• طنجة

  • الخميس، ١٨ أبريل ٢٠٢٤ في ٤:٤٥:٣٩ م
    آخر تحديث : الخميس، ١٨ أبريل ٢٠٢٤ في ٤:٤٥ م

مقابلة - المغرب يعوّل على مؤهلاته الثقافية لإنجاح استضافته كأس العالم 2030

(وكالة أنباء العالم العربي) - يراهن المغرب على مؤسساته الثقافية لإنجاح استضافته كأس العالم 2030 من خلال تسليط الضوء على التراث الثقافي والفني المغربي وتنظيم معارض فنية وعروض موسيقية ومهرجانات ثقافية، لجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم وتعزيز التفاعل بين الثقافات المختلفة.

ويرى إبراهيم المزند، مدير مهرجانات الموسيقى العالمية بالمغرب والباحث في السياسات الثقافية والصناعات الإبداعية، أن دور الجانب الثقافي في إنجاح الحدث الرياضي يمكن أن يكون حاسما وعاملا جاذبا للزوار من خلال التركيز على الجوانب الثقافية المحلية مثل التراث والموسيقى والفنون، ما من شأنه أن يزيد من نجاح الفعالية الرياضية ويعزز الاقتصاد المحلي.

ويقول المزند في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن إثراء التجربة الرياضية من خلال توفير فعاليات ثقافية متنوعة مثل العروض الفنية والعروض الموسيقية سيتيح للمشجعين الاستمتاع بتجربة متكاملة تمزج بين الرياضة والثقافة.

ويضيف "بتسليط الضوء على التراث والثقافة المغربية يمكن للحدث الرياضي أيضا أن يعزز الفخر والهوية الوطنية ويشجع على التلاحم الوطني".

ويؤكد المزند أن الترويج الثقافي استعدادا لاستضافة الأحداث الرياضية يعد أمرا ضروريا "لأنه لا يتعلق وحسب بإبراز التنوع والثراء الثقافي للمغرب كونه بلدا مضيفا، بل أيضا بخلق بيئة ترحيبية واحتفالية للزوار القادمين من الخارج".

* تعزيز الصورة الإيجابية

ويرى المزند أن الاستعدادات الثقافية تساهم في تعزيز الصورة الإيجابية للبلاد على الساحة العالمية وتشجع على السياحة والتبادلات الثقافية، فضلا عن أن الاحتفال بالثقافة المحلية من خلال الفعاليات الفنية والثقافية المصاحبة للأحداث الرياضية توفر تجربة فريدة وممتعة للمشاركين والمتفرجين، ما يعزز فهما وتقديرا أفضل بين الثقافات المختلفة.

ويشير مدير مهرجانات الموسيقى العالمية إلى أن الأنشطة الثقافية في السنوات القادمة التي تسبق احتضان المغرب كأس العالم 2030 "سيكون لها إسهام كبير إذا ما تمت بمهنية كبيرة وبإسهام من الجميع، لتترك انطباعا إيجابيا ودائما عند الزوار والمشجعين".

وتطفو فنون شعبية وعروض فنية محلية عدة على السطح في مثل هذه الأحداث الكبرى، حيث يبرز عدد من الألوان الفنية الشعبية التي تميز مناطق متعددة من المغرب، والتي لا تجد فرصة للظهور بشكل كبير إلا في مثل هذه التظاهرات.

ويقول المزند "يمكن للأنشطة الثقافية المواكبة للحدث الرياضي أن توفر منصة مهمة للفنانين المحليين لعرض مواهبهم وإبداعاتهم، وهذا كله سيسهم في تعزيز الصناعة الثقافية والإبداعية بالبلاد".

* السياحة الثقافية

عملت الحكومة المغربية على حث الفاعلين في الحدث الرياضي على الترويج للسياحة الثقافية، واعتبرت نفسها أمام تحدي تنويع العرض الخاص بالتراث الثقافي، مؤكدة أهمية تقوية الشراكة بين السياحة الثقافية والسياحة التراثية بالبلاد.

وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد أن المغرب يراهن على السياحة الثقافية لإنجاح حدث احتضان البلاد مباريات كأس العالم 2030. وأبرز خلال عرض قدمه بمجلس المستشارين حول "جهود الوزارة للنهوض بالسياحة الثقافية" أن الوزارة أنشأت عددا من مراكز التعريف بتراث المغرب المحلي ولا سيما بالمناطق النائية.

وشدد الوزير على أهمية العلاقة بين السياحة والثقافة، معتبرا أن التراث الثقافي الوطني فرصة لتحسين وتعزيز المعرفة بصناعة السياحة في البلاد. وأشار إلى أن وزارة الثقافة تعمل بتعاون مع وزارة التجهيز على اللوحات الإشهارية التي تعرف بالمآثر التاريخية للمغرب.

وأشار المزند في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي إلى أن الترويج الثقافي يعزز تجربة الأحداث الرياضية ويجعلها ليس فقط مجرد منافسة رياضية بل أيضا احتفالا بالتنوع الثقافي والترابط الإنساني بين الشعوب والثقافات.

وقال "المغرب لديه كل هذه المؤهلات، سواء من خلال البنى التحتية التي بادر بالعمل عليها منذ سنين لإغناء المدن المغربية بمؤسسات ثقافية ذات بعد دولي، كالمسرحين الكبيرين للعاصمة الإدارية الرباط والعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء بالإضافة إلى قصر الفنون بطنجة شمال البلاد والمسارح الكبرى التي هي بصدد الإنشاء بكل من مدينتي أغادير والصويرة، فكلها مؤسسات ستكون لها أدوار إيجابية خلال السنوات المقبلة".

* حدث رياضي ثقافي اقتصادي

على الرغم من أن الحدث الذي يتم التجهيز له رياضي محض، فإن خلفياته وأبعاده ثقافية واقتصادية بالدرجة الأولى. فالمغرب منذ تم الإعلان الرسمي من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم عن استضافته بطولة كأس العالم 2030 في أكتوبر تشرين الأول الماضي، وهو بصدد التسريع في أعمال تهيئة البنى التحتية وترميم الآثار التاريخية، استعدادا لاحتضان هذه التظاهرة.

وقال المزند "المغرب بحكم مؤهلاته الطبيعية ومناخه المعتدل يسمح بتنظيم أنشطة ثقافية عدة في الفضاء العام، وهذا سيكون له حتما إسهام كبير في السنوات القادمة دون إغفال الجانب السياحي، فهناك عدد مهم من السياح يفدون اليوم إلى المغرب لأجل الأنشطة الثقافية التي تحفزهم على زيارته، وكذلك بحكم موقعه الجغرافي وقربه من الدول الأوروبية والأفريقية".

وأضاف "لكل هذه الخصوصيات دور إيجابي في السنوات القادمة إذا ما أُخِذت هذه الصناعات بجدية، ليس فقط على مستوى المدن الكبرى والمركزية بل أيضا ببقية المدن".

وأكد "الأمر سيكون له إسهام كبير في شعبية المغرب، خاصة أن للبلاد مواعيد مهمة في السنوات القادمة، ليس فقط كأس إفريقيا للأمم أو كأس العالم 2030، بل أيضا محطات رياضية أخرى".