محتوى إخباري يناسب احتياجاتك

(وكالة أنباء العالم العربي) - قال مندوب روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في جلسة لمجلس الأمن يوم الجمعة إن ما تفعله إسرائيل في غزة لا ينطبق عليه إلا وصف واحد وهو "العقاب الجماعي".

موضحا "لم يبق شيء تقريبا وعدد الضحايا المدنيين مذهل، ما يقرب من 40 ألف شخص قتلوا، وأكثر من 90 ألف جريح، ثلثاهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50 ألف قنبلة ألقيت وتم تدمير المنشآت السكنية الأخرى، وكذلك البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس؛ الناس في غزة ليس لديهم طعام أو ماء أو دواء، ناهيك عن النفايات وخصوصا الطبية منها، جميعها تغمر الشوارع، وهناك أنقاض في كل مكان وذخائر غير منفجرة".

وأضاف "إن الناجين من القصف والهجمات الجوية يضطرون إلى التنقل باستمرار في أنحاء غزة بحثا عن المأوى والأمان، وبعض الفلسطينيين، بما في ذلك أولئك الذين لديهم أطفال، يغيرون أماكن سكنهم للمرة العاشرة، وينتهي بهم الأمر مرة أخرى تحت القصف الإسرائيلي لأنه لم يعد هناك أماكن آمنة في غزة، وقد أكد شهود عيان على ذلك، وعلى رأسهم موظفو الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني، وكثيرون منهم يعترفون بذلك طيلة حياتهم".

وتابع قائلا "إنهم لم يروا مثل هذه الأهوال والمعاناة التي يعيشها شعب بأكمله، وحتى الآن، للأسف، لا يوجد أمل في أن تنتهي هذه المعاناة في المستقبل القريب".

مردفا "الأسوأ من ذلك أن أحد المراسلين الأميركيين الذي أمضى شهرا في غزة رأى هناك قناصة يستهدفون الأطفال على وجه التحديد، وهذا ما يمكن استنتاجه من الخطاب الذي يقول إن كل فلسطيني يبلغ من العمر ثلاث سنوات هو إرهابي بالفعل، وهو ما سمعناه من بعض الوزراء الإسرائيليين في المراحل الأولى من الصراع".

لافتا إلى أن بلاده لا تشعر بالتفاؤل من البيانات الأخيرة الصادرة عن القتلى والجرحى، وإجلاء مئات الآلاف من الناس مرة أخرى، ومحذرا من "خطر كبير مستمر من انتشار المواجهة إلى ما هو أبعد من هذه الرحلة إلى لبنان وسوريا".

وأشار نيبينزيا في كلمته إلى أن "هناك مجموعات أخرى تشارك في المواجهة، منهم على سبيل المثال، الحوثيون، الذين قاموا بتنفيذ هجوم على تل أبيب في 19 يوليو (تموز)".

معربا عن قلق بلاده من "المستوى المنخفض من الاستجابة الإنسانية، وربما لم يكن ينبغي لنا أن نتوقع أي شيء آخر في غياب وقف إطلاق النار، ونتيجة لذلك، فإن جميع القرارات الإنسانية التي اتخذها المجلس كانت على الورق؛ إن الآلية الخاصة بالإمدادات الإنسانية التي تم إنشاؤها بموجب قرار مجلس الأمن 2720 من الواضح أنها لا تحقق أي نتائج مهمة".

وأضاف نيبينزيا أن أي آلية لتحقيق المصالحة بين إسرائيل وجيرانها دون حل عادل للقضية الفلسطينية لن يحقق الهدف المنشود وستطيل أمد دوامة العنف.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة يوم الخميس ارتفاع عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 39 ألفا و175 قتيلا، والمصابين إلى 90 ألفا و403 منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.