مخرج فلسطيني نازح يقدم أول أفلامه (جنة جهنم) من خيمة بدير البلح وسط غزة
(وكالة أنباء العالم العربي) - لم يكن الفنان المسرحي الفلسطيني كريم ستوم يعلم لدى نزوحه من غزة إلى عدة مدن وصولا إلى دير البلح في نهاية المطاف، أن هذه ستكون فرصته لتقديم عمله السينمائي الأول من داخل خيمة بمستشفى شهداء الأقصى حيث حول كيسا لحفظ الموتى إلى فراش ومكتب ولدت عليه أولى تجاربه الإخراجية.
وستوم سلسيل عائلة فنية فوالده هو الممثل المسرحي سامي ستوم الذي قدم معه عدة أعمال من قبل وقال "قبل الحرب قدمت عدة مسرحيات مع والدي الفنان المسرحي سامي ستوم مع علي أبو ياسين في الحرب قدمت عدة ورش للدراما للأطفال انطلاقا من واجبي كفنان لتلبية احتياجات الأطفال من خلال فني".
يجسد كريم في فيلمه (جنة جهنم) حكايته الشخصية مع الحرب والنزوح والمفارقة المتمثلة في حصوله على كيس لحفظ الموتى للنوم فيه والذي اعتبره انتقالا من جهنم إلى الجنة بعدما حماه من برد الخيمة القارس حين انضم لعائلته في دير البلح وسط قطاع غزة.
وقال "حين جئت لأهلي بدير البلح لم يكن لي مكان للنوم فأخذت كفنا من ثلاجة الموتى وفتحته ووضعت بداخله غطاء ونمت داخله لأن الجو كان شديد البرودة، سبب تسمية الفيلم جنة جهنم أن فعليا حين كنت أكاد أموت بردا كان الوضع مثل جهنم لكن حين دخلت في الكفن وشعرت بالدفء أصبحت وكأنني دخلت إلى الجنة ".
تمكن الفنان الشاب من تقديم فيلمه وسط هذه الظروف الصعبة بدعم من مؤسسة مشهرواي للإنتاج ودعم السينمائيين في قطاع غزة وقال "كانت هذه المرة الأولى التي أقدم فيها عملا سينمائيا وواجهت صعوبات كثيرة من ناحية التصوير والمونتاج والموسيقى لكن الفضل في كل هذا للمخرج رشيد مشهراوي الذي لم يتركني لحظة وتابعني في كل خطوات الفيلم".
واعتبر كريم أن تقديم عمل سينمائي من لا شيء وسط ظروف الحرب "يعد انتصارا كبيرا في حذ ذاته".
وعن مشاريعه الفنية القادمة قال "أجمع الحكايات التي حدثت لي منذ بداية الحرب لتقديم مسرحية مونودراما سواء خلال الحرب أو بعدها وهي تجربتي أنا في الحرب".
يتحدث كريم بأسى عن أكبر خسائره جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول ويقول إنه منزله الذي يحمل ذكرياته والذي ساهم في امتهانه الفن فقد كان يتوافد عليه الفنانون كل خميس لزيارة والده الفنان المسرحي.
وقال "كنت أذهب إلى البحر لاحتساء قهوتي والاستماع إلى أغاني فيروز وفي المساء أستمع لأغنيات أصالة لم أكن أقوم بنقل المياه أو أشتري وجبة اليوم من السوق لعدم وجود ثلاجة (براد) حتى لا تفسد. فقدت نصف وزني في هذه الحرب. "