عشرات الغرقى في المياه الجزائرية في أقل من شهرين مع توجه الشباب إلى الشواطئ الصخرية الخطيرة
شاب جزائري يقفز من أعلى صخرة في مياه البحر المتوسط على شاطئ الصخر الأسود بولاية بومرداس الجزائرية
  • الجزائر

  • الثلاثاء، ٢٣ يوليو ٢٠٢٤ في ٣:٣٠ م
    آخر تحديث : الثلاثاء، ٢٣ يوليو ٢٠٢٤ في ٣:٣٠ م

عشرات الغرقى في المياه الجزائرية في أقل من شهرين مع توجه الشباب إلى الشواطئ الصخرية الخطيرة

(وكالة أنباء العالم العربي) - يفضل الكثير من الجزائريين قضاء أوقاتهم في أشهر الصيف الحارة على الشواطئ الصخرية البعيدة عن صخب المدن، حيث تتوفر منصات طبيعية للقفز وممارسة هواية الغطس.

لكن على الرغم من نقاء مياه البحر المتوسط على الشواطئ الصخرية الجزائرية والمناظر الطبيعية الخلابة للجبال الخضراء المحيطة بها، فإنها لا تخلو من الخطورة.

وبحسب الحماية المدنية، لقي ما لا يقل عن 107 أشخاص حتفهم غرقا في الجزائر منذ أول يونيو حزيران الماضي فقط.

وأبلغ النقيب زهير بن أمزال، مسؤول الإعلام في المديرية العامة للحماية المدنية، وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن عدد الذين لقوا حتفهم غرقا وانتشلتهم الحماية المدنية منذ بداية الشهر الماضي وحتى الأسبوع الحالي بلغ 82 على الشواطئ، بالإضافة إلى 25 غريقا تم انتشالهم من المسطحات المائية الأخرى.

ويقول عبد الصمد القادم من الجزائر العاصمة إنه يفضل الشواطئ الصخرية التي لا تأتي إليها العائلات، فالشواطئ الرملية لا تستهويه لأنها مكتظة ويكثر فيها الصخب ولا تحقق له الغاية من الذهاب إلى البحر وهو الراحة والاستجمام.

أما عماد، الذي يأتي من ولاية برج بوعريريج إلى السواحل الشرقية للجزائر بحثا عن ممارسة هواية الغطس من المرتفعات، فيقول إن أغلب الشواطئ الصخرية تتوفر فيها منصات طبيعية للقفز "وهذه الهواية تستهوي الكثير من الشباب الجزائريين رغم خطورتها".

وقال عقبة عثماني، الأمين العام لجمعية الرؤية للتنمية ورعاية الشباب بولاية جيجل الساحلية، لوكالة أنباء العالم العربي إن الشواطئ الصخرية في الولاية تمتاز بجمالها وصفاء مائها ووقوعها عادة تحت مرتفعات صخرية تمتزج مع اخضرار الجبال المحيطة بها.

غير أنه أقر بأن المصطافين، وخاصة الشباب، لا يستجيبون في المعتاد للتحذيرات من خطورة الشواطئ الصخرية التي لا يوجد بها وسائل إنقاذ.

وأضاف عثماني "الكثير من حوادث السقوط بين الصخور وقعت في صفوف زوار تلك المناطق الصخرية والذين لا يملكون خبرة المغامرة وكيفية التعامل مع التضاريس الوعرة، وذلك قبل الوصول إلى الشاطئ".

غير أن تلك الشواطئ تبقى المفضلة للكثير من الجزائريين الباحثين على الراحة والتمتع بجمال الطبيعة، خاصة مع احتواء أغلبها على أحواض سباحة طبيعية.

b8aeba87-5273-4552-a1b8-f6e632490196.jpg

شبان جزائريون يمارسون السباحة والغطس في الأحواض الطبيعية التي تصنعها الصخور على شاطئ الصخر الأسود بولاية بومرداس الجزائرية

وقال أمزال، مسؤول الإعلام في مديرية الحماية المدنية، إن أكبر نسبة وفيات بسبب الغرق سجلت في الشواطئ غير المسموح فيها بالسباحة، حيث جرى انتشال 57 جثة منذ أول يونيو حزيران.

والشواطئ الممنوعة، بحسب بن أمزال، هي الشواطئ الصخرية أو التي يوجد فيها تيارات بحرية قوية ودائمة، أو تنعدم فيها الممرات من الطريق إلى الشاطئ مما يصعب عمليات للإنقاذ، أو منعت السباحة فيها لأسباب تتعلق بالبيئة وتلوث المياه.

ولا توجد نقاط مراقبة وحماية في الشواطئ الممنوع فيها السباحة.

وكشف بن أمزال أن عدد مرات تدخل عناصر الحماية المدنية في الشواطئ لإنقاذ مصطافين من الغرق تجاوز 22 ألف مرة منذ الشهر الماضي، قائلا إنه جرى إنقاذ ما يزيد على 15 ألف شخص من الغرق في تلك الفترة.

ولقي أحد أفراد الحماية المدنية حتفه في وقت سابق من الشهر الحالي في أثناء إنقاذ ثلاثة شبان من الغرق بعد أن جرفهم التيار القوي على شاطئ شنوة الصخري في تيبازة غربي الجزائر العاصمة، بحسب بن أمزال.

وقال مسؤول الإعلام إن مصالح الحماية المدنية في الجزائر عينت عشرة آلاف فرد للمراقبة والحماية دائمين وموسميين لتغطية الشواطئ الجزائرية طيلة موسم الصيف الذي يمتد من يونيو حزيران إلى سبتمبر أيلول.