عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع لـAWP: لا سلام مع الجيش ومستقبل السودان قاتم
(وكالة أنباء العالم العربي) - قال عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع عيسى القوني أمس الثلاثاء إنه لا أفق لأى حل سلمي للأزمة في السودان.
وأبلغ القوني وكالة أنباء العالم العربي (AWP) "لا يوجد استقرار في السودان حاليا، ولا نرى انفراجة قريبة في الأزمة، لأن الجيش لا يريد سلاما، ولا يريد وقف نزيف الدماء، ولا يريد حلا أصلا، قائد الجيش قال هؤلاء الناس لا سلام معهم".
وأضاف القوني أن تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تفيد بأن الحرب مستمرة ولن تتوقف.
وتابع قائلا "نرى مستقبلا قاتما للسودان في وجود هؤلاء المجرمين، لكن نحن قادرون على القضاء عليهم ولن نترك فيهم واحدا إلا إن جنحوا إلى السلم".
واندلع الصراع في السودان في أبريل نيسان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع بسبب خلافات حول دمج الأخيرة في القوات المسلحة، بينما كانت الأطراف المدنية والعسكرية تضع اللمسات الأخيرة على عملية سياسية كان من المقرر أن تنتهي بإجراء انتخابات.
وقال القوني إن قوات الدعم السريع كان تعول على المفاوضات التي عقدت في جدة بالسعودية للتوصل لحل سلمي للأزمة السودانية.
ومضى يقول "كنا قد قطعنا شوطا كبيرا، وقبل التوقيع على الالتزامات رفض الجيش وقادته من الإسلاميين التوقيع وذهبوا إلى الإيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا) ثم تعنتوا مع الإيغاد".
وأضاف القوني "الجيش دائما يحاول خلق أزمات فوق الأزمات، ولا يوجد حل مع هؤلاء الناس؟ الحل الوحيد هو الحل العسكري، فهم لا يعرفون السلام، ولا يريدون السلام، كما أنهم هم من أشعلوا هذه الحرب".
وأردف "إذا لم يتحقق هدف الجيش من الحرب فهي لن تتوقف حتى لو هزموا عسكريا، سيتحولون إلى عصابات إجرامية انتحارية ظلامية، لا يوجد حل، فلا تلهينا المحادثات، فكلها مضيعة وقت، وهؤلاء لا يعرفون الحل السلمي، فقط يعرفون الحرب".
* جرائم حرب
قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين إن هناك ما يدعوه للاعتقاد بارتكاب طرفي الحرب في السودان جرائم حرب في دارفور.
كما ذكر تقرير للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن ما بين عشرة آلاف و15 ألف شخص قتلوا في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور خلال العام المنصرم في أعمال عنف عرقية نفذتها قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها.
وأبدى القوني ترحيب قوات الدعم السريع بتشكيل أي لجان تحقيق دولية في مزاعم ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في السودان.
وقال عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع "قوات الدعم السريع هي من طلبت من لجان التحقيق الدولية أن تأتي إلى السودان لتحقق في المزاعم التي قدمتها بعض الجهات للأمم المتحدة".
وأضاف "الإفادات التي قدمت للجهات الأممية والتي بسببها وجهت بعض الاتهامات غير دقيقة بالنسبة للدعم السريع، وبالتالي تحتاج إلى تحقيق واقعي والدعم السريع ليس لديه أي مشكلة في أن تأتي لجان لتحقق في مزاعم الجرائم والانتهاكات. الدعم السريع صفحته بيضاء ولا يخشى شيئا".
وتابع قائلا "بالنسبة للاتهامات بارتكاب جرائم في الجنينة، هذه مشاكل قبلية بين العرب والمساليت، وهذه المشاكل قديمة ومتجددة... في 1996 و1998 و2000 و2002 وبعد ذلك اختلطت بالتمرد".
وبحسب القوني، حاول قائد الدعم السريع حل هذه المشاكل ومكث في الجنينة حوالي ثلاثة أشهر قبل قيام الحرب.
واستطرد "الدعم السريع قدم لطرفي النزاع مساعدات كي تتوقف هذه الصراعات القبلية، لكن للأسف عندما قامت حرب 15 أبريل، استغل الجيش ضعف قبيلة المساليت وأوهمهم بأنهم يستطيعون تحرير مدينة الجنينة من القبائل العربية، فتجددت المشكلات القبلية، والدعم السريع ليس طرفا في هذه الحرب.
"إن كانت هناك انتهاكات ارتكبت في الجنينة، فستكون من جانب المساليت أو العرب، لكن الدعم السريع ليس له أي علاقة، هذه اتهامات يلقيها من يريدون تشويه صورة الدعم السريع".
وردا على سؤال حول دعوة حاكم ولاية النيل الأزرق أحمد العمدة بادي قوات "الجيش الشعبي" للانضمام إلى الجيش السوداني في أم درمان بولاية الخرطوم وود مدني بولاية الجزيرة، قال القوني "بادي موالي للجيش ولا يستطيع أن يفعل شيئا، وقواته لا تستطيع أن تفعل شيئا، قواتنا الآن بالقرب من سنار".
وأضاف "أوقفنا قواتنا فقط لمعالجة بعض الأمور، لو أردنا أن نجتاح سنار والنيل الأزرق في يوم واحد لما أوقفنا شيء، ولا مشكلة لدينا في ذلك، لكن نريد أن نتجنب آثار الحروب الكارثية بقدر الإمكان، ونحاول أن نضع خططا تضمن ألا يتأذى المواطنون، ولا نهتم بهذه التصريحات، لا نراهم أصلا ".