• تونس العاصمة

  • الاثنين، ١ يوليو ٢٠٢٤ في ٥:٢٤ ص
    آخر تحديث : الاثنين، ١ يوليو ٢٠٢٤ في ٥:٢٦ ص

منصة تعليم رقمية تعيد الأمل للصم والبكم في تونس

(وكالة أنباء العالم العربي) - تحرك معلمة لغة الإشارة مي التونسي يديها كأنها تؤدي رقصة باليه، بينما تترجم دروسا يقدمها معلمون على أول منصة تعليم رقمية للصم والبكم في تونس.

وبحسب إحصاءات رسمية، يتجاوز عدد الصم والبكم في تونس 200 ألف ويمثلون نحو 13 بالمئة من أصحاب الإعاقات وحوالي 1.7 بالمئة من مجموع سكان البلاد.

لكن الصم والبكم في تونس يعانون مشاكل في التواصل، مما دفع أغلبهم إلى ترك الدراسة مبكرا رغم جهود تبذلها جمعيات أهلية لتوفير فرص تعليمية متساوية للجميع.

وجاء انقطاع الصم والبكم مبكرا عن التعليم لتنشئ مي منصة "إس.دي أكاديمي" الرقمية المتخصصة في تعليمهم خلال يناير كانون الثاني من العام الماضي.

وقالت مي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "منصة إس.دي أكاديمي هي أول منصة تعليمية لفاقدي السمع والنطق في تونس. هذه المنصة بنيت على مشكلة اجتماعية وهي الانقطاع المدرسي المبكر لفاقدي السمع والنطق في تونس".

وأضافت "حسب الإحصائيات الخاصة بنا وبعد بحث مطول في الميدان، اكتشفنا وجود أكثر من 200 ألف فاقد سمع ونطق في تونس. 95 بالمئة منهم من الأميين للأسف".

وعزت مي الانقطاع المبكر للصم عن التعليم إلى عدة أسباب من بينها التنمر وأوضحت أن الأصم يعاني صعوبات في التأقلم مع المناهج التعليمية الحكومية بسبب غياب المتخصصين في لغة الإشارة لترجمة الدروس، لذلك يتركون الدراسة مبكرا.

وقالت "بحثنا في أسباب الانقطاع الدراسي ووجدنا عدة أسباب من بينهم التنمر وعدم تأقلم البرنامج الدراسي التونسي مع احتياجات هذه الفئة.  وبعد بحث جمع الأسباب قررنا تطبيق الحلول وهي هذه المبادرة بخلق منصة إس.دي أكاديمي وهي منصة تعليمية جديدة وفرصة تعليمية جديدة للأصم في تونس".

وأكدت مي أن المنصة تسعى لمنح الصم والبكم فرصة جديدة للعودة إلى التعليم عن طريق تدريس المنهج العمومي بمختلف مراحله باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية رغم الصعوبات والتحديات التي مرت بها في طريق إنشائها.

وقالت "ككل المشاريع في البداية هناك صعوبات وأفضل أن أسميها التحديات ومررنا بالصد من قبل المجتمع التونسي تجاه فكرة عجز تعليم الصم والبكم".

وأضافت "هنا أريد أن أوضح للعموم بوجود ثلاثة أنواع لفاقدي السمع والنطق. فهناك من يسمع ولا يتكلم و هناك من لا يسمع ولا يتكلم وهناك من يتهته في النطق وهناك من يحتاج لغة إشارة وهناك من يحتاج زراعة قوقعة".

وقالت هناء مسياوي أستاذة تعليم لغة الإشارة "هناك نسبة 98 بالمئة من الصم غير قادرين على القراءة والكتابة. من هنا بدأت رحلتنا بتقييم مستوى المتعلم وبعد ذلك وبحسب متطلباته نقوم بمده بالدروس والحصص الخاصة به والتي تتماشى مع برنامج وزارة التربية والتعليم".

وذكر مروان خمسية الذي يعمل كمدرس في المرحلة الابتدائية أن المنصة تقدم دروسا تتماشى مع وضع كل متعلم، مؤكدا تحقيق نتائج جيدة واكتشاف مواهب متعددة.

وقال "استطعنا تقديم دروس تتماشى مع وضعية كل تلميذ. فكما نعلم أن فاقدي النطق والسمع لهم درجات وهم أربعة أنواع. انطقنا من الدروس العادية إلى دروس متطورة وذلك بعد تقييم وبحث. كذلك قمنا بامتحانات في نهاية السنة الدراسية".