مهرجان الشواطئ قبلة المغاربة في حرارة الصيف
ساحة الفدان قرب المدينة العتيقة لتطوان في المغرب والمطلة على البحر المتوسط والملقبة بابنة غرناطة بسبب التشابه بينها وبين المدينة الإسبانية في المعمار والثقافة وأسلوب الحياة (25 أبريل نيسان 2024)
  • تطوان

  • الثلاثاء، ١٦ يوليو ٢٠٢٤ في ١١:٤٣ م
    آخر تحديث : الثلاثاء، ١٦ يوليو ٢٠٢٤ في ١١:٤٣ م

مهرجان الشواطئ قبلة المغاربة في حرارة الصيف

(وكالة أنباء العالم العربي) - يحرص حميد العويني على زيارة منطقتي مرتيل والمضيق في ضواحي مدينة تطوان بشمال المغرب كل عام منذ ما يزيد على أربع سنوات رفقة أسرته الصغيرة لحضور مهرجان الشواطئ الصيفي.

ويصادف هذا العام الذكرى العشرين على بدء تنظيم مهرجان الشواطئ، الذي يشهد مجموعة متنوعة من الفعاليات الترفيهية والثقافية والفنية في عدد من المدن الساحلية بالمغرب ويجذب العديد من الزوار المحليين خلال أشهر الصيف.

وقال العويني لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "الطقس في فصل الصيف بمدينة مراكش قاس جدا، وأطفالي لا يتحملون حرارة المدينة، يكفي أنهم يستحملونها طيلة العام".

وأكد العويني، الموجود هذا الأسبوع في منطقة المضيق، أنه يرغب في قضاء بقية العطلة متنقلا بين المضيق والفنيدق ومرتيل.

وأضاف "نقضي اليوم بالكامل خارج البيت الذي (استأجرناه) مقابل 400 درهم في الليلة الواحدة. أطفالي الثلاثة يستمتعون بأجواء الشاطئ نهارا وسهرات الصيف ليلا".

ويحمل المهرجان، الذي تنظمه شركة اتصالات المغرب، العديد من الأبعاد الثقافية التي تعكس تنوع الثقافة المغربية، كما يشكل منصة للتفاعل الثقافي بين الزوار المحليين.

وقال هشام عبقري، مدير مديرية الفنون بوزارة الثقافة المغربية، إن توجه القطاع الخاص لتمويل مثل هذه المهرجانات "مسألة جيدة وصحية، على أساس أنه يساهم في النشاط الثقافي للبلاد، ويخفف من الضغط على المالية العمومية".

ويعتقد عبقري أنه لا يوجد أي اختلاف بين الفعاليات الثقافية والترفيهية في مهرجان الشواطئ "والصحيح هو أن الأنشطة الترفيهية تتضمن أهدافا تثقيفية بالضرورة".

ويطل المغرب على البحر المتوسط شمالا والمحيط الأطلسي شرقا، وهو ما أعطى لمنظمي هذه المهرجانات فرصة لخلق أنشطة ثقافية وترفيهية في المدن الساحلية، بحسب مدير مديرية الفنون في وزارة الثقافة.

وقال عبقري "الاختلاف في المناطق الجغرافية يعني بالضرورة اختلافا في الثقافات، كما أن الأذواق الموسيقية في شمال المغرب ليست هي نفسها في الجنوب.

"يأتي إلى هذه المناطق أعدادا كبيرة من المغاربة، وغالبيتهم يأتون للاصطياف وليس بالضرورة من أجل السهرات، غير أن وجود خشبة موسيقية على الساحل يجعل المصطافين يستمتعون نهارا بالشاطئ وليلا بالموسيقى".

وأضاف "هذا النوع من المهرجانات يعزز التلاحم الاجتماعي والثقافي بين المغاربة من جميع أنحاء البلاد، وتوحدهم منصة المهرجان والشاطئ".

انتعاش اقتصادي

ينعش مهرجان الشواطئ السياحة الداخلية والفنادق والمطاعم والمتاجر المحلية، ويوفر فرص عمل مؤقتة لكثيرين سواء في تنظيم الفعاليات والأمن والخدمات اللوجستية وغيرها.

غير أن وصال حجوي، ابنة مدينة مرتيل، تشكو من ارتفاع أسعار الخدمات بالمدينة، خاصة خلال الصيف، بسبب توافد العديد من الزوار على المنطقة وتنظيم حفلات غنائية في مرتيل والمضيق.

وقالت لوكالة أنباء العالم العربي "نعيش طيلة العام في هدوء، لكن في الصيف تصبح مدينة مرتيل الصغيرة والهادئة صاخبة ومكتظة، والعديد من المرافق العمومية ترفع أسعارها، وهذا أمر مزعج لنا".

ومن جانب آخر، أقرت وصال بوجود إيجابيات للمهرجان على المنطقة، قائلة إن بعض المطاعم على سبيل المثال لا تعرف رواجا سوى خلال الصيف.

وبالنسبة للزبير بوحوت، وهو مدير سابق لإحدى المجالس الإقليمية للسياحة في المغرب، فإن تنظيم مثل هذه المهرجانات الموسمية يسهم في إنعاش المدن الساحلية اقتصاديا.

وقال بوحوت "عند ارتفاع مداخيل كل المؤسسات السياحية، تستفيد الجماعات المحلية للمدن المنظمة بدورها، ويعود المهرجان، بالإضافة إلى الترفيه، بنفع اقتصادي كبير".

ووفقا لشركة اتصالات المغرب المنظمة لمهرجان الشواطئ، فقد استطاع الحدث الصيفي على مدى عقدين من الزمن أن يستقطب كل عام ملايين المتفرجين من جميع أنحاء المغرب للاستمتاع بالموسيقى والثقافة.

وقال أحد المنظمين بالشركة لوكالة أنباء العالم العربي إن المهرجان يستقبل ما يزيد على 200 فنان من مشاهير المغاربة، ويتم تقديم ما لا يقل عن مئة حفل موسيقي.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "المهرجان يلتزم منذ تأسيسه على تعزيز الاندماج الاجتماعي من خلال الموسيقى، وتشجيع التبادل الثقافي، وتمكين الجمهور من اكتشاف التنوع الموسيقي بالبلاد".

وبدأت فعاليات مهرجان الشواطئ هذا العام يوم السبت الماضي، ويستمر حتى 21 أغسطس آب في مدن المضيق وطنجة والحسيمة ومرتيل والسعيدية والناظور بشمال المغرب.