميس، ١ فبراير ٢٠٢٤ في ٥:٤٧ ص

مقابلة - استشاري: النشر الرقمي الحل المثالي لزيادة أسعار الكتب في مصر والعالم العربي

(وكالة أنباء العالم العربي) - قال استشاري النشر الرقمي في مصر علي عبد المنعم إن ضعف قوانين حماية الملكية الفكرية تهدد صناعة النشر وتؤثر سلبا على كافة أطرافها، مشيرا إلى أن تطبيقات النشر الإلكترونية تقدم حلا مثاليا لهذه الأزمة.

وأبلغ عبد المنعم وكالة أنباء العالم العربي (AWP) في مقابلة هذا الأسبوع على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يشكو زواره من الارتفاع الكبير في أسعار الكتب مقارنة بالنسخة الأخيرة للمعرض العام الماضي "صناعة النشر واجهت تحديات كثيرة منذ جائحة فيروس كورونا، وعلى الرغم من ذلك، هناك أفق للحل".

ويرى عبد المنعم، الرئيس التنفيذي لشركة أرابوك فيرس في المملكة المتحدة ومصر لنشر وتوزيع المحتوى العربي على مستوى العالم، أن القارئ في العالم العربي يواجه صعوبات بسبب غياب ثقافة المكتبات العامة إلى جانب عدم توافرها في غالبية البلدان "مما يجعل شراء الكتاب هو أنسب الطرق للحصول عليه بشكل دائم، كما لا توجد منافذ توزيع تغطي كافة بلدان العالم العربي".

وأضاف "يأتي القراء إلى المعارض لأنه لا توجد مكتبات كافية".

ووفقا لعبد المنعم، فإن تزوير الكتب والتعدي على قوانين حماية الملكية الفكرية يزداد في ظل ضعف منظومة المتابعة القانونية.

وتابع قائلا "بالتالي يهيمن الكتاب المزور على السوق، كما توجد مشكلات أخرى ناجمة عن الرقابة على المحتوى، فضلا عن ضعف منظومة التوزيع بسبب ارتفاع تكلفة الشحن".

ويقول عبد المنعم، الذي يشغل أيضا منصب مدير الشراكات الاستراتيجية بمنصة رفوف في الأردن، إن هناك عدة حلول للتعامل مع ارتفاع أسعار الكتب، ومنها النشر المشترك للتغلب على مشكلات الشحن الذي ارتفعت تكلفته بسبب زيادة أسعار الوقود.

وأضاف عبد المنعم الذي درس الطباعة والنشر والتغليف في كلية الفنون التطبيقية في جامعة حلوان في مصر "عملية النشر المشترك بين ناشرين في بلدين مختلفين قد تساهم في توافر كثير من الكتب بعد طباعتها محليا، بحيث يقوم كل ناشر بطباعة الكتاب في بلده وتسعيره وفقا لظروف مجتمعه".

وأوضح عبد المنعم قائلا إن أجهزة الطباعة في العالم أصبحت قادرة على طباعة نسخة واحدة من أي كتاب بنظام الطباعة بالطلب "وبالتالي يقضي هذا الحل على مشكلة التخزين والشحن، ويمكن لأي موزع في العالم طباعة أي كتاب بعد دفع الحقوق من أي مكان في العالم".

كما يرى عبد المنعم أن الحلول الرقمية قادرة على حماية صناعة الكتاب، لأن تكلفة إنتاج الكتاب الرقمي أقل بكثير من تكلفة إنتاج الكتب الورقية، على حد قوله.

ومضى يقول "لن ينتهي الكتاب الورقي وسيبقى هو الخيار الأول للقارئ، لكن الحلول الرقمية ستقضي على معارض الكتب بصورتها الحالية".

ويتوقع عبد المنعم أن تصبح معارض الكتب في العالم العربي خلال سنوات قليلة مناسبة لتجمع الناشرين وتبادل عينات الكتب وشراء حقوق النشر والترجمة فقط، مما يعني غياب القارئ لأنه لن يكون طرفا في هذه العلاقة.

وضرب عبد المنعم مثلا بمعرض فرانكفورت، الذي يعد من أهم معارض الكتاب في العالم، وقال "فرانكفورت معرض لتبادل عينات الكتب وشراء حقوق الترجمة وتبادلها، وهو تجمع مهني لا مكان فيه سوى للناشرين".

ويرى عبد المنعم أيضا أن النشر الرقمي يساعد في حماية الملكية الفكرية والحد من عمليات قرصنة الكتب، مشيرا إلى أن المنصات الرقمية اجتذبت ثمانية ملايين شخص في العالم العربي، ويتوقع الوصول إلى 12 مليونا بحلول عام 2026.

وأضاف "لدينا الآن ست منصات رئيسية للقراءة الرقمية عبر الإنترنت باستعمال الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية".
 
وأكد استشاري النشر الرقمي أن الجائحة أظهرت التأثير الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، ودعا اتحادات الناشرين في الدول العربية إلى توعية الناشرين بعملية التحول الرقمي لزيادة المحتوى العربي على الإنترنت بطريقة قانونية وتيسير سبل الوصول إليه.

وردا على سؤال بشأن مدى نجاح الكتاب الصوتي عربيا، قال عبد المنعم "تجربة الكتب الصوتية كانت ناجحة واستقطبت شرائح جديدة من القراء، كما أنها سدت فجوة كبيرة داخل الوقت لدى بعض الفئات وساهمت كذلك في تحسين المهارات اللغوية".