إسماعيل هنية.. تدرج في سلم حركة حماس وصولا إلى قمة الهرم القيادي
(وكالة أنباء العالم العربي) - شكلت مسيرة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي قُتل في غارة في طهران فجر الأربعاء، علامات تحول كبيرة في الحركة ومواقفها وقراراتها.
فهو من قاد أول قائمة لحركة حماس للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية بينما كانت الحركة ترفض مثل هذه المشاركة من قبل باعتبار البرلمان أحد إفرازات اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، والتي كانت ترفضها.
وقاد هنية حركة حماس في ظروف إقليمية معقدة كان أبرزها أحداث السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي وما أعقبها من تطورات إقليمية ودولية.
الميلاد والنشأة
وُلد إسماعيل هنية عام 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين بقطاع غزة لأبوين لاجئين من مدينة عسقلان التي نزحت إليها عائلته بعد عام 1948. ونشأ في ظروف صعبة عاش فيها منذ صغره حياة المخيمات والتحديات اليومية التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين.
تأثر هنية بانتمائه المبكر لحركة الإخوان المسلمين، مما دفعه إلى الانخراط في الحركة الطلابية الإسلامية. وبمرور السنوات، تدرج في مناصب قيادية داخل حماس حتى وصل إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة في عام 2017.
ولعب دورا حاسما في قيادة الحركة خلال فترات من التحديات والصراعات.
النشاط السياسي المبكر
بدأ نشاطه السياسي في صفوف الكتلة الإسلامية، التي كانت تُعتبر الذراع الطلابية لحركة الإخوان المسلمين في فلسطين.
التحق بجامعة الأزهر في غزة، حيث واصل نشاطه السياسي والديني. وكان لانتمائه المبكر لحركة الإخوان المسلمين تأثير كبير على مسيرته السياسية اللاحقة، خصوصا بعد تأسيس حركة حماس في عام 1987.
* الاعتقال والإبعاد
اعتقلته السلطات الإسرائيلية في عام 1989 حيث قضى ثلاث سنوات في السجن قبل إبعاده إلى جنوب لبنان عام 1992.
وكان هذا الإبعاد جزءا من حملة إسرائيلية لإبعاد عدد من قادة حماس والجهاد الإسلامي، وكانت عودته من المنفى بمثابة تعزيز لمكانته داخل الحركة.
صعود وتدرج في سلم القيادة
مع مرور السنوات، تدرج هنية في مواقع قيادية داخل حركة حماس. ففي عام 1997، اختير ليكون مسؤولا في مكتب الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين. وبعد اغتيال ياسين عام 2004، أصبح هنية أحد الوجوه البارزة في الحركة، مستفيدا من الدعم الشعبي القوي في قطاع غزة.
وبعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، تولى هنية منصب رئيس الوزراء. إلا أن فترة حكمه لم تدم طويلا حيث أقاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عام 2007 بعد سيطرة حماس على قطاع غزة بالقوة العسكرية.
ورغم الإقالة، بقي هنية الفاعل الأبرز في قطاع غزة حيث تمتع بنفوذ واسع وشعبية كبيرة.
رئاسة المكتب السياسي
في عام 2017، انتُخب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لخالد مشعل، وهو أعلى منصب قيادي في الحركة.
قاد هنية الحركة في فترة مليئة بالتحديات، بما في ذلك الحصار الإسرائيلي على غزة، والأزمات الاقتصادية، والصراعات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية.
اغتيال
في أول أيام عيد الفطر الماضي، كان ثلاثة من أبناء هنيّة متجهين برفقة أطفالهم لزيارة أقاربهم في مخيم الشاطئ للاجئين بشمال قطاع غزة. وقبل وصولهم المخيم بلحظات باغتتهم الصواريخ الإسرائيلية داخل سيّارة مدنية كانوا يستقلونها فقتلت كل من فيها.
وعقَّب هنية يومها قائلا "كل أبناء شعبنا وكل عائلات سكان غزة دفعوا ثمنا باهظا من دماء أبنائهم وأنا واحد منهم.. وما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني، ولا فرق بينهم".
وكانت لهنية مقولات بارزة منها "لن نعترف.. لن نعترف.. لن نعترف بإسرائيل".
وفي فجر الأربعاء الموافق 31 يوليو تموز عام 2024، قُتل إسماعيل هنية في غارة قالت حركة حماس إن إسرائيل نفذتها على مقر إقامته في طهران، فكان أرفع شخصية في حماس تُغتال منذ أحداث السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي، مما أثار ردود فعل قوية من مؤيدي الحركة وخصومها على حد سواء.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تنكيس الأعلام حدادا، ووصف الاغتيال بأنه "عمل جبان وتطور خطير". كما أعلنت إيران الحداد لثلاثة أيام.