• لندن

  • الأربعاء، ٢٤ يوليو ٢٠٢٤ في ٥:١٩ م
    آخر تحديث : الأربعاء، ٢٤ يوليو ٢٠٢٤ في ٥:١٩ م

مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة في غزة لـAWP: لم يتم رصد أي حالات إصابة بشرية بشلل الأطفال في القطاع حتى الآن

(وكالة أنباء العالم العربي) - أكد غسان وهبة، مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة بقطاع غزة، عدم رصد أي حالات إصابة بشرية في القطاع بفيروس شلل الأطفال حتى الآن، وأن وجود الفيروس ما زال مقتصرا على مياه الصرف الصحي.

لكن مسؤول الصحة أقر في الوقت نفسه بصعوبة جمع عينات بشرية للتأكد من خلو القطاع من إصابات بين الأطفال نتيجة ظروف الحرب الإسرائيلية التي تعصف بغزة منذ ما يقرب من عشرة أشهر.

وقال وهبة لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الأربعاء "اكتشفت وزارة الصحة وجود فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في منطقتين بقطاع غزة، فقمنا بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، وبدأنا في عملية الترصد الوبائي في هاتين المنطقتين، وبدأنا في عمل الفرق الطبية وتقييم مرحلة الخطر".

وأضاف "نحن في المرحلة الوسطى من مرحلة الخطر".

وأردف بالقول "بدأنا بتكوين فرق طبية في كافة أنحاء قطاع غزة للقيام بعملية الرصد الوبائي (للوقوف عما) إذا كان المرض انتقل من البيئة إلى شخص من الفئة المستهدفة، أي الأطفال ما بين (حديثي الولادة) إلى 15 عاما".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد كشفت أمس الثلاثاء عن وجود احتمال كبير لتفشي فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة والمنطقة المحيطة به بسبب الوضع الصحي المتدهور، وكذلك انهيار نظام الصرف الصحي في القطاع.

ونقل موقع الأمم المتحدة على الإنترنت عن أياديل ساباربيكوف، رئيس فريق الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية، قوله إن من بين سبع عينات بيئية تم جمعها من مياه الصرف الصحي في غزة، تأكد وجود فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح المنتشر في ست منها.

وأشار إلى أن النقص في المعدات والقدرة المختبرية في غزة حال دون إجراء الاختبارات البشرية، مضيفا أن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تخططان لجمع عينات من البراز البشري لتقييم المخاطر المتعلقة بالفيروس.

وشلل الأطفال فيروس شديد العدوى يهاجم الجهاز العصبي ويسبب الشلل، ويصيب في الأساس الأطفال دون سن الخامسة.

وقال مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة بقطاع غزة إنه حتى الآن لم تظهر أي ملاحظات أو أي علامات للفيروس على الإنسان.

لكنه أكد في الوقت نفسه أنه قد تكون هناك إصابات بالمرض وأن الوزارة "لا تستطيع تحديد هل انتقل المرض من البيئة إلى الأطفال أو لا"، وأرجع ذلك إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.

وقال وهبة "معروف أن أطفالنا موجودون في المناطق النائية وفي مناطق الخيام وفي المناطق الإنسانية، ويجد الناس صعوبة في الوصول للمراكز الصحية، وإلى جانب ذلك فإن النظام الصحي (في القطاع) متهالك نتيجة تدمير المستشفيات والمراكز الصحية".

وشدد وهبة على أهمية إعادة تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، وقال "هذا النوع (من الفيروس) من النوع الثاني، ومنذ عام 2016 لم نقم بتلقيح الأطفال ضد هذا النوع من الفيروس لأن منظمة الصحة العالمية أعلنت القضاء عليه وأوقفت التطعيمات الخاصة به.

"بدأ الفيروس في الظهور الآن نتيجة غياب النظافة الشخصية وعدم وجود الطعام المناسب وهبوط (ضعف) جهاز المناعة لدى الأطفال نتيجة عدم وجود الأكل المناسب وشرب المياه الملوثة".

وأضاف "ناشدنا منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف لإرسال التطعيمات إلى قطاع غزة حتى نبدأ حملات التطعيم بين الأطفال المستهدفين.

"إلى جانب ذلك، بدأنا بمناشدة الأمم المتحدة لإصلاح نظام الصرف الصحي... مياه الصرف الصحي موجودة بين الخيام وفي الشوارع، وهذا أيضا أدى إلى ظهور المرض، ونحن نطالب بضرورة إعادة تأهيل عمليات الصرف الصحي وإعادة تأهيل المستشفيات وتأهيل المراكز الصحية".

كما أشار مسؤول الصحة إلى ظهور فيروس التهاب الكبد الوبائي أيضا في قطاع غزة في الآونة الأخيرة.

ومضى يقول "نواجه منذ فترة فيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع (ايه)، وبدأ (التهاب الغدة النكافية) في الظهور الآن مرة أخرى، وهذه الأمراض كان قد تم القضاء عليها في قطاع غزة لكنها عادت للظهور مرة أخرى في ظل الحرب المسعورة على القطاع".

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد الماضي إنه سيبدأ تقديم لقاح شلل الأطفال لجنوده الذين يخدمون في قطاع غزة، مضيفا أنه وفر بالتعاون مع منظمات دولية لقاحات كافية لأكثر من مليون من سكان غزة.

وأكد ساباربيكوف أنه إذا تقرر إجراء حملة تطعيم واسعة النطاق فستكون من مسؤولية (وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق)، وهي الهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق تدفق المساعدات إلى غزة. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية "تلقت حتى الآن تطمينات بأن ذلك سيتم".