فرقة (أفريكاريو كوليكشن) الموسيقية تسعى لمد جسور التواصل بين الموسيقى الأفريقية والعربية
(وكالة أنباء العالم العربي) - تعمل فرقة موسيقية في القاهرة مكونة من عازفين من دول أفريقية مختلفة على تعريف الجمهور بأنواع الموسيقى في القارة، كما تسعى لإقامة جسور للتواصل بين الثقافتين العربية والأفريقية.
تحمل الفرقة اسم (أفريكايرو كوليكشن) وأحيت يوم السبت حفلا برعاية السفارة الفنلندية في القاهرة، وشاركت في افتتاح فعالية (جسور بين الثقافات) التي نظمت بالتعاون بين سفارة فنلندا والمنظمة العالمية للهجرة.
وقال مؤسس الفرقة أحمد عمر وهو عازف غيتار مصري إريتري "بدأت الفرقة عملها منذ العام 2016، لكن فكرة العمل المشترك بدأت قبل ذلك بعامين على الأقل.
"تحمس عازفون من دول أفريقية مختلفة لتقديم نماذج من الحوار الموسيقي وصور التفاعل المشترك ثم رأينا أهمية الانتظام في برنامج لعروض وحفلات موسيقية كلما تيسرت فرص اللقاء".
وأشار عمر إلى أن الفرقة ليست كيانا جامدا أو مغلقا، بل يتسم عملها بالمرونة وهي ترحب بانضمام أعضاء جدد طيلة الوقت بشرط الانتماء لبلد أفريقي، إلى جانب إجادة العزف على الآلات وثيقة الصلة بهذه الثقافة.
وأضاف "نحن معنيون بصورة رئيسية بتنمية جسور التواصل بين مختلف الثقافات داخل القارة وكسر الحواجز".
يتعاون مع الفرقة حاليا 14 عازفا، أبرزهم عازف الإيقاعات عادل ميخا. وتضم الفرقة أيضا كاتب الأغاني والموسيقي السوداني أباذر عبد الباقي، كما يشارك عازفون من نيجيريا وإثيوبيا والكونغو وإرتيريا.
تعتمد الفرقة في المقطوعات الموسيقية التي تقدمها على نمط من التأليف المشترك، حيث يقترح العازفون موضوعات شعبية أو أغنيات تمثل ثقافة كل بلد، ثم يعمل العازفون على الارتجال أو إعادة توزيعها في قوالب جديدة، وبالتالي فإن عملية التحضير أقرب إلى ورشة عمل لإنتاج الأفكار المشتركة، على حد قول المؤسس.
يؤمن عمر بأن المسرح هو أنسب ساحات الحوار والاندماج بين الثقافات، ويقول "عندما تعمل الموسيقى تذوب الهويات وتندمج الأرواح، كما أن الموسيقى لغة لا تحتاج إلى لغة ورسالتها في الاندماج واضحة لا لبس فيها".
وأضاف "فكرتنا الرئيسية هي الرهان على تنمية البعد الأفريقي داخل مصر وتفعيل أشكال التواصل بين الثقافتين العربية والأفريقية، لكن للأسف البعد الأفريقي مهمش تماما والثقافة السائدة في المجتمع لا تساعد على تنميته أو الاستفادة منه، ودورنا هو زيادة مساحة التواصل والحوار".
أبدى عمر أسفه إزاء ما وصفه بأنه تجاهل فعاليات ومهرجانات عديدة جهود الفرقة "على الرغم من معرفة المنظمين بمساهمات العازفين الأفراد، لكنهم غير راغبين في تأكيد وجود الفكرة ذاتها".
وأضاف "لم يحدث أن وجهت لنا الدعوة للمشاركة في مهرجان القاهرة للجاز ولا في حفلات الصيف داخل الأوبرا المصرية وهذا غير مفهوم".
وأكد مؤسس فرقة (أفريكايرو كوليكشن) أن تجارب العمل خلال ما يقرب من عشر سنوات كانت تعتمد على مبادرات ذاتية، مشيرا إلى أن الفرقة استمرت في عملها رغم العديد من الصعوبات التي واجهتها والمرتبطة في الأغلب بغياب الدعم المالي والمنح الإنتاجية.
ومضى يقول "هذه الأمور تصيب أفراد الفرقة بالإحباط لكننا نعود ونستأنف العمل من جديد على أمل أن تصل رسالتنا إلى عمقنا الأفريقي".
وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت كذلك بعض التراجع في نشاط الفرق الموسيقية المستقلة، وتحولت غالبية الفرق للعمل ضمن التيار الرئيسي بما يتضمنه ذلك من تضحيات في طموحاتها الفنية ومجاراة النزعات الاستهلاكية.
ويرى عمر أن الرهان على الموسيقى الأفريقية لا يمثل عنصر جذب في الوقت الحالي بسبب صور العنصرية والاستعلاء التي يمكن مراقبتها في الشارع.
وقال "الموسيقى الأفريقية ليست بابا لأكل العيش، وإنما هي وسيلة للتواصل الثقافي، لذلك تعاني من عدم الانتشار وهو أمر يصعب أحيانا من عمل الفرقة".
وأضاف "لسنا مجرد عازفين لكننا أصحاب رسالة ثقافية وفنية، وبإمكاننا أن نحقق لبلادنا مكاسب سياسية كبيرة بحيث تكون الموسيقى أحد أدوات الدبلوماسية الثقافية في أفريقيا، لأن موقعنا الجغرافي يحملنا مسؤوليات كبيرة داخل القارة".
وعلى الرغم من أن الفرقة عزفت في مناسبات عديدة، يؤكد عمر أن الدعوات الموجهة للفرقة كانت في الغالب من منظمات تابعة للمجتمع المدني أو تمثل سفارات ومنظمات أجنبية تعمل في مصر مع زيادة الاهتمام بقضايا اللاجئين.
وأوضح مؤسس (أفريكايرو كوليكشن) قائلا إن الفرقة لا تستطيع الانتظام في تقديم حفلاتها وفق مواعيد محددة نظرا لصعوبات تواجه تمويل تسجيلاتها أو تنفيذها "وكل ما نفعله في الوقت الحالي هو عمل بروفات منتظمة إلى جانب إفساح العمل داخل استوديو صغير يستوعب طموحات العازفين في العمل المشترك".
ويأمل عمر أن تشهد السنوات المقبلة تأسيس مهرجان خاص للثقافات الأفريقية يضع ضمن أولوياته الجانب الموسيقي.