مبادرة في خان يونس لتوفير الإنترنت والكهرباء للطلبة والعاملين عن بعد
(وكالة أنباء العالم العربي) - مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وصعوبة الحصول على خدمات الإنترنت والكهرباء، تضرر كثير من الشباب الفلسطينيين خاصة من الطلبة والعاملين عن بعد.
ودمرت الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر معظم البنايات التجارية التي تضم مكاتب شركات تقديم الخدمات عن بعد، أو المساحات الحرة للعمل التي توفر للعاملين المستقلين مكاتب مزودة بالخدمات المطلوبة لممارسة أعمالهم، مثل الأثاث المكتبي والكهرباء والإنترنت والبيئة الهادئة.
وتسببت هذه الظروف في عدم قدرة الكثير من مقدمي الخدمات على الإيفاء بالتزاماتهم مع جهات وزبائن خارج القطاع، أو العمل على إعادة بناء المشاريع الخاصة بالزبائن من جديد بسبب فقدان الأجهزة والأدوات اللازمة.
وفي محاولة لحل هذه المعضلة بادر الشاب مهند قريق الذي يعمل مبرمجا بإنشاء "مساحة عمل" على الشاطئ في مدينة خان يونس يمكن من خلالها الحصول على خدمات الإنترنت والكهرباء لإنجاز الأعمال.
وقال قريق "قررنا نعمل Work space (مساحة عمل) وعانينا كثيرا في تجهيز المكان، بحثنا عن أماكن في مناطق أخرى ولم نوفق فيها حتى رزقنا الله بهذا المكان ونعرف صاحبه".
وأوضح أن "المكان كان رملا بالكامل وجهزناه ووفرنا فيه الإنترنت بالتعاون مع شركة الاتصالات وأعدنا خط الإنترنت الفايبر الذي كان موجودا عندنا".
وحققت المبادرة انتشارا لافتا حيث أقبل عليها كثير من الطلاب والعاملين عن بعد الذين وجدوا في تلك المساحة فرصة في استعادة التواصل مع العالم الخارجي وتقديم خدماتهم من جديد.
وأشار المبرمج أحمد العامودي إلى أنه كان يواجه دائما مشكلة في نقص الإنترنت والكهرباء، وأن مساحة العمل "توفر لنا الإنترنت والكهرباء بشكل يناسب عملنا وتساعدنا كثيرا في العودة من جديد إلى الشركات التي توقفنا في التعامل معها بسبب الحرب".
كما ذكرت المبرمجة آلاء الكباريتي "حاولت أن أرجع إلى عملي من خلال هذا المكان، لكن في البداية واجهت تحديات حيث كنت أعمل مع عملاء من دول مختلفة، حاولت أرجع إليهم وأقنعهم أنه أصبح متوافرا لدي إنترنت وكهرباء، لكنهم كانوا يقابلونني بالرفض بسبب أنني في غزة ولن أتمكن من تسليم المنتج في وقت مناسب".
وأضافت أنها نجحت أخيرا في إقناع إحدى الشركات بالعمل معها مرة أخرى.
ويعمل المكان طوال أيام الأسبوع خلال ساعات النهار حيث يستوعب نحو 40 شخصا.
ويقول قريق إن كل ما يحتاجه هو الكهرباء لإمكانية العمل خلال الليل لخدمة المبرمجين والطلاب.
وكان كثير من الشباب في قطاع غزة توجهوا خلال السنوات القليلة الماضية نحو المنافسة في سوق العمل عن بعد في ظل شح فرص العمل في القطاع وتشبع السوق بالمشاريع التقليدية، معتمدين على مهارات وخدمات يمكن تقديمها عبر الإنترنت.