كاتب لبناني يعيد نشر كتاب يوجه انتقادات لأم كلثوم في ذكرى مرور 100 عام على أول حفل غنائي لها في القاهرة
غلاف الطبعتان القديمة والجديدة لكتاب (الهوى دون أهله.. أم كلثوم سيرة ونصا) للكاتب اللبناني حازم صاغية
  • القاهرة

  • الخميس، ١٨ يوليو ٢٠٢٤ في ١٠:١٨ م
    آخر تحديث : الخميس، ١٨ يوليو ٢٠٢٤ في ١٠:١٨ م

كاتب لبناني يعيد نشر كتاب يوجه انتقادات لأم كلثوم في ذكرى مرور 100 عام على أول حفل غنائي لها في القاهرة

(وكالة أنباء العالم العربي) - بالتزامن مع ذكرى مرور مئة عام على أول حفل غنائي تحييه المطربة المصرية الراحلة أم كلثوم في القاهرة، صدرت طبعة جديدة من أول كتاب يوجه انتقادات لمشروعها الغنائي، على الرغم من تأكيد مؤلفه على جمال صوتها وأثرها الواسع في الثقافة والفن في العالم العربي.

صدرت الطبعة الجديدة لكتاب (الهوى دون أهله.. أم كلثوم سيرة ونصا) للكاتب اللبناني حازم صاغية في 144 صفحة عن دار الساقي في بيروت. ويصف الناشر هذه الطبعة بأنها رؤية مختلفة لمغنية ظلت فوق التحليل والوصف والتقليد وحتى المنافسة.

وكان الكتاب من أوائل المؤلفات التي حاولت تفكيك المكانة الرمزية لأم كلثوم، التي تعد أهم مطربة عربية في القرن العشرين وحازت على ألقاب منها "كوكب الشرق" و"سيدة الغناء العربي". وصدرت الطبعة الأولى من الكتاب عام 1991 عن دار الجديد في لبنان.

وتحتفل هيئات موسيقية وثقافية هذا العام بمرور مئة عام على أول حفل تقدمه أم كلثوم في القاهرة بعد أن ذاع صيتها وهي ما زالت فتاة صغيرة في قرى المنصورة بدلتا النيل شمال شرقي القاهرة.

وبعد أقل من عامين من حفلها الأول، تصدرت أم كلثوم قائمة المطربات الأعلى أجرا في مصر وظلت في الصدارة حتى وفاتها في 1975 بعدما أصبحت أيقونة الغناء في مصر والعالم العربي .

ويقول مؤرخون إن أم كلثوم جاءت في العام 1921 إلى القاهرة، لكن نقطة التحول كانت عندما التقت في 1924 الشاعر أحمد رامي والموسيقار محمد القصبجي الذي كلفته بتشكيل فرقة موسيقية تحمل اسمها، ثم بدأت رحلتها عام 1928 بغناء مناجاة فردية (مونولوغ) بعنوان "إن كنت أسامح وأنسى الآسية (القسوة)".

وعلى الرغم من أنها نالت ألقابا في العهد الملكي في مصر من بينها "صاحبة العصمة"، احتفظت أم كلثوم بالمكانة الرمزية ذاتها بعد أن أطاح الجيش بالنظام الملكي عام 1952.

وفي الطبعة الأولى من الكتاب، نظر صاغية إلى أم كلثوم بوصفها أداة من أدوات الدعاية لنظام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، مؤكدا أنها ساهمت في تسويق مشروع القومية العربية.

وأشار الكاتب اللبناني إلى الدور الذي لعبته أم كلثوم في حفلات دعم المجهود الحربي في حفلات بمدن عربية وأجنبية ذهبت إيراداتها لصالح إعادة بناء الجيش المصري بعد حرب يونيو حزيران 1967.

واعتبر صاغية أن أم كلثوم كانت واحدة من أقوى أجهزة الدولة في عهد عبد الناصر، على الرغم من أنها غنت من قبل للملك فاروق وزعيم ثورة 1919 سعد زغلول.

وزعم صاغية أن تحول أم كلثوم إلى مطربة الشعب في عهد عبد الناصر "هو تعبير عن الصيغة التوحيدية التي أراد النظام تعميمها في الأذواق والرغبات كما في السياسة".

لكن في الطبعة الجديدة للكتاب، راجع صاغية آراءه التي أوردها في الطبعة الأولى، قائلا إنه بالغ كثيرا في النقد الثقافي، وانتقد نفسه لاستخدامه عبارات قال إنها كانت في غير موضعها.

وأشار صاغية إلى أن الطبعة الأولى للكتاب كانت مدفوعة بالأجواء الغاضبة التي كانت تتحكم به بسبب الحرب الأهلية اللبنانية.

ويقول صاغية "الحرب جعلت كل ما لدينا يبدو عدما وسلبا خالصين لا يحرضان إلا على الحرق والإتلاف، وأم كلثوم من العلامات الكبرى على ذاك الزمن ومن صناع ثقافته الكبار، وهو ما حضني وحض كثيرين غيري على شيء من المبالغة في التعميم".

وأضاف "يبدو مفهوما أن يثير إخضاع معبودة الجماهير السيدة أم كلثوم للنقد أو لتحليل يزعم أنه موضوعي قدرا من الغضب والتوتر وإضعاف السيطرة على النفس، وربما كان رد فعل إنسانيا أقرب إلى أن يكون طبيعيا وهو لهذا السبب يعذر ويؤخذ بالحسنى".

وفي الوقت نفسه، أكد المؤلف أن القناعات الأساسية التي قادته لتأليف الكتاب ما زالت كما هي.

وقال الكاتب اللبناني "أحب الكثير من أغانيها أو مقاطع منها، وقد أتجرأ حين ينخفض صوتي على غناء بعضها بصوتي".
    
ويتساءل صاغية في كتابه عن "سر المعجزة التي صنعتها أم كلثوم، وهل أصبحت كائنا فوق إنساني؟ ولماذا تحولت إلى رمز قومي عربي قائم بذاته كالأرض واللغة والدين، وهل تحول نص الحب في أغنياتها إلى نص صوفي تجاوز مفهومي الزمان والمكان؟".